سيرة الصحابي الجليل عكرمة بن أبي الحكم
عكرمة بن أبي جهل : عكرمة بن أبي الحكم، أحد الصحابة الكرام، وكان يكنى بأبي عثمان، وهو من قوم قريش وأحد فرسانها وسادتها، كان من الأغنياء والأبرز.
سيرة الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل:
– ولد عكرمة قبل 24 سنة قبل الهجرة النبوية الشريفة في مكة المكرمة، كان يحيا حياة مترفه، وتعلم الفروسية وتعلم مهارات القتال، وكان من الفرسان المتميزين بالشجاعة وخفة الحركة.
عندما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، كان عكرمة من أشد أعداء الإسلام، وكان يتبع والده في كل أمر يقوم به، وكان يتعمد إيذاء المسلمين، وأنفق الكثير من المال لإيذاء الرسول عليه السلام ومن يتبعه.
– شارك عكرمة في معركة بدر، وكان من أبرز فرسان قريش وأكثرهم عداء للمسلمين، وقد رأي أبيه وهو يقتل أمام عينيه، عندما قتل أبو جهل في المعركة هو والكثير من سادات قريش أصاب الخوف والهلع قلوب الباقين مما جعلهم ينسحبون من المعركة وعلى رأسهم عكرمة الذي فر هاربا دون أن يأخذ جثة أبيه لدفنها في مكة مما زاد في قلبه الشعور بالحقد على المسلمين.
– ظل عكرمة يشعر بالغضب من المسلمين، ويرغب في أن يثأر لوالده ولباقي سادات قريش، فجمع بعض فرسان قريش لأخذ الثأر بعد سنة من غزوة بدر واصطحبوا معهم النساء ليقوموا بالدق على الدفوف حتى يحفزنا الجنود على القتال، والتقى جيش المسلمين وجيش المشركين عند جبل أحد، ولم يكتفي بهذا بل شارك ايضا في غذو الخندق.
– عكرمة شارك في حصار المشركين للمدينة في غزوة الخندق، وعندما شعر بالملل من طول الحصار، حاول الاقتحام هو وبعض فرسان قريش، وعندما قتل عمرو بن ود، فروا هاربين، وظل عكرمة على عداوته للإسلام والمسلمين حتى عند فتح مكة، وجدت قريش أن جيش المسلمين قوي ولن يستطيعوا النيل منهم، فقرروا الاستسلام، ولكن عكرمة أصر على القتال وخرج ومعه بعض فرسان قريش لمحاربة جيش المسلمين، فهزمهم المسلمون وفر عكرمة.
بعد فتح مكة ودخول الرسول إليها، أمر بالعفو عن جميع سكانها، باستثناء بعض الأشخاص. أذن الرسول بقتلهم، وكان عكرمة واحدا منهم. عندما سمع عكرمة بذلك، هرب وركب سفينة متجهة إلى اليمن. واجهوا عاصفة شديدة في الطريق، مما دفع ركاب السفينة للتوجه بالنية الصادقة لله الواحد الأحد. قال عكرمة: `إذا لم ينجني في البحر إلا بالإخلاص، فلا ينجيني في البر إلا هو. اللهم، إذا أنقذتني من ما أنا فيه، فإنني سأذهب لألتقي بمحمد وأضع يدي في يده، وسوف أجده غفارا كريما`.
تسلمت زوجة عكرمة أم الحكم وذهبت لتطلب العفو من الرسول بسبب زوجها. أعفى الرسول عنها وأخبر الصحابة أن عكرمة سوف يسلم ويدخل في دين الإسلام، وطلب منهم ألا يسبوا أباه. وبالفعل، جاء عكرمة إلى رسول الله وأعلن إسلامه، ورحب به الرسول قائلا `مرحبا بالراكب المهاجر`. تحول عكرمة من أحد أعداء الإسلام الشديدين إلى صحابي جليل حاول أن يخدم الإسلام بكل قوته، وشارك في كل غزوة لم يتركها.
بعد وفاة الرسول عليه السلام وارتد الكثير من المسلمين، استعان أبو بكر الصديق بقيادة جيش ومسيرته المتجهة إلى أهل عمان الذين رفضوا دفع الزكاة، ثم إلى اليمن، ثم ذهب إلى الشام وقاتل مع جيوش المسلمين، وشارك في معركة اليرموك، وكان يتمنى الشهادة، فحارب بكل ما أعطاه الله من قوة، ونال الشهادة في سبيل الله.