صحة

دراسة : المسكنات لا تسبب إرتفاع ضغط الدم

تعتبر الأدوية المسكنة للألم أحد أهم الأدوية التي ينبغي أن تتوفر في أي منزل، حيث يعتمد الكثيرون على تلك الأدوية لعلاج مختلف الأمراض والمشاكل الصحية. تعمل المسكنات بشكل أساسي على تخفيف الألم وتهدئته وتقليل شدته عن طريق منع إفراز مادة البروستاجلاندين المسببة للألم وتأثيرها على مركز الحرارة في المخ، وبالتالي يتلاشى الشعور بالألم لمدة تتراوح من 4 إلى 6 ساعات، ثم يعود الألم مرة أخرى بعد انتهاء تأثير الدواء المسكن. لذا، يعتمد الكثيرون على الأدوية المسكنة للألم في علاج الصداع وتسكينه، وأيضا لتخفيف آلام الأسنان، وآلام نزلات البرد، وبعد العمليات الجراحية، وغيرها من الأمور .

على الرغم من أهمية المسكنات واعتماد الكثيرين عليها، يؤكد الأطباء دائما أن المسكنات أدوية قوية من حيث التركيبة الدوائية. وبالتالي، يتسبب الإفراط في تناولها في أضرار كثيرة للجسم ولأعضائه المختلفة، وقد يمنع بعض المرضى من تناولها بسبب خطورتها على صحة أعضاء الجسم المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الجرعات الزائدة من المسكنات إلى الإصابة بقرحة المعدة والتهابات بالمعدة، ويمكن أن يتسبب تعود الجسم على المسكنات في أن لا تكون فعالة في تسكين الألم فيما بعد، وتحدث مشكلات خطيرة أخرى في الجسم  .

ودائمآ ما يتحدث الأطباء عن العلاقة بين المسكنات وإرتفاع ضغط الدم ، فكانت الدراسات الطبية القديمة تحذر من تناول المسكنات للأشخاص الأصحاء لأنها تؤدي لإصابتهم بإرتفاع ضغط الدم ، وظل هذا الإعتقاد طويلآ يسبب خوفآ للكثيرين ، نتيجة قلقهم من الوقوع في فخ الإصابة بإرتفاع ضغط الدم ، وعند الحديث عن إرتفاع ضغط الدم فإن أمراض ضغط الدم هي  أحد أخطر الأمراض الموجودة حاليآ والتي يعاني منها الكثيرين ، حتى أن الأطباء المتخصصون في علاج ضغط الدم أصبحوا يطلقون عليه اسم مرض العصر القاتل أو القاتل الصامت ، نظرآ لأن ضغط الدم المرتفع يتسبب في وفاة الكثيرين بعد أن يتم إكتشاف الإصابة به في مرحلة متأخرة بعد تسببه في مضاعفات خطيرة للمصابين به دون أن يشعروا به ، فمع تقدم الحياة وتغيرها وزيادة الضغوط النفسية والاعباء الحياتية حول الكثيرين من كل مكان أصبح العديد من الأشخاص يعانون من إضطراب كبير في ضغط الدم ، والمقصود بإرتفاع ضغط الدم هنا هو إرتفاع ضغط الدم المرضي وليس إرتفاع ضغط الدم المؤقت الذي يزول بزوال السبب الوقتي الذي أحدثه ، وكان ضغط الدم المرتفع ذو إنتشار أكبر في بعض الدول التي لا تحظى بنسبة كبيرة من التقدم العلمي والطبي في علاج أمراض القلب وضغط الدم ،  لكن الآن أصبح الوضع مختلفآ فقد أصبح هذا المرض منتشر على مستوى العالم ، كما أصبح ضغط الدم المرتفع يتسبب بشكل كبير للمرضى المصابون به في إصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة .

ويعرف إرتفاع ضغط الدم بأنه هو إرتفاع الضغط الذي يساعد على تدفق الدم داخل الأوردة والشرايين بمعدل يتخطى المعدل الطبيعي للضغط ، ويشكل إرتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي عدة مرات مخاطر صحية كبيرة على المصاب به ، ويطلق الأطباء على ضغط الدم أيضآ اسم توتر الشرايين ، حيث ينتج عن هذا التوتر إرتفاع ضغط الدم .

نفت دراسة أمريكية حديثة صحة الاعتقاد القديم الذي يؤكد خطورة المسكنات على ارتفاع ضغط الدم ، فقد أكدت الدراسة أن تناول المسكنات ليس له علاقة بارتفاع ضغط الدم ، وتميزت الدراسة بين المسكنات ومضادات الالتهاب ، حيث أكدت الدراسة أن مضادات الالتهاب تسبب فعليا ارتفاع ضغط الدم ، بينما المسكنات لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على ضغط الدم. نصحت الدراسة بعدم تناول المسكنات بشكل مفرط بسبب الآثار الضارة الأخرى على الصحة وأعضاء الجسم المختلفة .

تمت دراسة مجموعة من الأشخاص في هذا البحث، بما في ذلك أشخاص أصحاء وبعض مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يتناولون المسكنات. وبعد فحصهم، تبين أن حالة ضغط الدم لا تتأثر بأي شكل من الأشكال نتيجة تناول المسكنات، حتى الأقوى منها، سواء كان ذلك بزيادة ضغط الدم أو انخفاضه. لذلك، فإن هذه الدراسة تشير إلى أن تناول المسكنات لا يجب أن يثير قلق مرضى ارتفاع ضغط الدم، ولكن من الأهمية استشارة طبيب متخصص بشأن الجرعات المناسبة وعدم التجاوز في تناول هذه الأدوية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى