تقرير مفصل عن ” سوق الخاسكية ” في جدة

سوق الخاسكية التاريخي

بالرغم من أن تاريخ سوق الخاسكية في جدة يرجع إلى ما يزيد عن مائتي عام إلا أنه يزال  شاهداً على عراقة التراث الحجازي القديم، حيث تفوح من مبانيه ومحاله رائحة تاريخ عريق ،  عند الدخول إلى السوق يتم العبور أولا بشوارع ضيقة وممرات متعرجة ترجع بذاكرة الزائرين الى الماضي بجميع تفاصيله وملامحه، كما أنه لا يزال معظم ردهات السوق يسيطر عليها البناء بالطراز القديم.

ويعتبر هذا السوق هو أهم موارد الأسواق حاليا في مدينة جدة ، كما أنه نجح في الربط بين الماضي والحاضر ، حيث يحتوي على عدد كبير من محال تجارة الجملة ويتم بيع البضاعة فيه بأسعار منخفضة، وبالاضافة الى ذلك فانه يعتبر مزارا سياحياً مهماً، لأنه يقع في محيط منطقة جدة التاريخية، وهو ما جذب اهتمام زوار وسياح المنطقة.

مسمى السوق الخاسكية

تم اختيار اسمها استنادا إلى الكلمة `خاصكية`، وهي كلمة تركية الأصل كانت تستخدم لوصف الأحياء التي يتوجه إليها أعيان الناس من الأثرياء والمسؤولين والشخصيات البارزة في جدة. وأصبحت الخاسكية اسما شائعا على ألسنة الناس، وتأسست السوق في عام 1813 ميلادية، خلال حكم محمد علي باشا، حاكم مصر والحجاز في ذلك الوقت.

كانت سوق الخاسكية تابعة لحارة البحر، وهي آخر الحارات التي تم إنشاؤها في مدينة جدة، والتي تضم أربع حارات: حارة الشام والمظلوم، والبحر، واليمن. وكان سكان المدينة يطلقون على الحارات اسم حارات بدلاً من الأحياء، وكان لكل حارة سوق .

على الرغم من أن سوق الخاسكية نشأ في مرحلة متأخرة مقارنة بأسواق حارات جدة، إلا أنه ازدهر وتطور بسرعة بسبب وجوده المحاط بمعظم البيوت التجارية والدوائر الحكومية، مما جعله منطقة مركزية في مدينة جدة داخل حدودها السورية

يقع سوق الخاسكية بالقرب من البحر وبالتالي من الميناء، لذا كانت الحركة التاريخية في المدينة تنطلق من أرصفته، بالإضافة إلى أن العمل في البحر يشكل مورد رزق لمعظم سكان جدة .

 وبذلك، أصبح سوق الخاسكية مكانًا جاذبًا للسكان في جدة من مختلف الفئات، بدءًا من الأغنياء والتجار، ومرورًا بالصناعيين والحرفيين، وانتهاءً بالعاملين البسطاء في البحر.

يتم توزيع المحال والمقاهي في السوق وفقًا لطبقات السكان ووظائفهم، وتم تقسيم السوق إلى أسواق صغيرة داخلية للبضائع المختلفة، ويتضمن المكان مطاعم ومقاهي وأفران، وكانت تلبي معظم احتياجات سكان جدة القديمة في ذلك الوقت.

وتميزت البضائع في هذا السوق في ذلك الوقت بتنوعها، فمنها ما هو مصنع محليا على يد الحرفيين أو المستورد من الخارج، ولذلك فقد كان سوق الخاسكية في جدة القديمة السوق الشامل لكل شيء، ما زاد قيمته التجارية عند التجار والأهالي  وشجعهم على الإقبال عليه في مختلف أوقات العام دون تمييز موسم عن غيره .

أشهر أسواق جدة التاريخية

تبلغ مساحة مدينة جدة داخل السوق حوالي  1,5 كيلو متر مربع وهي ما زالت تحتفظ بالعديد من آثار الحياة التقليدية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي القديم التي تعتمد حاليا على مساجد وأسواق المنطقة ، منها بعض محلات الحرف التقليدية الشعبية القديمة، ومن أشهر أسواق المنطقة التاريخية قديما وحديثا مايلي  :

– سوق البدو

– سوق العلوي

– سوق الندى

– سوق قابل

أهم الأسواق والخانات التي كانت موجودة بجدة التاريخية

تضم جدة التاريخية عددًا من الأسواق التي كانت موجودة في الماضي، حيث انتهت بعضها ولا تزال البعض الآخر قائمًا

_ سوق السمك .

_ السوق الكبير: تباع الأقمشة في محلات كبيرة وصغيرة مزدحمة بمجموعة واسعة من الأقمشة الفاخرة.

_ سوق الخضروات والجزارين: النوارية تقع في نهاية شارعة قابل في الاتجاه الشرقي

_ سوق الحبابة: يقع في باب مكة.

_ سوق الخاسكية: تقع خلف دار الشيخ محمد نصيف.

_ سوق الندى: وتتخصص معظم المحلات في بيع الأحذية

_ سوق الجامع: نسبة إلى جامع الشافعي.

_ سوق الحراج: تم تنظيم المزاد العلني في باب شريف.

_ سوق البدو: يوجد في باب مكة ويبيع كل ما يلفت انتباه سكان الصحراء.

_ سوق السبحية: وكان هناك سوق في موقع الخاسكية حيث تم بيع وتصنيع السبحة

_ سوق العصر: يقع في باب شريف ويُقام في كل عصر في ذلك الوقت.

_ سوق البراغية: كان يتم فيه صنع برادع الحمير والبغال وسروج الخيل بالقرب من عمارة الشربتلي.

خانات جدة التاريخية

يطلق على الخان أيضًا اسم القيسارية، وهو السوق الذي يحتوي على مجموعة من الدكاكين التي تفتح وتغلق على بعضها البعض، ويتميز خانات جدة التاريخية بوجود عدة أنواع مثل خان الهنود، وخان العطارين، وخان القصبة والذي يستخدم لتجارة الأقمشة، وخان الدلالين .