الأغنام…تعتبر الأغنام من النعم التي سخرها الله عز وجل لنا، لتكون سببا في غذائنا وأحيانا في كسوتنا، حيث تربى من أجل الحصول على لحمها وأصوافها وألبانها. وقد حرص الإنسان منذ العصور القديمة على تربية الأغنام ورعايتها وحمايتها من الحيوانات المفترسة. ومن أهم ما يميز تربية الأغنام أنها أسهل من تربية بعض الحيوانات الأخرى المصنفة غذائيا مثل الأبقار و(الخنازير المحرم أكلها في الشريعة الإسلامية). فتربية الأغنام لا تحتاج سوى أن نوفر لها الماء والغذاء المتمثل في الخضرة، وكما ذكرنا أنه من السهل تربيتها ولكن ليس من السهل تكاثرها وزيادة أعدادها، وهذا هو الفرق بين الدول من حيث كثرة الإنتاج، حيث يختلف إنتاج الأغنام في المناطق الجافة والفقيرة في عشبها عن مناطق وبلاد أخرى ذات الماء الوفير والمساحات الخضراء الواسعة التي تؤدي لكثرة الإنتاج، وهذا ما سنوضحه لحضراتكم في مقالتنا .
تختلف الدول في أنتاج الأغنام، حيث يزيد عددها في الدول التي تتوفر فيها مصادر الماء التي تعتبر العنصر الرئيسي في التربية. وبالتالي، يعد وجود الأنهار عاملا قويا ومهما في أي بلد. ومن بين الدول الأكثر إنتاجا للأغنام: أستراليا ونيوزيلندا والصين، بينما تشمل الدول الأخرى الولايات المتحدة والأرجنتين وتركيا والهند. وفي الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وبلغاريا وأسكتلندا وويلز وإيطاليا
أستراليا…تحظى أستراليا بالمركز الأول وسط دول العالم في أنتاج الأغنام حيث تميزها بأنها جزيرة كبيرة يتوفر بها الماء حيث يمكن أستغلالة بشكل كبير في تربية الأغنام كما تعتبر مساحة المراعي فيها تزيد عن نصف مساحتها فهي تبلغ حوالي أربعة وخمسين في المائة من مساحتها الكلية ، كما يلعب المناخ أيضا دوراكبيرا مع الماء في زيادة الأعداد، ومن أهم المناطق الأسترالية الواجب ذكرها منطقة (نيو ساوث) التي تنتج مايقرب من ثلث الأنتاج العالمي ،والمرتفعات الشرقية في (ولاية فيكتوريا) والمنطقة الجنوبية من (ولاية كوينز لاند)، كما تهتم أيضا الدولة في أنتاج نوع معين من الأغنام يدعى( المارينو ) التي تتميز بوفرة أنتاجها من الصوف.
تتميز نيوزيلندا عن باقي دول إنتاج الأغنام بأنها الوحيدة التي يزيد فيها عدد الأغنام عن عدد البشر الذين يعيشون فيها. ويبلغ متوسط الأغنام لكل فرد في السنة حوالي 20 رأسا، مما يشير إلى أن معظم مناطق البلاد تربي فيها الأغنام باستثناء المناطق الجبلية العالية. وتشكل نيوزيلندا وأستراليا معا 22 في المائة من إنتاج لحوم الأغنام في العالم، في حين يشكل إنتاج الصوف ثلثي الإنتاج العالمي
تعد الصين من أقوى الدول التي تنافس بشدة مع أستراليا ونيوزيلاندا، ويرجع ذلك إلى زيادة مساحة المناطق التي يتم فيها تربية الأغنام في الدولتين السابقتين. أما في الصين، فبالرغم من كبر مساحتها، إلا أنه يتم تربية الأغنام في الأجزاء الغربية وسهل الصين الشمالي فقط .
أماكن الانتاج في قارة أسيا.
يتم تربية الأغنام في الهند في منطقة هضبة الدكن وفي الحوض الأدنى الواقع على نهر السند، وتتوافر فيها كل من الماء العذب والمساحات الكبيرة من الأراضي الخضراء، على غرار المناطق التي تم ذكرها سابقًا في الصين.
تهتم تركيا أيضا بإنتاج اللحوم من خلال تربية الأغنام على هضبة الأناضول، وتوجد مناطق عديدة في شبه الجزيرة العربية، وتشتهر المملكة العربية السعودية بسلالة الغنم النجدية التي تتميز بالشعر الأسود في جميع أجزائها والرأس والأطراف البيضاء، وهذه السلالة تتحمل الظروف المناخية الصعبة .
تعتبر ولاية تكساس من أهم المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية التي تشتهر بتربية الأغنام وغيرها من الثروة الحيوانية، وهي واحدة من أماكن التربية في القارتين الأمريكتين .
تشتهر الأرجنتين بتربية المارينو الغني بالصوف في منطقة (نتاغيو) التي تتميز بالجفاف، كما يتم تربيته في سهول بمبا الوسطى والجنوبية.
تهتم عدة دول أوروبية بتربية الأغنام، ومن أبرزها أسكتلندا وبلغاريا والجزر البريطانية وويلز وجزيرة سردينيا في إيطاليا، وأخيرا إسبانيا.