صحة

تعلم اللغات الجديدة وأثره على وظائف الدماغ

نحن نعلم جميعا أن هناك فوائد كبيرة لتعلم لغة جديدة، فاللغات هي بوابة للثقافات الجديدة، وتتيح لنا التواصل مع الآخرين من أماكن مختلفة حول العالم بطرق أكثر وضوحا من ذي قبل، لكن تعلم لغة جديدة له فوائد صحية جسدية أيضًا، وقد أكدت بعض أحدث الأبحاث حول تأثيرات تعلم لغة جديدة على الدماغ البشري.

حتى بدون استخدام الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، أي شخص لديه خبرة جادة في تعلم لغة جديدة يعرف أن بعض المهارات العملية المكتسبة من تعلم لغة ثانية تشمل زيادة قدرات المحادثة، وتحسين إتقان اللغات بشكل عام، بما في ذلك لغته الأم، وتطوير مهارات دراسية وزيادة التركيز والانضباط.

تعلم لغة جديدة يزيد من حجم الدماغ

اكتشف العلماء السويديون أن تعلم لغة أجنبية يمكن أن يزيد من حجم الدماغ، وذلك بعد استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة ما يحدث عندما يتعلم شخص ما لغةً ثانيةً.

تندرج هذه الدراسة ضمن مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تستخدم تقنيات تصوير الدماغ لفهم الفوائد الإدراكية لتعلم اللغة بشكل أفضل، وحيث يمكن لأدوات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والفيزيولوجيا الكهربائية، أن تعطينا فكرة عن ما يحدث في أدمغتنا عندما نسمع ونفهم وننتج لغات ثانية.

تم إجراء دراسة في السويد توضح فوائد تعلم لغة جديدة على الدماغ. قام الباحثون بتقسيم مجموعتين من العلماء، إحداهما درست اللغات والأخرى درست مواضيع غير لغوية صارمة. أظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي أن أدمغة المشاركين الذين درسوا اللغات زادت في الحجم، وتطورت مناطق القشرة المخية المرتبطة بتعلم اللغة والقرن الأمامي. كما أظهروا مهارات لغوية أفضل من المشاركين الآخرين الذين لم يدرسوا اللغات وظلت أحجام أدمغتهم كما هي.

تؤكد الدراسات والأبحاث أن الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة بطلاقة لديهم ذاكرة قوية ويكونون أكثر إبداعًا من الناحية المعرفية وأكثر مرونة ذهنيًا من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، بينما أكدت دراسة كندية على أهمية تعلم لغة جديدة في الحفاظ على صحة المخ وعدم إصابته بمرض الزهايمر بسرعة.

تعلم لغة جديدة يقوي قدرة المخ علي التركيز

يخبرنا فحص عمليات المسح الدماغي بالرنين المغناطيسي الوظيفي أيضًا عن الأجزاء النشطة في الدماغ أثناء مهمة تعلم محددة، كما أن تعلم اللغة يساعد على تحسين مهارات التفكير لدى الأفراد وقدراتهم على الذاكرة.

يتمركز طلاب التعليم ثنائي اللغة بشكل أفضل، ويتجاهلون الانحرافات بطريقة أكثر فعالية من الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، وذلك لأن مراكز اللغة في الدماغ مرنة، ويمكن لتعلم لغة ثانية تنمية مجالات جديدة في العقل وتقوية قدرة الدماغ الطبيعية على التركيز.

تعلم لغة جديدة يحسن الوظيفة التنفيذية للمخ

تشير الدراسات إلى أن ثنائية اللغة قادرة على تحسين الوظائف التنفيذية للدماغ، حيث تُساعد في تجاهل التشتت والتركيز، وتحويل الانتباه من شيء إلى آخر، وتحسين استيعاب المعلومات.

تعلم لغة أخرى هيُعتبر واحدًا من أكثر الطرق فعالية وعملية لزيادة الذكاء، حيث تحافظ على حدة عقلك وتحافظ على نشاط المخ وتحميه من تدهوره مع التقدم في العمر، لأن التحدث بلغة إضافية يؤثر بشكل ملموس على وظيفة الدماغ ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تأثير إيجابي على الشيخوخة الذهنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى