خصائص العصبة الأندلسية
تعريف العصبة الأندلسية
أنشئت ، العصبة الأندلسية في شهر يناير عام 1833 ميلاديا ، وأول من ترعرع في هذه العصبة ، وقائدها هو الشاعر اللبناني ميشال المعلوف ، وكان يساعده في ذلك داود شكور ، ونظير زيتون ، ويوسف البقيني ، وكل واحد منهم كان له مهامه الخاصة به ، وانضم إليهم بعد ذلك نخبة من أشهر الأدباء ، والشعراء العظماء حتى أصبحت العصبة هي مقرهم الرئيسي.
تم إنشاء مجلة تدعى العصبة، وأصبحت هذه المجلة مصدرا مضيئا لهم حتى عام 1914 ميلادي، حيث توقفت عن النشر بناء على طلب رئيس الجمهورية البرازيلية. لم يتم نشر أي منشورات من هذه المجلة، التي لم تكن بلغة البلاد الرسمية، ولكن تغير ذلك بجهود شاقة من شفيق المعلوف في نفس العام، وتمت إعادة نشر المجلة مرة أخرى. ولكن سرعان ما توقفت نهائيا عن الصدور بيد رئيس التحرير حبيب مسعود في عام 1914 ميلادي. كانت الرابطة القلمية أيضا تنتمي إلى أدباء المهجر.
خصائص العصبة الأندلسية
تميزت العصبة الأندلسية بعدة خصائص، من بينها النزعة الاجتماعية والإنسانية.
- النزعة التأملية.
- الميل إلى الطبيعة والفكر فيها.
- التشاؤم والتفاؤل معا.
- الابتعاد عن التكلف.
- تأمل النفس الإنسانية.
- التسامح الديني.
- الابتعاد عن أسلوب الخطاب المباشر.
- الوضوح في اللغة.
- الحزن.
- الوحدة العضوية.
- التحرر من الوزن والقافية.
- التعبير عن تجربة شعورية ذاتية.
- الاعتماد على القصة كوسيلة.
- الاستفادة من تنوع القافية.
وفيما يلي سوف نتناول شرح هذه الخصائص :
النزعة الاجتماعية والإنسانية
الفكرة هي أن نتعامل مع المجتمع بروح الحب والرحمة والخير، والهدف هو نشر هذا الخير للجميع ونشر القيم الصادقة والفضائل الرفيعة والمساواة بين جميع البشر وعدم التمييز والأنانية والكبرياء، حتى يظهر المجتمع بصورة رائعة ومشرفة.
النزعة التأملية
دائما يفكرون في حالتهم ومصائبهم والصعوبات التي يواجهونها في الحياة. يتأملون في الطبيعة التي تعبر عنهم وما يحدث حولهم. جميع هذه المصائب والمعاناة والظلم والبؤس التي يتعرضون لها في حياتهم. العاطفة تلعب أيضا دورا هاما في تكوين شخصياتهم؛ إذ أصبحت مشاعرهم عاطفية جياشة، فيشعرون بألام الآخرين.
الميل إلى الطبيعة والفكر فيها
كانوا يميلون إلى الطبيعة مثل الغابات ، والأشجار ، الأنهار ، الجبال ، ويتكلمون مع الأزهار ، ويغنون مع الطيور ، وذلك لأنهم يخففون من آلامهم ، ومصائبهم التي تسكن في أنفسهم ، ويعبرون بذلك عن شوقهم لأوطانهم ، والحنين إليه فيقول الشعراء إن أحسن طريق لتهذيب الإنسان هو محاكاته مع الطبيعة لتهذيب نفسه.
التشاؤم والتفاؤل معاً
عندما يكون الإنسان بعيدًا عن وطنه، يشعر بالقلق والحزن واليأس وعدم القدرة على حل المشكلات ، لأنه لا يجد أحدًا يقف بجانبه ، ليس لديه صديق أو أخ أو حبيب ، بل يواجه هذا الموقف وحده، مما يؤدي إلى طابع التشاؤم.
على الرغم من أنه يعتبر نفسه شاعرًا كبيرًا وعظيمًا، إلا أنه سيتغلب على هذا الشعور ويعود إلى وطنه في يوم من الأيام، حيث سيعود التفاؤل والأمل، ويختفي التشاؤم، كما يظهر ذلك في قصيدة الشاعر إيليا أبي ماضي التي يقول فيها:
جئت وأنا لا أدري من أين أتيت، لكني شاهدت طريقًا أمامي فسرت عليه
وسأبقى سائرًا، إن شئت، سائرًا، أو سأبيت، فكيف جئت؟ وكيف وجدت طريقي؟
تأمل النفس الإنسانية
يتميز شعراء المهجر الشمالي أكثر من شعراء المهجر الجنوبي بالتأمل في الذات وكشف الأسرار الخاصة بهم.
خصائص ادب العصبة الأندلسية
يتميز أدب العصبة الأندلسية بالعديد من الخصائص والسمات، التي سنتطرق إليها في الشرح التالي:
الابتعاد عن أسلوب الخطاب المباشر
يقتربون من استخدام أسلوب الهمس في التعبير عن أنفسهم بدلاً من الخطاب المباشر، حيث تدخل معاني كلماتهم وعباراتهم إلى قلوب ونفوس المستمعين بشكل أكبر.
الابتعاد عن التكلف
يجب الابتعاد عن اللغة غير المفهومة أو الغريبة أو غير الملائمة للعصر، لأن كلمات هذا العصر تتميز بالبساطة والرقة والجمال والإبداع في التعبير والصورة.
الاهتمام بالصور الفنية
حيثما تعتبر الصورة وسيلة فريدة للتعبير عن عواطف الشاعر وأحاسيسه، إذ أن معظم قصائدهم تتميز بالعواطف والمشاعر والأحاسيس الحيوية والحركية.
الاستفادة من تنوع القافية
كانوا يقلدون هذه الخصية كما كانت في الموشحات الأندلسية، وكانوا يتمردون على الأوزان المعروضة، ونتيجة لذلك، كانت معظم قصائدهم مطولة.
الاعتماد على القصة كوسيلة
كانوا يستخدمون القصة كأداة للتعبير عن الصراعات والحوارات الداخلية التي يمرون بها ويعبرون من خلالها عن أنفسهم وتكوينهم الداخلي.
الحزن
زاد شعور الحزن خلال هذه الفترة نظراً للغربة التي تعرض لها معظم الشعراء.
الوحدة العضوية
تتمثل الوحدة الموضوعية والجو النفسي في القصة القصيرة، ويمكن رؤيتهما في ترتيب الأفكار، كما يمكن العثور عليهما في الشعر القصصي كقصة التينة الحمقاء لإيليا أبو ماضي.
التعبير عن تجربة شعورية ذاتية
يتجلى هذا الشعور في تجربة الشاعر عندما يمتزج ويتحد مع الطبيعة، حيث يعبر عن الطبيعة بأسلوب جديد لم يسبق لنا رؤيته من قبل.
التحرر من الوزن والقافية
حاول شعراء هذه الفترة التجديد في القصيدة من خلال اتباع نظام المقطوعات، وقد اتجه بعضهم أيضًا إلى نظام التفعيلة.
السهولة والوضوح في اللغة
- يجب أن تكون اللغة سهلة وبسيطة، وأن لا تحتوي على تعقيدات، كما يمكن التهاون في بعض الأحيان في القواعد اللغوية والنحوية والصرفية.
- ينبغي زيادة الأسلوب القصصي في القصيدة كما هو الحال مع الشاعر إيليا أبي ماضي.
- كانت أحد أهم خصائصهم هي الميل إلى القديم والتجديد في أساليب الإبداع.
- أصبحوا يتصفوا بالمحافظين في الشرق.
وكانوا يتميزون أيضاً بسهولة الألفاظ وايحاءتها. - كانوا يلتزمون بقواعد النحو والبلاغة والعروض.
التسامح الديني
إن الشعراء كان يلتقون بعضهم مع بعض من بلاد اخرى مثل سوريا ولبنان ومصر وكل منهم له دينه الخاص به وكل منهم تعصبهم الديني واللغوي والوطني والانقسامات القبلية أيضاً، وكل ذلك ينتج عنه إثارة عاطفة جديدة في نفوسهم وهي الحرية الدينية، فحيث نرى لحد الأن أن لكل شخص حريته في اختيار دينه
أبرز شعراء العصبة الأندلسية
فوزي معلوف
هو شاعر لبناني ولد عام 1899، وتوفي عام 1930، حيث كان يظهر في طبعه ، الروح الشرقية التي كانت تغلب عن الروح الغربية، وتميز هذا الشاعر بعبقريته الشعرية، وكان معظم شعره مليء بالتشاؤم، حيث انه كان شخصية متشائمة دائماً وكئيبة طول الوقت ومن أهم أشعاره “ملحمة على بساط الريح” وقد حصل على وسام الاستحقاق اللبناني.
إلياس فرحات
هو شاعر لبناني ولد في عام 1893 وتوفي في عام 1978، وقد كتب العديد من الدواوين الشعرية التي سماها باسماء فصول السنة تأثرًا بالطبيعة.
رشيد سليم الخوري
الشاعر اللبناني الذي ولد في عام 1887 وتوفي في عام 1984، وكان يلقب بالعديد من الألقاب، وأشهرها هو الشاعر القروي.
وكان يوجد شعراء آخرون مثل: عقل الجر، جرجس كرم، اسكندر كرباج، سكافي، قيصر سليم الخوري شقيق الشاعر رشيد سليم الخوري، توفيق ضعون، ميشيل معلوف وشفيق معلوف شقيان الشاعر فوزي معلوف، أنيس الراسي، موسى كريم، قيصر، إلياس طعمة الملقب بأبي الفضل.