خنزير البحر الكائن الغريب في هيئته وحياته
الخنزير البحري كائن غريب من حيث شكله وطبيعته، إذ يعتبر كائنا بحريا وتم اكتشافه في العديد من المحيطات، لكنه لم يظهر في أي من السلالات في الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي أو الشرقي من المحيط الهادي بالقرب من أمريكا الوسطى والجنوبية. وقد صنفه العلماء ضمن الكائنات الغريبة التي قد تواجه خطر الانقراض في السنوات المقبلة نتيجة للتغيرات المناخية العديدة والعوامل الأخرى. يعيش الخنزير البحري في أعماق تصل إلى 1000 متر في قاع المحيط، وأكد الباحثون أن هذا الكائن ينتمي إلى فصيلة تدعى `Scotoplanes` وهي تنتمي إلى الكائنات البحرية.
شكل خنزير البحر :
1- لقد أطلق العلماء على هذا الكائن اسم خنزير البحر نظرا لهيئته ولونه ويطلق عليه البعض الآخر بقرة البحر نظرا لوجود قرون استشعار في رأس هذا الكائن تشبه إلى حد ما قرون الأغنام والأبقار.
تظهر بعض الأرجل الصغيرة في بطن هذا الكائن لمساعدته على الثبات في أسفل المحيط، لأن هذا الكائن غير قادر على السباحة في الماء.
يتميز جسم خنزير البحر بأنه رخو ولين للغاية، ولونه وردي، ويحتوي على بعض اللزوجة في جسمه، بالإضافة إلى قرون استشعار دقيقة تستخدم لتتبع أماكن الطعام.
يمتلك خنزير البحر 10 أرجل تم توزيعها بشكل متساوٍ على كل جانب، وذلك لمساعدته في الحركة والتنقل في أعماق المحيط، وعند محاولة الهرب من الأعداء يسرع من حركته ليختبئ عن الأنظار.
يتراوح طول خنزير البحر بين 5 إلى 10 سم، ما يعادل 2 إلى 4 بوصات تقريبًا، وهذا هو حجم البالغين، بينما يكون حجم الصغار أقل بكثير.
غذاء خنزير البحر :
يعتمد غذاء خنزير البحر على جزيئات عضوية في طين القاع وهي بقايا الأسماك والكائنات الأخرى نظرا لعدم وجود أعضاء لديه تساعده في صيد كائنات ليأكلها، ويقوم بدفع تلك الجزيئات بواسطة حوافره الأمامية التي تعد بالفعل قريبة من الفم جدا فهذا يسهل عملية الغذاء بشكل كبير.
التزاوج في حياة خنزير البحر :
يعيش خنزير البحر مثل بقية الكائنات الرخوية في البحار والمحيطات، ويتميز بالتكاثر المفرط، مما يجعله طعامًا متوفرًا وسهلًا للكائنات الأخرى الضخمة التي تتغذى عليه.
بالإضافة إلى الصيد الجائر لهذه الكائنات، وعلى الرغم من أنها تعيش في مجموعات تصل إلى 500 كائنًا في المجموعة الواحدة، إلا أن هذه العوامل يمكن أن تسبب في انقراضها.
الحماية في قاع المحيط :
يمكن لخنزير البحر أن يحفر في الطين عند شعوره بالخطر ويختبئ، لكن لا يزال هناك تحدي في القدرة على الاختباء من الأعداء أو البحث عن الغذاء، وعلى الرغم من وجود عدد كبيرمن المجموعات الخاصة بهذا الكائن، فإنها لا تتمتع بالنظام اللازم للتكيف والاختباء بفعالية. وهناك بعض الخنازير البحرية التي تختبئ بين الحشائش في قاع المحيط.
يتغذى هذا الكائن على الكائنات التي تتحمل المناخ في قاع المحيط، نظرا لانخفاض نسب الأكسجين وبرودة الماء والظلمة الحالكة إلى حد ما. وجميع الكائنات في القاع تعتمد على حاسة الشم، ويمكن أن يتضمن ذلك بعض أنواع الأخطبوط وثعابين البحر وبعض الأسماك الكبيرة، والتي تعتمد على حاسة الشم للحصول على طعام مناسب.
يقوم الخنزير البحر بدفن بيضه في الطين، وبعد عدة أيام تخرج منه الصغار حيث يكون حجمهم لا يتجاوز 2 سم وقد يكون عددهم يصل إلى 50 بيضة في كل مرة، ونظرًا لأن البيئة مناسبة جدًا لأجسامهم الرقيقة والرخوة، فقليلاً ما يموت الصغار.
سجل العلماء الطبيعيون حيوان الخنزير البحري كواحد من أغرب المخلوقات البحرية التي يمكن رؤيتها، وتجري العديد من التجارب لتغيير طبيعة معيشته، وقد لا يوجد في بعض مناطق المحيطات.