صحة

خطر البدانة عند الأطفال

عند التفكير في مشاكل الصحة لدى المراهقين والأطفال، يأتي على الفور إلى الذهن أمراض مثل الحصبة وحب الشباب والصفراء، ولكننا لا نفكر أبدا في أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. ولكن تلك المشاكل التي اعتقدنا خطأ أنها تصيب الكبار فقط وليست الصغار، أصبحت اليوم خطرا يهدد الأطفال. فصواري السمنة أصبحت خطرا يشمل الجميع، الكبار والصغار على حد سواء. وأكثر أنواع البدانة لدى الأطفال تتعلق بالوراثة، ولكنها ترتبط أيضا بتناول الطعام عشوائيا والتغذية غير السليمة، وأيضا قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة .

البدانة لدى الأطفال تعتبر مهمة لأنها تشير إلى احتمالية بدانة الطفل عندما يكبر ويصبح بالغا. وتشير الدراسات الإحصائية الحديثة إلى أن معدلات البدانة لدى الأطفال اليوم تفوق معدلات البدانة لدى الشباب والكبار في السن. ويرجع ذلك إلى تغير نمط الحياة وظهور وسائل الترفيه والرفاهية الحديثة مثل ألعاب الفيديو والبلاي استيشن والألعاب الإلكترونية وغيرها. فالاعتماد المفرط على اللعب والتسلية للأطفال لم يعد كما كان في الماضي. وكذلك، نوعية الطعام والإعلانات المستمرة على التلفزيون عن الطعام تلعب دورا في ذلك. بالنسبة للأطفال، الوقاية من البدانة يكون لها فائدة أكبر من علاجها. بالمقابل، للأشخاص في السن المتقدم الذين يعانون من البدانة المرضية، العلاج الجراحي يبقى الخيار الأمثل والوحيد. لذلك، هناك فرص كبيرة للوقاية من البدانة في سن مبكرة لتجنب أي مشاكل صحية متعلقة بالسمنة .

تعريف البدانة Childhood obesity  :-
يوجد تعريف محدد للبدانة هو الزيادة في الأنسجة الدهنية  في الجسم بالنسبة للجنس (النوع) و العمر و لمعرفة هل يوجد بدانة أو لا خصوصًا عند الأطفال يستعان بمقياس كتلة الجسم Body Mass Index – BMI يحسب بناء على وزن الجسم مقسوم على الطول (مؤشر كتلة الجسم (BMI )= الطول بالمتر X الطول بالمتر / وزن الجسم بالكيلوغرام) بعض مشاكل السمنة عند الاطفال نتجة لتحزين الدهون ، و ظهور البدانة المبكرة يؤشر لإرتفاع نسبة المرض حيث ترتبط البدانة عند الأطفال و البالغين بمشاكل القلب و ارتفاع ضغط الدم و ضيق التنفس و التعب المتزايد من ثم قلة التحصيل المدرسي و الضغط الزائد يؤدي وجع الدماغ و تشوش الرؤية و الخلل في النشاط الكبدي ..

من أهم العوامل التي تتسبب في السمنة :-
يعتقد بعض الأمهات بشكل خاطئ أن الطفل الذي يأكل بكثرة هذا هو النظام الغذائي المثالي له، لذا يقومن بإطعامه بكميات كبيرة من الشوكولاتة والحلويات، بالإضافة إلى إعطائه أنواعا أخرى من الطعام مع الحليب أثناء فترة الرضاعة، والتحث المستمر على تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى إهمال وجبة الإفطار ونمط الحياة غير الصحي، مثل الاستيقاظ والنوم في وقت متأخر، مما يزيد من رغبة الطفل في استهلاك الدهون وقضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر وألعاب الفيديو والتلفزيون، بالإضافة إلى قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. وكل هذا يؤدي في النهاية إلى اضطرابات هرمونية تسبب السمنة، بالإضافة إلى أن أسلوب الحياة الغير صحي يعرض بعض الأطفال لتناول أدوية تحتوي على الكورتيزون، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة في وقت مبكر

علاج السمنة عند الأطفال :-
يتم تقسيم علاج السمنة لدى الأطفال إلى عدة محاور، بما في ذلك العلاج السلوكي والبدني والتغذوي والصحي

أولًا: التغذية تعني تقديم وجبات صحية متوازنة للأطفال، مع التقليل من الدهون والسكريات والحلويات والأطعمة السريعة مثل رقائق الشبس ووجبات الأطعمة السريعة وزيادة الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف والحبوب الكاملة والألبان منزوعة الدسم.

ثانيًا: يتضمن العلاج السلوكي توعية الأم بخطر السمنة والبدانة والحفاظ على الوزن المثالي والعادات الصحية الغذائية، وينبغي أن تتلقى الأم هذه التوعية قبل ولادة الطفل، ويمكن للأم مشاهدة البرامج التوعوية حول هذا الموضوع.

ثالثًا: يتضمن العلاج البدني ممارسة الرياضة وتحديد ساعات الجلوس على الكمبيوتر لساعة واحدة فقط يوميًا، ويشمل أيضًا المشاركة في اللعب والرياضة وبناء عضلات جسم الطفل في سن مبكرة .

رابعًا: يتم استخدام العلاج الدوائي في حالات البدانة المفرطة تحت إشراف طبي  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى