خطورة المبيدات الحشرية على الصحة العامة
المبيدات الحشرية
المبيدات الحشرية هي مواد سامة تستخدم لقتل الحيوانات أو الفطريات أو النباتات التي تسبب أضرارا اقتصادية للمحاصيل أو نباتات الزينة، أو تشكل خطرا على صحة الحيوانات الأليفة أو الإنسان
تتداخل جميع مبيدات الآفات مع عمليات التمثيل الغذائي الطبيعية في كائن الآفات، وغالباً ما يتم تصنيفها وفقًا لنوع الكائن الحي الذي تهدف إلى مكافحته، كما يثير استخدام بعض المبيدات جدلاً كبيرًا.
تم تقييد استخدام المبيد الحشري الذي دخل حيز الاستخدام على نطاق واسع في الأربعينيات من القرن الماضي بشدة في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى بسبب تأثيراته الضارة على صحة البيئة والحيوانات البرية والبشر
كان استخدام مبيدات النيونيكوتينويد في أوائل القرن الحادي والعشرين محدودًا للغاية في بعض البلدان، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي بأكمله، بسبب الشكوك المتزايدة بشأن دور هذه المبيدات في تدهور نحل العسل.
خطورة المبيدات الحشرية على الصحة العامة
- قد تسبب مبيدات الآفات آثارا صحية قصيرة المدى، ويشار إليها بالتأثيرات الحادة، بالإضافة إلى الآثار الضارة المزمنة التي يمكن أن تظهر بعد شهور أو سنوات من التعرض لهذه المبيدات، وتشمل هذه الآثار لدغة العين والطفح الجلدي والبثور والعمى والغثيان والدوار والإسهال والوفاة، ومن أمثلة الآثار المزمنة المعروفة: السرطان والتشوهات الخلقية والأضرار التناسلية والسمية المناعية والسمية العصبية والنمائية واضطرابات جهاز الغدد الصماء.
- تختلف عرضة الأشخاص لتأثيرات مبيدات الآفات، حيث يعرف أن الأطفال الرضع والأطفال الصغار يعتبرون أكثر عرضة للتأثيرات السامة لمبيدات الآفات من البالغين. كما يعتبر عمال المزارع ومستخدمو مبيدات الآفات أكثر عرضة للخطر بسبب التعرض للمبيدات، ويمكن أن تدخل المبيدات إلى جسم الإنسان عن طريق التنفس.
- يعتمد عمل الغازات الضارة على تركيبها الكيميائي، فمثلا، تذوب الغازات القابلة للذوبان في الماء أيضا في السائل المخاطي الذي يبطن الجهاز التنفسي العلوي، مما يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة، في حين أن الغازات غير القابلة للذوبان في الماء تسبب التهابات الرئة ثم الاحمرار، وإذا كانت هذه الغازات قابلة للذوبان في الدهون، فإن المشكلة تتطور لاحقا إلى تليف الكبد في المرحلة النهائية.
- تسبب المبيدات العديد من الأمراض المرتبطة بالكلى والكبد من خلال وصولها إلى الجهاز الهضمي عن طريق الأغشية المخاطية، والتي تؤدي إلى مرض السل، كما يمكن للمبيدات السامة أن تنتقل إلى الجلد عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق تناول الخضار والفواكه التي تحتوي على بعض السموم، ثم تدخل إلى مجرى الدم وبالتالي تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتسبب بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان.
- تشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام المبيدات يؤدي إلى تدهور الوظيفة الجنسية ويمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى العقم. وتعتبر هذه المشكلة خطيرة بشكل خاص للنساء الحوامل، حيث تنتقل هذه السموم من دم الأم إلى المشيمة ثم إلى الجنين، مما يؤدي إلى الإصابة بتشوهات خطيرة. ويمكن أيضا أن يتسبب التعرض للمبيدات في تهيج الأنف والحلق والجلد مما يتسبب في الشعور بالحرقة والحكة والإسهال والطفح الجلدي والبثور والغثيان والدوار.
- قد يعاني الأشخاص المصابون بالربو من ردود فعل شديدة جدًا تجاه بعض مبيدات الآفات، وخاصةً البيريثرين/ البيرثرويد والفوسفات العضوي ومبيدات الكربامات، وتحاكي أعراض التسمم بالمبيدات أعراض نزلات البرد أو الأنفلونزا في كثير من الحالات، نظرًا لأنّ الأمراض المرتبطة بمبيدات الآفات تبدو متشابهة أو متطابقة مع أمراض أخرى، فغالبًا ما يتم تشخيص حالات التسمم بالمبيدات بشكل خاطئ.
- في حين تكمن الآثار الصحية المزمنة (طويلة المدى) للتعرض للمبيدات في الإصابة بالسرطان والأورام الأخرى، وتلف الدماغ والجهاز العصبي، وحدوث عيوب خلقية، والعقم، ومشاكل في الإنجاب الأخرى، وتلف الرئتين والأعضاء الأخرى في الجسم.
- تؤثر بعض مبيدات الآفات أيضا على الغدد الصماء، وتم تأكيد أنها تتسبب في أضرار جسيمة للحيوانات، بما في ذلك السرطان والعقم ومشاكل النمو. ترتبط تأثيرات مشابهة مع تعرض الإنسان لهذه المواد الكيميائية، ويعتبر الأطفال الفئة الأكثر تعرضا للمبيدات الحشرية، وذلك لأن أعضائهم وجهازهم العصبي والمناعي لا يزالون في مرحلة النمو. ولدى الأطفال القدرة المنخفضة على التخلص من السموم وإخراج المبيدات.
- بالإضافة إلى أن التعرض لفترات معينة خلال مراحل النمو المبكرة يمكن أن يتسبب في أضرار دائمة، يكون الأطفال أكثر عرضة للتسمم بمبيدات الآفات وسلوكياتهم ووظائفهم تجعلهم أكثر استعدادا لتلقي كميات أكبر من مبيدات الآفات من البالغين. ويحدث معظم التعرض لمبيدات الآفات عن طريق الجلد، ويتميز الأطفال بسطح جلدي أكبر نسبيا لحجمهم مقارنة بالبالغين.
- يتمتع الأطفال بمعدل تنفس أعلى ولذلك يستنشقون المبيدات الحشرية المحمولة جوًا بمعدل أسرع من البالغين، ويستهلك الأطفال أيضًا طعامًا وماءً ومخلفات مبيدات الآفات أكثر نسبيًا من البالغين مع زيادة ملامسة الأطفال للأرضيات والمروج والملاعب، كما يزيد سلوك الأطفال أيضًا من تعرضهم لمبيدات الآفات.
- تشبه مبيدات الفوسفات العضوية والكربامات غاز الأعصاب في التأثير على الدماغ والجهاز العصبي، ويؤثران على نقل الإشارات العصبية، ويسببان الصداع والغثيان والدوخة والقيء وألم الصدر والإسهال وآلام العضلات والارتباك في حالات التسمم الحاد، كما يمكن أن يسببان الأعراض التشنجات وصعوبة التنفس والتبول اللاإرادي والغيبوبة والموت، ويؤثر التسمم الحاد بالمبيدات الحشرية على الجهاز العصبي لآلاف الأشخاص حول العالم.
أضرار المبيدات على المياه
يتسبب استخدام المبيدات في تلوث مصادر المياه بعدة طرق، بما في ذلك رش سطح الماء الذي يعيش عليه الحشرات الضارة أو إذابة بقايا المبيدات الزراعية في التربة عن طريق مياه الأمطار والري وأحيانًا الجريان
يتم تعليق المبيد في جزيئات الهواء بسبب الأمطار الملوثة التي تحمل المبيدات من المصانع إلى البحر أو النهر، وبالتالي يتسم الكائنات البحرية المختلفة المعيشة في هذه المناطق بتلوثها بالمواد السامة، مثل الأسماك التي تكون ضارة بصحة الإنسان عند تناولها.
أضرار المبيدات على التربة
يعيش العديد من الكائنات الحية المتأثرة بالتربة داخل التربة، مثل ديدان الأرض التي تساعد في تهوية التربة، وبالتالي فإن زيادة تركيز المبيدات في التربة نتيجة رش الأشجار والمحاصيل يؤدي إلى قتل هذه الكائناتوتعطيل التنوع البيولوجي
يتم تحويل معظم مبيدات الآفات وخاصة الكربوهيدرات في التربة إلى مركبات تسمى “النيتروسامين”، وهذه المركبات تعتبر مسرطنة ويمكن للنباتات الملوثة امتصاصها.
كما يتم تطبيق المبيدات على التربة، وتشكل غازًا سامًا للديدان الخيطية والفطريات والبكتيريا والحشرات والنباتات في التربة، لأنها غازات تنتقل من التربة إلى الهواء وتكشف عن الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في مكان قريب وتشتمل مواد تبخير التربة الشائعة الاستخدام، فالعديد من البيريثرويدات تسبب أيضًا مشاكل صحية طويلة المدى.
يؤدي استخدام “الريسميثرين” إلى التسبب في السرطان والأضرار التناسلية، وعلى الرغم من توفر عدة إيجابيات لمبيدات الآفات، تفوق الآثار السلبية التي تؤثر على صحة العامة، حيث تسبب ضررا على الصحة العامة، بالمقارنة مع الإيجابيات الخاصة بالتخلص من الفطريات أو النباتات الضارة بالمحاصيل.