دليل زيادة الإيمان ونقصانه من القرآن والسنة
زيادة ونقصان الإيمان هي مسألة تثير الجدل والخلاف بين الناس، ولكن أهل السنة والجماعة يعترفون بها ويحددون أسباب زيادتها ونقصانها، ويستندون في ذلك إلى القرآن والسنة النبوية.
زيادة الإيمان ونقصانه :
يقول أهل العلم في هذه المسألة أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو الإقرار بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح فهو يتضمن هذه الأمور الثلاثة إقرار بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح وإذا كان كذلك، فإنه سوف يزيد وينقص، وذلك لأن الإقرار بالقلب يتفاضل فليس الإقرار بالخبر كالإقرار بالمعاينة، وليس الإقرار بخبر الرجل كالإقرار بخبر الرجلين وهكذا.
ولهذا قال إبراهيم عليه السلام : {فيما يلي كلمات إبراهيم عندما قال: يا رب، أرني كيف تحيي الموتى. فقال الله: ألم تؤمن بذلك؟ قال إبراهيم: بلى، لكن لكي يطمئن قلبي} [سورة البقرة: 260]. يزيد الإيمان من قوة التصديق، قوة التصديق في القلب وشعوره بالاطمئنان والسكينة. يجد الإنسان هذا في نفسه، فعندما يكون في مجلس يذكر فيه الجنة والنار، يزداد إيمانه حتى يكأنه يراهم بأم عينه. وعندما يكون غافلا وينفصل عن هذا المجلس، يتلاشى هذا اليقين في قلبه.
كما أنه إذا قام شخص بأداء العبادة بالشكل الصحيح، فإن إيمانه يزداد أكثر من شخص قام بأداءها بشكل غير صحيح، وكذلك في الأعمال، إذا قام الإنسان بالعمل بجهده أكثر من الآخرين، فإن إيمانه يزداد أيضًا.
الأدلة على زيادة الإيمان ونقصانه :
جاءت الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية لتثبت أن الإيمان يزيد وينقص ومن هذه الأدلة الآيات الآتية: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31]، {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}[التوبة:124 – 125]. وفي الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم قال : « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن».
ما هي أسباب زيادة الإيمان ؟
أسباب زيادة الإيمان هي :
يتضمن الإيمان بالله تعالى معرفة أسمائه وصفاته، فكلما زادت معرفة الإنسان بالله وصفاته وأسمائه، زاد إيمانه بلا شك.
عند النظر في آيات الله الكونية والشرعية، يزداد إيمان الإنسان. فكلما نظر الإنسان إلى آيات الله الكونية والشرعية، زاد إيمانه، وقد قال الله تعالى: `وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ` [الذاريات: 20].
يزداد إيمان الإنسان كلما كثرت طاعته، سواء كانت طاعة قولية أو فعلية، فكثرة الذكر تزيد من إيمانه بشكل كمي وكيفي.
ما هي أسباب نقصان الإيمان ؟
أسباب نقصان الإيمان هي عكس أسباب الزيادة :
يؤدي الجهل بأسماء الله وصفاته إلى نقصان الإيمان، لأن الإنسان إذا لم يعرف أسماء الله وصفاته ينقص إيمانه.
تجنب عدم التفكير في آيات الله الكونية والشرعية، حيث يؤدي ذلك إلى نقص الإيمان أو تباطؤه وعدم تطوره على الأقل.
القيام بالمعاصي يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على القلب والإيمان، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
4. ترك الطاعات يؤدي إلى نقص في الإيمان، ولكن إذا كانت الطاعة واجبة وتم تركها بلا عذرفإن هذا يعتبر نقصًا مستنكرًا يتعين عليه الإنسان الحاسب عليه، وإذا كانت الطاعة غير واجبة وتم تركها لعذر مشروع فيجب عدم اللوم عليه.