ادبشخصيات ثقافية

تعريف حاتم الطائي

نبذة عن حياة حاتم الطائي

حاتم الطائي” هو من بين أشهر الشعراء الذين اشتهروا بصفة الكرم، حتى أصبح يضرب به المثل في الكرم بسبب كرمه الشديد، وهو من شعراء العصر الجاهلي، ولديه مجموعة من أروع القصائد الشعرية، ويتميز بمظاهر كرمه الشديدة التي يغني بها عنه كل من يعرفه، وانتشرت أشعاره عبر الزمن  .

اسمه الكامل هو حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، وكان يلقب بأبي عدي أو أبي سفانة، وهما اسما أولاده. تحمل حاتم مسؤولية نفسه منذ مرحلة مبكرة من عمره، عندما توفي والده، واعتمد على جده لتربيته. وقد كان جده يرعاه بشكل جيد حتى أصبح شاباً، وأولاه مسؤولية رعاية أغنامه الخاصة .

تم ولادة حاتم الطائي قبل ظهور الإسلام، وكان مسيحيا وتختلف الروايات حول سنة ولادته، ومن بين الدلائل على كرمه أن بعض الرجال زاروا منزله وذبحوا أباه بقرة، ثم قام حاتم بتوزيعها على الزوار بعد أن علم أنهم شعراء، وغضب الجد بشدة لدى علمه بذلك، ويقال أن البقرة كانت ملك والده حاتم وليست مملوكة للجد .

نسب حاتم الطائي

حاتم الطائي من قبيلة طيء وهي إحدى قبائل شبه الجزيرة العربية ، وبالتحديد في حائل في دولة المملكة العربية السعودية ، وهي منطقة ذات طبيعة خصبة ، لذلك كان لهذه البيئة أثر كبير على من استوطن بالمنطقة ، ومنهم حاتم الطائي ، والأم كانت تُدعى عتبة ابنة عفيف ابن أخزم ، وكانت معروفة بالرخاء والكرم أيضاً .

استولت أخواتها على أموالها بحجة حمايتها من الإسراف، وكان حاتم الطائي ووالدته كرماء، حتى أصبحا مثالًا يُحتذى به في ذلك .

لمحات من كرم حاتم الطائي

فيما كانت صفة الكرم والرخاء ملتصقة باسم حاتم الطائي عندما كان يمدح رجل كريم في شبه الجزيرة العربية في السابق، ومن بين القصص التي تذكر في هذا الصدد، قصة حاتم الطائي وزوجته ماوية، اللذان عانيا من الجوع والقحط لفترة سنة كاملة مثل الناس في منطقتهما، حتى كانا يهدهدان طفليهما ليناما ولا يشعرا بشدة الجوع.

ثم تقول زوجته إنها سمعته وهو يتحدث مع امرأة على باب المنزل أثناء نومها ، وكانت تطلب منه أي شيء لإشباع جوع أبنائها ، فأجابها قائلا (والله سأشبع أبنائك وأبنائي) ، وذبح حصانه وأشعل النار ، وقام بشي الحصان ، وأكل الجميع حتى شبعوا ، وأيقظ باقي الحي وترك لهم باقي الحصان فأكلوا جميعا ، ولم يتبق سوى الحافر وعظام الحصان ، ولكن حاتم لم يأكل شيئا من الطعام برغم شدة جوعه ، وهذا ليس مثالا في الكرم فقط بل في التضحية أيضا .

زوجات حاتم الطائي وأولاده

تقول الروايات إن لحاتم الطائي لديه عدد من الزوجات، ولكن المعروف عنهم اثنتان، وهما ماوية بنت عفرز، وهي ملكة من الحيرة، وتزوج حاتم منها بسبب وسامته .

نوار البخترية هي الزوجة الثانية، وهي من بني سليمان الأشراف وأصولها من اليمن وعاشت في الحيرة .

أنجبت النوار ثلاثة من الأبناء وهم عبد الله وسفانة وعدي، ويُعتبر عدي هو الأشهر من بينهم، إذ وُلد قبل الهجرة النبوية بنحو خمسين عامًا، وتوفي في العام 67 الهجري وكان عمره حينها أكثر من 120عامًا وكان يُلقب بأبي وهب .

إسلام أبناء حاتم الطائي

كان عدي ابن حاتم الطائي قائدا للقوم في عصر الجاهلية. عندما جاءت الدعوة الإسلامية، لم يعتنق الإسلام، بل غادر إلى بلاد الشام، وترك أخته سفانة في اليمن. عندما دخل المسلمون إلى بلدة طيء، أسروا سفانة عندما ذهبت إلى حائل، لكنها أسلمت وعادت لأخيها عدي، وقد أقنعته بالدين الإسلامي. ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه .

الأغراض الشعرية لحاتم الطائي

استعرض حاتم الطائي في شعره مجموعة واسعة من الأغراض الشعرية، وقد جمعها في ديوان واحد. وتتميز أشعاره بالبساطة والوضوح، واختيار المعاني السهلة والواضحة. وقد تناول في شعره الحماسة والفخر والعزة، وأيضا قصائد المدح لرجل كريم، بالإضافة إلى اهتمامه بالنثر والهجاء .

أمثلة من أشعار حاتم الطائي

في شعر الفخر

تركز أشعار حاتم الطائي على الفخر بالكرم والشجاعة والعفة التي تميزت بها حياته، وتتضمن بعض الأبيات التي يصر فيها على الرحيل عندما ثار جده ضده وتركه وحيدًا في الدار، حيث يقول

وإني لعف الفقر مشترك الغني             وردك شكل لا يوافقه شكلي

وشكلي شكل لا يقوم لمثله              من الناس إلا كل ذي نيقة مثلي

قصيدة فتيان صدق

شبان صادقون بلا خصومة بينهم *** إذا أصبحوا أيتاما لم يشتعلوا في الشجار حينها

حتى تكل مطيهم               وحتى تراهم فوق أعبر طاسم

في شعر الحكمة

ومنها الأبيات التالية :

فنفسك أكرمها  فإنك إن تهن             عليك فلن تلفي لك الدهر مكرما

في شعر الهجاء

ومنها ذمه لمن يمتلكون الأخلاق السيئة :

لحي الله صعلوكا مناه وهمه            من العيش أن يلقي لبوسا ومطعما

وفاة حاتم الطائي

تباينت الآراء حول تاريخ وفاة حاتم الطائي ، فهناك من يقول أنها كانت في العام 8 من الهجرة ، ولكن يقول بعض المؤرخين أن هذا التاريخ غير صحيح ، فلم تذكر المصادر التاريخية أن حاتم كان على قيد الحياة بعد البعثة النبوية ، ولكن القول المؤكد أن حاتم الطائي قد عاش حتى مولد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .

لم يعش هذا الشخص حتى وصول البعثة النبوية، ويقال أن وفاته كانت في الأيام الأولى من القرن السابع الميلادي، وقد دُفن في وادٍ من أودية منطقة حائل .

بذلك نكون قد عرضنا لكم أهم المعلومات عن تعريف حاتم الطائي للمهتمين بهذه الشخصية التاريخية ذات المكانة المعروفة ، وقد تعرفنا على نبذة حول حياته بشكل عام ، وأبنائه وزوجاته ، ونماذج من كرمه ، والأغراض الشعرية التي تميز بها ، وتاريخ وفاته على وجه التقريب ، ونرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى