منوعات

شعر عن القهوة نزار قباني

القهوة لها سحر لا ينسى، فهي واحدة من المشروبات الأكثر استهلاكا في العالم بأسره، وتعبر دائما عن ذاتها، إنها مذاق العشاق، ولذلك رأيناها مرتبطة في قصص حب الكثير من الشعراء، وأصبحت تجمل قصائدهم وأشعارهم ومجموعاتهم .

يتحدث شاعر الحب والرومانسية نزار قباني في معظم قصائده عن القهوة، وهو أحد الشعراء المذكورين في هذا المقال .

شعر نزار قباني عن القهوة

1- ربما

ربّما..

لم أقع في حبك بعد، ولكن ربما قريبًا ..

تحدثُ المُعْجِزَةُ الكبرى.. وتَنْشَقُّ السَمَا..

عن فراديسَ عجيبَهْ..

وتصيرين الحبيبَهْ..

وتصيرُ الشمسُ يا سيِّدتي

خاتماً بين يَدَيّْ..

وأرى في حُلُمي وَجْهَ النبيّْ

أرى الجنة من نافذتي والنجوم..

رُبَّما..

ربّما..

لم أقع في حبك بعد، ولكن ربما قريبًا ..

يضربُ الطوفانُ شُطآنَ حياتي

ويجي البحر من كل الجهات..

رُبَّما يجتاحني الإعصارُ في يومِ غدٍ

رُبَّما بعدَ غدٍ..

رُبَّما في أشهُرٍ أو سَنَواتِ..

فاعذُريني إِن تَرَيَّثْتُ قليلاً..

فأنا أختارُ في شكلٍ دقيقٍ كَلِماتي..

مُعجَبٌ فيكِ أنا..

ولكن الحب الحقيقي هو الذي يبقى صامدا ولا يبكي..

أو رَمَى أزهارَهُ في شُرُفاتي..

أنا لم أَعْشَقْكِ حتى الآنَ.. لكن..

ستأتي ساعة الحب التي لا شك فيها..

سأقدم لك أسماكا من البحر لم تشاهديها من قبل..

وسيُهديكِ كنوزاً، قَبْلُ، لم تكتشِفِيها..

سيجيء القمح في موعده ..

ويجيءُ الوردُ في موعدِهِ..

وستنسابُ الينابيعُ، وتَخْضَرُّ الحقُولْ

فاتركي الأشجار تنمو وحدها ..

واتركي الأنهارَ تجري وحدَها..

فمن الصعب على الإنسان تغييرُ الفُصُولْ..

رُبَّما كنتِ أرقَّ امرأةٍ..

وُجِدتْ في الكون، أو أحلى عروسْ..

ربّما كنتِ برأي الآخرينْ

قَمَرَ الأقمار، أو شَمْسَ الشموسْ

رُبَّما كنتِ جميلَهْ..

غيرَ أنَّ الحبَّ – مثلَ الشِعْر عندي-

لايلبّيني بيسر وسهولة ..

فاعذريني ان تردَّدتُ ببَوْحي..

وتجاهلتُكِ صدراً، وقواماً، وجمالا..

إنَّ حُبِّي لكِ ما زالَ احتمالا..

ينبغي ترك الأمر حتى يأذن الله تعالى به

إشربي القهوةَ يا سَيِّدتي..

ربّما يأتي الهوى كالمسيح المُنْتَظَرْ..

ليس عندي الآنَ ما أعلنُهُ..

فلقد يأتي.. ولا يأتي الهوى

ولقد يُلْغي مواعيدَ السَفَرْ..

ربّما أكتُبُ شعراً جيّداً..

لم أحاول أبدًا إسقاط المطر من قبل

انّ للحُبِّ قوانينَ فلا..

تستبقي وقت الثمر ..

إشْرَبي القهوةَ يا سَيِّدتي..

يمكن البحث عن فستان جميل في صفحة الملابس..

أو سِوَارٍ مُبتَكَرْ..

ابحثي عن عصفورة خضراء في صفحة الأبراج..

تأتيكِ بمكتوبٍ جديدٍ.. أو خَبَرْ..

إشْرَبي القَهْوَةَ يا سيّدتي..

فالجميلاتُ قضاءٌ وقَدَرْ..

والعيونُ الخُضْرُ والسُودُ..

قضاءٌ وقَدَرٌ..

هل أنا أهواكِ؟. لا شيءَ أكيدْ..

أشعر بعدم وضوح الرؤية… لا شيء مؤكد ..

هل أنا مزدوج الشخصية؟ لا يوجد شيء مؤكد

هل حياتي شَبَّتِ النارُ بها؟

هل ثيابي اشتعلَتْ؟ هل حروفي اشتعلتْ؟

هل دُمُوعي اشتعلتْ؟

هل أنا ضَوْءٌ سَمَاوِيٌّ.. وإنسانٌ جديدْ؟

لا تشير إلى ذلك الإعجاب يا سيدتي بأنه حبا..

إذا أردناه، فإن الحب لا يأتي..

ويأتي كغزالٍ شاردٍ حين يُريدْ…

اشربي القهوة، يا صاحبة الصوت الرنان والعينين الخضراء ..

في خريطة الأماني، لا أعلم في أي مكان سأكون..

ومتى يذبحني سيف الجنون؟

فلماذا تكثرينَ الأسئلة؟.

لماذا تستعجلين، يا سيدتي؟

لا يمكنني إنكار إعجابي القديم بعينيكِ..

