بالصور الحلية الجديدة لكسوة الكعبة المشرفة
كسوة الكعبة المشرفة هي من أعظم مظاهر التشريف لبيت الله الحرام، والذي تبهر وتسرق أنظار كل من يراها، والتي جاءت صنعتها باهتمام من كافة الجهات المسئولة في كل عام، فترتبط كسوة الكعبة المشرفة بتاريخ الإسلام حتى أنهم في الجاهلية كانوا يكسون الكعبة، وقد برع أمهر فنانين العالم الإسلامي في ديباجة كسوة الكعبة وتسابقوا على تقديم الأفضل بشكل مميز، فكسوة الكعبة لها تاريخ يمتد منذ عصر صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وهي عبارة عن قطعة قماش من الحرير الأسود المنقوش بآيات من القرآن الكريم وهي من ماء الذهب، ويتم تغييرها مرة واحدة في السنة خلال موسم الحج، وقد قامت أمس الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإسدال ثوب الكعبة المشرفة بثوب الكعبة وبحلية جديدة، ففي مقالنا هذا نتعرف على كسوة الكعبة الجديدة بحليتها الجديدة.
تمت إضافة حلية جديدة على كسوة الكعبة المشرفة
كشفت إمارة مكة المكرمة عن أنها قد أسدلت كسوة الكعبة في صباح يوم الاثنين بعد انتهاء موسم الحج ومغادرة الحجاج لبلادهم، وأشارت أنه تم تركيب حلية جديدة على كسوة الكعبة لأول مرة، وهي عبارة عن عرق مذهب يمتد فوق الركن اليماني. وتضمنت هذه الحلية كتابة “الله أكبر” بدلا من “يا حي يا قيوم” لتمييز الحجر الأسود، وهي مثبتة على طول 6 أمتار. وتعتبر خطة إسدال كسوة الكعبة المشرفة هي الخطوة الأولى، تليها تركيب الحلق والحبل وبقية المذهبات وصيانة ونظافة كسوة الكعبة المشرفة، وأخيرا تركيب إطار الحجر الأسود. وأكدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هذه الخطوات في تغريدة على حسابها على تويتر، معلنة أنه تم تثبيت الحبل المثبت لكسوة الكعبة تحت الكعبة.
الحكمة من كسوة الكعبة
تكمن حكمة كسوة الكعبة أنها من شعائر الله عز وجل والتي أمر بتغطيها فقد قال الله تعالى في سورة الحج الآية 32 ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ وأيضا مظهر كسوة الكعبة فيه إرهاب للأعداء وإظهار لعزة الإسلام والمسلمين، فكسوة الكعبة ليست إحراما لأن الكعبة جماد ومن ثم لا تحرم ولا تؤدي نسكا وإنما جاء كسوتها تعبدا لله عز وجل فهي قبلة المسلمين والتي ألف الله بها بين قلوب جمع المسلمين.
تغيير كسوة الكعبة
يتم إقامة احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة في موسم الحج بعد الانتهاء من مراحل تصنيع كسوة الكعبة، حيث يتم تسليمها إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، والذي يسلمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام. يتم استبدال كسوة الكعبة كرة واحدة كل عام أثناء فريضة الحج، وبعد أن يتوجه الحجاج إلى جبل عرفة، يتم تغيير الثوب القديم لكسوة الكعبة المشرفة واستبداله بالثوب الجديد لاستقبال الحجاج صباح أيام عيد الأضحى. تبدأ مراسم استبدال ثوب الكعبة بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة فوق الثوب القديم، وتثبت القطع في عري معدنية في سطح الكعبة. يتم فك حبال الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد، ثم يتولى الفنيون تشبيك قطع الثوب الجديد وقطع الحزام فوق الكسوة. وتوجد قطعة بها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع، وتثبت أربع قطع صمدية و11 قطعة قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية.
الحكمة من رفع كسوة الكعبة
بعد الانتهاء من مراحل إسدال ثوب الكعبة، يتم رفع الثوب المبطن بقطع قماش قوية وزنها مترين من القاعدة الرخامية للكعبة، وتعرف هذه العملية بإحرام الكعبة. وذلك لمنع الحجاج والمعتمرين من تمزيق الثوب بواسطة الأمواس والمقصات للحصول على قطع من الثوب كذكرى أو لطلب البركة. يتم تسليم الثوب القديم للحكومة التي تقوم بتقسيمه إلى قطع صغيرة وتهديها للضيوف الرفيعي المستوى والمسؤولين والمؤسسات الدينية والسفارات السعودية في الخارج.
مقاس كسوة الكعبة
ويحتاج الكعبة إلى حوالي 670 كيلو جرام من الحرير الطبيعي و150 كيلو جرام من سلك الذهب والفضة لصنع ثوبها الواحد. يبلغ مساحة الثوب الكلية 658 مترا مربعا ويتكون من 47 لفة، حيث يبلغ طول اللفة الواحدة 14 مترا وعرضها 95 سنتيمترا. يصل سعر الثوب الواحد إلى حوالي 17 مليون ريال سعودي. يتم إنتاج قماش كسوة الكعبة في قطع كبيرة، حيث تكون كل قطعة عرضها 10 سم وطولها 14 مترا (15 تكرارا). يتم خياطة كل جانب من جوانب الكعبة بشكل منفصل. وفيما يلي المقاسات المختلفة لجوانب الكعبة:
(1) يقع بين الركنين ويبلغ طوله 10.29 مترًا (11 طاقة)
(2) مسافة باب الكعبة الشريفة (11.82) مترا (12.50 طاقة)
(3) الإحداثيات (3) جهة الحجر، (10.30) مترا، (10.50) طاق
(4) في جهة باب الملك فهد (12.15) مترا (13 وحدة قدرة)
وتصنع كسوة الكعبة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود والمنقوش عليه بطريقة الجاكار عبارة “لا إلهَ إلا اللهُ، محمدٌ رسولُ اللهِ”، “الله جل جلاله”، “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، “يا حنان يا منان” ، وتحت الحزام سورة الإخلاص داخل دائرة تحيط بها زخارف إسلامية، وحزام الكعبة مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية المحاطة بالزخارف الإسلامية والتطريز البارز بسلك فضي مطلي بالذهب والذي يبلغ طوله 47 مترا .