دراسة طبية ” أطفال الأمارات والسعودية “عرضة للأمراض المزمنة بسبب السمنة
بسم الله الرحمن الرحيم، “وإذا مرضت فهو يشفين” صدق الله العظيم. المرض هو درس صعب يواجهه الإنسان في حياته، ولكن الخالق العزيز يظهر لنا بنعمته بمنحنا الشفاء ويساعدنا في الوقاية من الأمراض من خلال الأطباء والعلماء الذين يسعون دائما لتحقيق ذلك. في الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من الأمراض التي يسببها الإنسان لنفسه، وربما أخطر وأكثرها انتشارا هو مرض السمنة الناتج عن زيادة غير طبيعية في الوزن، والذي يجعل الإنسان عرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وآلام المفاصل والعظام وأمراض القلب وصعوبة التحرك، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى غير المحدودة. والكارثة الأكبر هي أن السمنة أصبحت تهدد أطفالنا، وربما يكون أطفال الدول العربية هم الأكثر تهديدا بهذا المرض وتداعياته الخطيرة، وهذا ما أثبتته الدراسات الطبية الحديثة وسيتم توضيحه في الأجزاء التالية من هذا المقال.
شاهد : خطر البدانة عند الأطفال
يشير تفصيل دراسة طبية إلى أن “أطفال دول الخليج” هم الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة
قد قامت مجموعة من الأطباء العاملين في مجال صحة الأطفال بإجراء واحدة من الدراسات الطبية الحديثة، وأظهرت نتائجها أن الأطفال في دول الخليج هم الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة. توصلت الدراسة إلى هذه النتيجة بعد فحص وتحليل البيانات التي جمعها الباحثون، واكتشفوا أن الإمارات هي واحدة من الدول التي ينتشر فيها سمنة الأطفال بشكل كبير. في عام 2011، كانت نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة حوالي 24.5٪، وارتفعت هذه النسبة إلى حوالي 40٪ في عام 2014. لكن هذه النسب المرتفعة لم تكن محصورة في الإمارات فحسب، بل تصدرت المملكة العربية السعودية القائمة، حيث وصل عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة أو “البدانة” في المملكة إلى حوالي ثلاثة ملايين ونصف طفل، وهذا الأمر أثار القلق. ومن بين الدول الأفريقية، تعاني المملكة المغربية من انتشار مرتفع للسمنة بين أطفالها، وتشكل هذه المشكلة خطرا على أطفال مجلس التعاون الخليجي
أسباب تعرض أطفال دول مجلس التعاون الخليجي للسمنة :
حول هذه الأسباب ركز الأطباء على سبب أساسي وهو أن البلاد التي يشهد أهلها دخلا مرتفعا وحياة اقتصادية رغدة، يميلون إلى الترف وتنعدم لديهم ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية، ويكثرون من الأنشطة الترفيهية وحياة الرفاهية دون وعي لما يسببونه لأنفسهم من مخاطر. وهذا كله يصاحبه تناول الوجبات السريعة العامرة بالدهون والزيوت وغيرها، مما يسبب السمنة المفرطة لهم. ونتيجة لذلك، يصبحون أكثر عرضة للأمراض المزمنة في المستقبل. لذا، يجب علينا أن نكون جاهزين تماما ونأخذ الحذر لمنع أطفالنا من المخاطر التي تهدد حياتهم ومستقبلهم. فما هو الفائدة من تناول طعام يسبب أكثر ضررا مما يفيد .
نصائح الباحثون لوقف هذا الخطر : يجب نشر الوعي بين جميع أبناء الدول العربية حول خطورة السمنة، ويتطلب ذلك تنظيم حياة أبنائنا بشكل سليم وتوعيتهم بجميع الممارسات الغير سليمة التي تؤدي إلى زيادة الوزن، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بصحتهم ومتابعتهم، وتقديم أطعمة صحية لهم، وتشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم مواعيد الوجبات، وتجنب الأكل الزائد من الدهون والسكريات وغيرها من مسببات السمنة. كما يتوجب التحرك السريع في حالات زيادة الوزن الحقيقية والتوجه للطبيب لاتباع نظام غذائي يساعد في التخلص من السمنة وفي الحالات الشديدة اللجوء إلى العمليات الجراحية. كما يجب على جميع المختصين بالسمنة توجيه المواطنين حول ضرورة التخلص من السمنة وتوضيح تداعياتها وأخطارها على صحتهم. نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية والسلامة من الأمراض بإذنه تعالى .