خصائص الرابطة القلمية وأهدافها
تعريف الرابطة القلمية
عند استخدام مصطلح الأدب في المهجر، أو ما يعرف بأدب المهجري، يتم الإشارة إلى المحتوى الذي يتم استخدامه من قبل الفنانين والشعراء والمتخصصين في عالم الأدباء العرب.
عاش الكثيرون في الغرب وخاصةً في قارات العالم الجديد ظروفًا قاسية بسبب الأوضاع السياسية في بلادهم، مما دفعهم إلى الهجرة واللجوء إلى المناطق الغربية، وكان للبنانيين نصيب كبير في هذه الهجرة، حيث هاجر الفنانون والمثقفون منهم إلى الغرب واستقروا هناك بديلاً عن أوطانهم.
خصائص الرابطة القلمية
قام بعض الأدباء والشعراء بتأسيس مدرسة شعرية وأدبية للمهاجرين تسمى مدرسة المهجر، ومن هنا ظهرت الرابطة القلمية كنواة للمدرسة الجديدة في الغرب، وكانت أهم خصائص هذه الرابطة ما يلي:
- استخدم أصحاب الرابطة في كتاباتهم عن الوجود وما فيه من دقائق وأسرار، تفاصيل الحياة بعمق وتأمل، وكانوا يكتبون عن الوجود بشكل عام وأوسع من المدارس القديمة.
- الانتماء للوطن وشوق الوطن والحنين إلى أرضهم هي موضوعات تميز شعر الشعوب وتظهر في معظم تفاصيلهم الشعرية، بمعانيها وأغراضها.
- يتعلق الأمر بالدخول في أعماق نفسية الإنسان، ووصفها والكتابة عنها، ووصف الجوانب العميقة الداخلية لها، وحالاتها، وما يختبئ في أعماقها من أسرار وخبايا.
- التجديد في الأغراض واللغة ، والبلاغة.
يظهر اتجاه متزايد نحو القيم الإنسانية وأهمية الفرد وما يتبعه من تأثر بالغرب في نزعاتهم الإنسانية. - التأثر بالروح العربية الشرقية في الكتابة والتأليف.
- استبد الناس القدماء عن استخدام الزخرفة اللغوية في كتاباتهم، واعتمدوا على البساطة والكلمات السهلة والتراكيب السلسلة، وذلك بسبب تأثرهم بالحياة الغربية التي تتميز بالسهولة والبساطة.
- ينبغي لهم الاهتمام بالحديث عن الطبيعة وجمالها في أدبهم، والتغني بما فيها من الأشجار والسماء وغيرها.
- ظهرت لأول مرة في شعرهم بوادر الزهد والصوفية، وكان التوجه العام لهذا الفن شعر المهجري الذي اشتهر به
- الكتابات المتنوعة في جميع فنون الأدب، بما في ذلك النثر والشعر والمقالات.
- الانسيابية والتسهيل في الشعر والقصص والفنون.
- يجب خالفوا عمدًا المدارس السابقة في اختيار الصيغ البلاغية.
- ظهرت في عصرهم كتابات جديدة بألوان الشعر، مثل الشعر الحر.
- التوظيف الكبير للطبيعة والنزعات الإنسانية المثالية.
- استخدام الرموز الشعرية والجمالية والقيم، والتطرق للجمال والخير بأسلوب شعري بسيط.
أهداف الرابطة القلمية
تتميز الرابطة القلمية بعدة خصائص تميزها عن غيرها، كما أن إنشاء الرابطة القلمية كان له عدة أهداف وفقاً لما كانت تأمل فيه، وهي:
- يهدف ضخ دماء جديدة في شرايين الفن العربي، وخاصة في المجال الأدبي، على جميع المستويات الأدبية وفي جميع الفنون، إلى تعزيز الازدهار والرقي بها.
- يجب الابتعاد عن التقليد ومواجهته ومواجهته بشدة ومعارضته ومحاربته.
- الابتعاد عن النمذجة السابقة التي اتبعتها الأفراد في الماضي.
- يهدف تأصيل الصلة بين الفن والحياة إلى جعل الفن مرآة للحياة وانعكاسًا لها، بدلاً من كونه منفصلًا عنها.
الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية
إذا كانت الرابطة القلمية نشأت في الغرب، وتحديدا في قارات العالم الحديث مثل أمريكا، فإن العصبة الأندلسية تشكلت في الغرب أيضا، ولكن في قارة جنوب أمريكا وخاصة في البرازيل، واختارت الاسم الذي ذكر في القرآن الكريم وهو “القلم”، وأصبحت بذلك الرابطة القلمية، بينما انتهت العصبة الأندلسية بعد وقت وكانت أقل حظا في البقاء.
شعراء الرابطة القلمية
كانت الرابطة القلمية إحدى المؤسسات التي تبنت فكرة تجديد الشعر العربي، وكانت تضم العديد من الشعراء المتميزين، ومن بين أشهر شعراء الرابطة القلمية
جبران خليل جبران
قام بكتابة أبيات جميلة عن الشوق والحنين للوطن خلال هجرته، وتنوعت كتاباته كونه فناناً من أصل عربي لبناني، وهو أحد أعضاء الرابطة القلمية. وفي إحدى قصائده يقول:
في ذمة الله وتحت رعايته، شبابه يراقب حدوده
وصف بموقف العزة – تخرج بالإرشاد عن رشده
حوض الردى زان له زينة – يشعر الراوي بالعطش إلى ورده
لهفتي عليه يوم جاء الأسى، وفاض الحزن عن حده بسببه.
نسيب عريضة
هو أحد شعراء المهجر السوريين الذين عاشوا في المهجر وأسس صحيفة ومطبعة للفنون، وكان من أعضاء الرابطة القلمية، وقد قال في قصيدة له:
نفس تحلق بين العواصف والرياح بدون جناح
نفس تتأجج مع الرعود، نفس تزمجر كالأسود
تحلو الشواهق والقمم وتدوس الكواكب بقدمها
لتذلل لها الصحراء، وتطول أوج المنتهى
ترون الكرامة بأكملها، ومن الأسف لها والحزن لها
الشاعر رشيد أيوب
كان الشاعر اللبناني رشيد أيوب أحد أعضاء رابطة القلمية، وكان يتميز بشعر يعبر عن الحزن والشكوى، وأشهر قصائده كان يتحدث فيها عن هذه المشاعر
عيشي فيه للهِ مُخصبٌ، وعيشي فيهُ حاليًا للهِ
أقلب طرفي في محيطي فلا أرى – من القوم – إلا خالي البال لاه
رُوَيدكُمُ يا قَومُ فالجوعُ قد سَطَا – وعَمَّ فأعمى النَّائِحاتِ البَواكِيَا
ميخائيل نعيمة
هو شاعر ومفكر وأديب لبناني، وأحد أعضاء الرابطة القلمية، وقائد في حركة النهضة والفكر في العصر الحديث. ومن أشعاره يقول:
أيها الأخ! إذا زَحْفَتْ بعد الحربِ الغربيّةُ بأعمالِها، فقدِّس ذكر المتوفين وأعظم بطولات أبطالها
لا تُهزج لمن سادوا، ولا تشمت بمن ضاقت به الدنيا. بل اركع صامتًا مثلي بقلب خاشع دامٍ
لنبكي حظنا في الموت، يا أخي! إذا عاد جندي بعد الحرب إلى وطنه
إيليا أبو ماضي
هو أحد أشهر شعراء المهجر وعضو في الرابطة القلمية، ولديه العديد من الأشعار الرائعة، وفي هذا الصدد، لديه قصيدة تقول:
ما الذي يؤرقك؟ كيف ستشعر إذا كنت مريضًا؟
إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل
وتشاهد الشوك في الورود وتغفل عن رؤية الندى الذي يزيّنها