ألا وأنا لا أنكرُ تاريخي مع العطرِ الفرنسيِ الفخمِ

ومع النهد الذي كسَّرَ أبوابَ الحَريمْ.

مع ذلك، لا زلت أشتاق إلى الحب العظيم..

يا لَيتَ يَنْسَحِقُ الإنسان في حُبٍّ عظيم، كم هو رائع ذلك..

فامنحيني فُرْصةً أُخرى.. فقد

يكتبُ اللهُ عليَّ الحبَّ.. واللهُ كريمْ..

لم أقع في حبك حتى الآن، ولكن من يدري؟

ما الذي يحدثُ في يومٍ ولَيْلَهْ..

رُبَّما تنمو أزاهيرُ المانُولْيَا فوق ثغري

من الممكن أن تحتوي غابات صدري على ملايين الفراشات..

رُبَّما تمنحُني عيناكِ عُمْراً فوقَ عُمْري..

مَنْ سَيَدْرِي؟

ماذا سيحدث للعالم إذا كنت أحببت؟..

هل يجيء الخيرُ والرِزْقُ، ويزدادُ الرخاءْ؟

هل ستزدادُ قناديلُ السماءْ..

هل سيمضي زَمَنُ القُبْح.. ويأتي الشُعَرَاءْ

ثم هل يبدأُ تاريخٌ جديدٌ للنِسَاءْ.؟

مَنْ سَيَدري…؟

إشْرَبي قهوتَكِ الآنَ .. ولا تَسْتَعْجليني..

أنا لا أعرف أوقات العصافير ولا أوقات الياسمين..

فاعذُريني..

فأنا أجهل في أي يوم سوف أعشق..

فمتى يضربني الصاعقة، وفي أي بحر سوف أَغْرَقُ

وعلى أي شِفَاهٍ سوف أرسُو..

وعلى أي صليبٍ سَأُعلَّقْ..

يا ليتني أعرف ما يجري في داخل قلبي..

فعل الحب، يا سيدتي، يتعلق بعلم ربي

فاتركي الأمرَ لتقدير السَمَا..

رُبَّما ندخُلُ في مملكة العِشْقِ قريباً.

صوت الديك.

صوت الديك

مليءٌ بالرجولة..

ولذلك، فإن كل صبايا القرية

يتركن فراشهن المبلل بالأحلام

ليصنعن له، قهوته الصباحية

جواري اتخذت مقعدها

جواري اتخذت مقعدها          كوعاء الورد في اطمئنانها

وكتاب ضارع في يدها          يحصد الفضلة من إيمانها

يثب الفنجان من لهفته           في يدي ، شوقا إلى فنجانها

آه من قبعة الشمس التي         يلهث الصيف على خيطانها

جولة الضوء على ركبتها       زلزلت روحي من أركانها

هي من فنجانها شاربة           وأنا أشرب من أجفانها

قصة العينين .. تستعبدني      من رأى الأنجم في طوفانها

كلما حدقت فيها ضحكت        وتعرى الثلج في أسنانها

شاركيني قهوة الصبح ولا تدفني نفسك في أحزانها

إنني جارك يا سيدتي            والربى تسأل عن جيرانها

من أنا؟ اترك الأسئلة، أنا لوحة تبحث عن ألوانها

موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها..

وتطلعت فلم ألمح سوى         طبعة الحمرة في فنجانها

إذا تجاوزت كلمة `أحبك`، فماذا يمكنك فعله؟

إذا تجاوزت كلمة `أحبك`، فماذا يمكنك فعله؟

اقول ” فتشت في كل العصور ..

قرأت تاريخ …. البشَر على قهوتي

وبحثتُ .. مثلك لم أجِدْ

شمساً تسافر ..

في زواريب المطرْ ..!!

أو طفل يلهو بكلٍ بساطةٍ ..

يبكي تحت ضوء القمر، هل نسيت كلمة `أحبك`

أخشى عليك بين أيامي

توابيت الضّجرْ ..

فمساكن الشعراء

يملأها المزيد من الخطرْ ..

ودروبهم ..

شوكٌ .. ونيران ..

جنونٌ .. ودموع.. وحُفَـر ..

من أجل هذا واعذرني

إنّ ذنبي مغتفرْ ..

فأخذتُ من عينيك زادي ..

تم تابعتُ .. السفر

أوَلسْتُ شاعرتك الأثيرة

ودائماً ..

للشاعر المجنون .. ذنب يغْتفَــر ,,…؟؟!!؟

فما الذي يمكنك فعله، يا من تجاوزت كلمة `أحبك` وتعمقت في العشق؟

تسألني حبيبي أين تذهبين ؟؟

مازلت أبحث عن حدود أصابعي

أنا يا حبيبي أحرفي لي دولة

ويحق لي في دولتي التجوال

حبيبي …

قبل أن داهمني حبك

كنت بدوية. …تملئ الرمال وجهها

بعد أن أخذني الحب إليك

غسلتني عيناك على ضفاف بحيرتك

واستلقيت فوق سنابل حروفك

قدم لي قلمك أول درس في أساسيات الحضارة

آه كم أنت رائع

لقد تحول فجري الى قناديل عطر

وعناقيد ضوء

وأصبح لنجوى حروفي عبير بهجة

وشذى غابة

يال روعة قلبك الصغير

تسألني وأشواقي وآهاتي

ككأس بات مندهش

حبك جنون جميل

تشابهنا..

من معبد عشتار، غادرت كمولاتنا بحبٍّ

أمازلت تتسائل ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى