صفة الكرم في الدين الإسلامي
هناك العديد من الصفات التي يجب علينا أن نتحلى بها، وتم التحدث عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، ومن هذه الصفات الكرم .
الكرم
تم تعريف الكرم بأكثر من طريقة من قبل عدد كبير من المفسرين. فقد وصفه مسكوية على أنه إنفاق المال في الأمور ذات القدر العالي والمنفعة الكثيرة. كما قال عدد من المفسرين أنه يعني أن يقوم الشخص بالتبرع قبل أن يطلب منه ذلك، وكذلك الرأفة بالسائلين وإطعام المساكين. والكرم والجودة لا يتحققان بالمال فقط، بل يتطلبان المال والجهد والوقت أيضا .
الكرم من صفات الله
اختص الله عز و جل بهذه الصفة لوصف ذاته العظيمة ، و قد ورد ذلك في العديد من المواضع في القرآن الكريم ، و كان من بينها قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) ( الانفطار – 6 ) ، و قوله تعالى ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ) ( الفجر – 15 ) ، و قد تحدث نبينا الكريم عن كرم الله جل و على ، فقال أن كرمه في الرحمة فوق عقابه ، و ذلك اعتمادا على قوله صلى الله عليه و سلم “عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم – قَالَ «إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِى إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ» [صحيح الترمذي وابن ماجه] ، و أن من أمثلة كرمه أيضا أنه يبدل لنا الحسنة الواحدة بعشرة أمثالها .
مجالات و أنواع الكرم
الجود بالنفس
ويعتبر هذا الأمر من أعلى المنازل، ويكمن في أن يقوم الإنسان بالتضحية بنفسه في سبيل الله ورسوله، وذلك بناء على قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (التوبة – 111) .
إكرام الضيف
من بين القيم التي حثنا عليها نبينا الكريم هو إكرام الضيف، وهو أحد علامات الإيمان. هناك العديد من الأحاديث التي توضح هذه القيمة المهمة، ومن بينها قوله صلى الله عليه وسلم: `من يؤمن بالله واليوم الآخر، فعليه أن يحسن استقبال ضيوفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت`. هذا الحديث نقله البخاري .
الكرم بإنفاق المال
و هذا النوع من الكرم ذكر في القرآن الكريم ، و المقصود هنا إنفاق المال في أوجه البر ، و في إرضاء الله و رسوله ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) ( البقرة – 261:263 ) .
إكرام الزوجة و أهلها
من بين أوجه الكرم التي وصفها لها نبينا الكريم ، ذلك الذي ذكر عندما حثنا نبينا الكريم على إكرام الزوجة وأهلها ، وهذا اعتمادا على قوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) (النساء – 19) وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء ، وكذلك قوله «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذ .