حل مشكلة عدم ظهور بصمة الاصبع
تبدأ بصمات الأصابع لدى معظم الأشخاص في التشكل والتكوين في الرحم خلال الأسبوع 24 من الحمل، وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الغريب أن هناك لا يقل عن أربعة أشخاص في جميع أنحاء العالم يمتلكون أصابعا خالية من أي بصمات، وهذا يحرمهم من الاتهامات الجنائية ويمنحهم حرية الحياة، ولكن هناك أيضا آثار جانبية لخلو الأصابع من البصمات، حيث يسبب ظهور تقرحات جلدية وخراجات على الوجه ويعرقل أمورهم في عدة مواقف أخرى .
اكتشاف بصمة الاصبع
تعود أصول اكتشاف بصمة الأصابع إلى الصينيين واليابانيين الذين عرفوا بصمات الأصابع منذ آلاف السنين وبدأوا استخدامها في معاملاتهم التجارية، وقبل أن يتم التعرف على بصمات الأصابع من قبل الصينيين، أشار القرآن الكريم في آياته إلى أهمية بصمات الأصابع في تمييز الإنسان عن غيره وتحديد هويته. ففي سورة القيامة، قال تعالى: “أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلىٰ قادرين علىٰ أن نسوي بنانه.
– وتعني كلمة “البنان” في اللغة العربية أطراف الأصابع، أما على المستوى العلمي فإن التشيكي بركنجي هو أول من اكتشف بصمة الأصبع في عام 1823، وفي عام 1877 تم ابتكار طريقة لتصوير البصمة باستخدام الحبر الأسود، حيث يتم وضع الأصبع في الحبر الأسود ثم الطباعة على ورقة بيضاء. وقد لاحظ بركنجي أن هناك شكلا محددا للخطوط في بصمة الأصبع. وعند تجربة ذلك على أكثر من فرد، وجد أن لكل فرد رسمة خاصة به تختلف تماما عن الآخر. وقد جرب على أفراد من نفس العائلة، ولكنه وجد أنه لا يوجد تطابق بين أي فردين حتى لو كانوا توأما في بصمة الأصبع. ومن هذا التجربة، توصل إلى أن لكل فرد بصمة خاصة به وهي من الصعب أو المستحيل تكرارها مع أي شخص آخر. ومن ثم، تم تطوير هذه التقنية إلى ماسحات كترونية ذكية تخزن البصمات وتطابقها وتسجلها باسم أصحابها للاستخدام في العديد من المواقف .
واحدة من أهم استخدامات بصمة الأصبع وأكثرها استخداما هي أنها تعتبر دليلا قاطعا لا يمكن الشك فيه، فقد أصبحت بصمة الأصابع دليلا جنائيا منذ أكثر من مائة عام، وتستخدمها المحاكم في جميع أنحاء العالم للتحقيق في الجرائم. وقد قامت المملكة العربية السعودية بتطبيق نظام بصمة الأصابع للقادمين إليها منذ عدة سنوات باستخدام أجهزة المسح الإلكتروني، وأصبحت بصمة الأصابع إحدى علامات الهوية الرسمية للخروج والعودة، أو الخروج النهائي. وبالتالي، أصبحت البصمات دليلا جنائيا معترفا به في المحاكم السعودية.
اختفاء بصمة اليد
قد لا تظهر البصمة عند بعض الأفراد بسبب بعض الأمراض النادرة، حيث يمكن لبعض الأشخاص – بنسبة نادرة جدا – أن يفتقدوا بصمتهم نتيجة طفرات جينية نادرة، ومن بين هذه الأمراض مرض يسمى `تأخير الهجرة`، وهو مرض يشير إلى أن بعض الدول لن تقبل الهجرة إلا بعد التأكد من وجود بصمات الأصابع. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت التجارب على عدد كبير من الأشخاص من دول مختلفة وأمراض مختلفة، وظروف عمل مختلفة، أن عددا كبيرا منهم قد فقدوا بصمتهم، وأشهر الأمراض التي تسبب فقدان البصمة هو مرض الذئبة الحمراء أو شكل الفراشة.
مرض الفراشة
يعد مرض الذئبة الحمراء الجهازية واحدا من أشهر الأمراض المناعية الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي بإنتاج “أجسام مضادة” لأنسجة وخلايا الجسم، ومن هنا يأتي تسميته “الجهازية” لأنه لا يقتصر على نوع معين من الأنسجة بل يهاجم مختلف الخلايا والأنسجة. ومن أعراضه الشائعة الإعياء والتعب، وآلام المفاصل والعضلات، وبرودة الأطراف، والتهابات في الأغشية المبطنة للقلب والرئتين، والاحمرار في الوجه والذي يأخذ شكل الفراشة. ويمكن أن يسبب مرض الذئبة الحمراء أمراضا في الجلد والجهازين الهضمي والتنفسي، فضلا عن خلل في الكلى والجهاز العصبي. وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وخاصة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 45 عاما، ولكن يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية بما في ذلك حديثي الولادة.
التعامل مع عدم ظهور البصمة
– في حالة إصابة مرضى التهاب المفاصل بمرض تصلب الجلد المحدود الذي يؤدي إلى فقدان الأطراف أو جزء منها، يجب توافر أجهزة متطورة يمكنها التفاعل معهم، ويمكن أخذ بصمات بعض الأصابع باستخدام تلك الأجهزة، ويمكن الاعتماد أيضا على بصمة العين في تلك الحالات.
في حالة مرضى التهاب المفاصل من نوع الذئبة الحمراء والروماتويد، يمكن أن يكون استخدام الطريقة التقليدية لتسجيل البصمات بواسطة الحبر فكرة فعالة وناجحة في هذه الحالات .
في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى بصمات أخرى غير بصمة الأصابع، والتي ثبت أن لدى كل شخص بصمة فريدة من نوعها، ومن هذه البصمات بصمة اللسان وبصمة الدماغ وبصمة الأسنان والعين، وبصمة القلب أيضًا، وهذا أمر مدهش وسبحان الخالق العظيم.