كوكب الزهرة هو الثاني في تسلسل كواكب المجموعة الشمسية بالقرب من الشمس. وعلى الرغم من جماله الخارجي، إلا أنه يعد جحيما، ولا يعتقد العلماء أنه سيكون بإمكان الإنسان أبدا الهبوط على هذا الكوكب، نظرا لارتفاع درجات الحرارة به، والتي تفوق درجات حرارة جاره عطارد، على الرغم من أن عطارد هو الكوكب الأقرب إلى الشمس.
كوكب الزهرة بالأرقام
يبلغ قطر كوكب الزهرة حوالي 12103 كيلومتر، و حجمه مقارب جدا لحجم كوكب الارض، فهو يمثل نسبة 85% من حجم الأرض، و يدور الكوكب حول الشمس اسرع مما يدور حول نفسه، و ذلك يجعل اليوم على كوكب الزهرة طوله 243 يوما من ايام الأرض، و السنة على كوكب الزهرة مدتها 224 يوما فقط، يتكون الغلاف الجوي لهذا الكوكب بشكل أساسي من غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث نسبته في الغلاف الجوي تقدر بحوالي 96.5%، و يمثل غاز النيتروجين النسبة المتبقية و هي 3.5%، و لذلك فإن الغلاف الجوي لكوكب الزهرة غير شفاف و لا يمكن الرؤية من خلاله.
نشأة كوكب الزهرة
لا يعرف بالتحديد من الذي اكتشف كوكب الزهرة لاول مرة، فهذا الكوكب اللامع يمكن رؤيته بسهولة في السماء الصافية ليلا، و غالبا اكتشفته الأمم القديمة مبكرا في التاريخ، و لكن أول من قام بتصنيفه ضمن كواكب المجموعة الشمسية كانا هما العالمان كوبرنيكولاس و جاليليو، و ليس لهذا الكوكب أقمار تدور حوله، و يرجح أن ذلك بسبب أن الكوكب بعد تكونه و الذي كان نتيجة لاصطدام، فغنه تعرض لاصطدام آخر دمر القمر التابع له إن كانت له أقمار، و سبب اعتقاد العلماء في أن كوكب الزهرة قد تعرض لاصطدامين في تاريخه، هو أن الكوكب يدور في نفس اتجاه عقارب الساعة، و ذلك عكس الوضع مع كوكب الأرض تماما، فالأرض تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، و تشرق الشمس من المشرق و تغرب من المغرب، بينما على كوكب الزهرة تشرق الشمس من الغرب و تغرب من الشرق.
محاولات اكتشاف كوكب الزهرة
كان الاتحاد السوفييتي أول من نجح في استكشاف معلومات عن كوكب الزهرة، حيث نجحوا في عام 1971 في إرسال مركبة فضائية بدون طيار إلى سطح الزهرة، ونجحت المركبة في التحمل لمدة تقريبية تصل إلى 20 دقيقة في ظروف صعبة جدا على سطح الزهرة، حيث لم تتحمل درجة الحرارة العالية التي تصل إلى حوالي 462 درجة مئوية، وكان الضغط الجوي هناك أعلى بمقدار 92 مرة تقريبا من الضغط الجوي على كوكب الأرض.
بعد ستة محاولات فاشلة قام بها الاتحاد السوفييتي، نجحت هذه المحاولة وبعدها قاموا بإرسال تسعة رحلات أخرى لاستكشاف كوكب الزهرة. وكذلك، قامت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية بإرسال عدد كبير من الرحلات إلى كوكب الزهرة.
سطح كوكب الزهرة
حصل العلماء على معلومات كثيرة عن كوكب الزهرة، و اكتشفوا أنه يبلغ عمره حوالي 300 إلى 400 مليون سنة تقريبا، أي أنه أكبر من الأرض بحوالي 300 سنة تقريبا، و أغلب سطحه مغطي بصخور البازلت البركانية، و 65% من سطحه مغطي بسهول من الحمم البركانية، و اكتشف العلماء حوالي 1600 بركان تقريبا على سطح الزهرة، معظمها براكين خاملة، و يرجح انه في الماضي كان سطح الكوكب مغطي تماما بالمحيطات، و لكن نظرا لبطء دورانه حول نفسه و سهولة تاثره بالرياح الشمسية، و ضعف المجال المغناطيسي له، فقد تاثر الكوكب بشكل كبير و تبخرت المياه من على سطحه في الفضاء، و يعتقد أنه كان كوكبا باردا، و لكنه صار الآن اكثر الكواكب حرارة في المجموعة الشمسية.