سبب رفع كسوة الكعبة في موسم الحج
تقوم رئاسة الحرمين كل عام بتقليد رفع كسوة الكعبة المشرفة، ويتم ذلك تحديدا في فصل الحج، من خلال فريق متخصص يرفع الكسوة المصنوعة من الحرير، ويعد هذا التقليد من مظاهر التشريف للكعبة، ويؤكد اهتمام المملكة بخدمة بيت الله الحرام، ويتيح للزائرين القدوم لأداء فريضة الحج ورؤية بيت الله الحرام.
كسوة الكعبة المشرفة :
كسوة الكعبة أو ثوب الكعبة يصنع من الحرير الأسود، مخطوط بالآيات القرآنية ويتم استخدام خيوط من ماء الذهب، وهو مبطن من الداخل بالقماش الأبيض، والذي تحرص رئاسة الحرمين على تجديده كل عام في موسم الحج في التاسع من ذي الحجة صبيحة يوم عرفة.
كان عدنان الجد الأعلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أول من قام بتغطية الكعبة الشريفة، وتم تجديد تغطية الكعبة بانتظام حتى ظهور الإسلام، حيث أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه العادة. عندما احترقت التغطية بطريق الخطأ بواسطة امرأة أرادت تبخير البيت، استخدم رسول الله الثياب اليمنية لتغطية الكعبة ، وظل الخلفاء يتبعون هذه العادة بعد ذلك. ولفترة طويلة، كانت التغطية تأتي مع قافلة الحج المصرية حتى عام 1345 هـ، عندما أمر الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمة الله عليه بتنفيذها في مصنع مخصص في مكة المكرمة، ووفر لها أفضل الإمكانات لتخرج بهذا الشكل الجمالي والبديع الذي نراه عليها اليوم.
أساب رفع كسوة الكعبة قبل موسم الحج :
هذه إجراء هامة يحرص عليها رئاسة الحرمين في ذلك الوقت بالتحديد. وتعود الأسباب إلى بعض المعتقدات الخاطئة لدى بعض الحجاج والمعتمرين، وهي أن بعضهم يقوم بقطع الثوب باستخدام أدوات حادة للحصول على جزء منه كتبرك أو تذكار وما شابه ذلك. وينشأ هذا الاعتقاد نتيجة تقديس النفس وإعظام الله الحرمة.
باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية للإجراء الرسمي الذي يتكرر سنويا، تعتبر الازدحام الكبير حول الكعبة والسعي لمسها بالأيدي من أهم الأسباب. وهذا يؤدي إلى حدوث تماس بين بعض الحجاج عن غير قصد بثوب الكعبة، والذي يصنع من الحرير ويتأثر بشدة بالتماس. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلفه، لذلك من الضروري أن نحرص على سلامة الثوب ونمنع أي ممارسات أو اعتقادات خاطئة قد تنتهك عقيدة المسلم الذي يرفع ثوب الكعبة من بوابة الاحترام.
إجراءات رفع ثوب الكعبة :
يقوم فريق متخصص من الفنيين على القيام بتلك المهمة، لضمان تنفيذها على نحو بالغ الدقة دون الإضرار بالثوب أو بالبيت نفسه، حيث يقوم فريق الفنيين برفع ثوب الكعبة عن سطح المطاف بما يعادل ثلاثة أمتار من أصل 14 متراً هي ارتفاع الكعبة؛ مبقياً 11 متراً من المساحة المكسوة؛ وذلك حتى يوم 12 محرم، وتشهد صبيحة يوم عرفة الموافق للتاسع من ذي الحجة، تبديل الكسوة التي تجرى مرة كل عام، وتبدأ مع اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من كل عام حيث تبدأ بفك أحزمة الكعبة المذهبة التي يبلغ عددها 52، وتتكون من أربعة أحزمة في كل جانب، وخمسة في ستارة الكعبة، وستة تحت حزام الكعبة.