تعريف المفاعيل في اللغة العربية ” وأنواعها “
المفاعيل في اللغة العربية
هل جميع المفاعيل وأشباه المفاعيل منصوبة؟ هذا هو سؤال يبحث عن إجابته الكثير من المهتمين بالنحو وما يتضمنه من المفاعيل التي تكثر في اللغة العربية. وأطلق عليها ذلك الاسم نظرا لاختلافها عن المرفوعات والمجرورات. فجميعها يشترك في إعرابها بحركة الفتحة، سواء كانت بالياء في جمع المذكر السالم، أو بتنوين الفتح، أو بالياء في المثنى. وتطلق على المفاعيل جمعا للمفعول، وهناك خمسة أنواع منها
- (المفعول لأجله): وظيفتها هي توضيح سبب الفعل وعلته.
- (المفعول فيه): يقصد بهما كلاً من ظروف الزمان والمكان، حيث يتم من خلالهما توضيح زمان أو مكان حدوث الفعل.
- (المفعول به): ويقوم بدور توضيح لتأثير فعل الفاعل على المفعول به في الجملة.
- (المفعول معه): يأتي الحرف `و` بعد الواو لأنه يعني `مع`.
- (المفعول المطلق): يستخدم الجملة لتوضيح نوع الفعل أو عدده.
أنواع المفاعيل في اللغة العربية
هل جميع الأفعال منصوبة أم يوجد منها مجرور أو مرفوع؟ ولكي تتمكن من الإجابة عن هذا السؤال، يجب عليك أن تفهم جميع المفاعيل الخمسة التي هي
المفعول معه
بالنحو يعد المفعول معه أحد المفاعيل، وهو اسم فضلة منصوب يرد عقب واو معية ويسبقها جملة اسمية أو فعلية تتضمن وجود فعل، ولكن يشترط في تلك الحالة ألَّا يكون الهدف من الواو هو العطف، مثل: (جرى محمد والسيارة)، وهو ما يشير إلى أن محمد قد جرى بطريق محاذيًا أو موازياً للسيارة، بمعنى أنه بقي مصاحباً بها طوال الطريق، ولا يقصد أن تشاركَ السيارة محمد.
لكي يتم نصب المفعول به بعد الفعل المشترك، يجب أن تتوفر ثلاثة شروط. الشرط الأول هو أن يكون المفعول به مفعولا مباشرا، بينما في حالة تواجد اسم مرتبط بعقب الواو كجزء أساسي من الجملة، مثل (لعب طه وزيد)، فإنه في هذه الحالة لا يصب الفعل على المفعول به، بل يكون الفعل مرتبطا بما سبقه، بمعنى أن الواو تعمل كحرف عطف، ويتبعها الاسم الذي يكون سابقا للمفعول به، ويشير إلى المفعول به)، على سبيل المثال الجملة (جرى محمد والسيارة).
المفعول المطلق
هو واحد من المفاعيل الخمسة، وهو مصدر يرد عقب فعل صريح من لفظه غرضه بيان عدده أو توكيد معناه، أو أن يرد باعتباره بديلاً لتكرار ذكر الفعل، ويعد من شروط المفعول المطلق أن يكون مصدر قد وقع عقب فعل من لفظه، بمعنى أنه من حروفه الأصلية، وكذلك قد يأتي الفعل المطلق باعتباره مصدر يقع عقب فعل صريح، من مادته الأساسية ولفظه.
المفعول به
هو أحد المفاعيل الخمسة، وهو ما وقع عليه فعل الفاعل من الأسماء، وهو واحد من أركان الجملة الفعلية، الذي يكون فعلها متعدٍ، ودوماً ما يكون منصوبًا، وإن كان اسمًا ظاهرًا تكون علامة نصبه الفتح، وإن كان مثنًى فإن علامة إعرابه تكون الياء، وكذلك في حالة كان جمع مذكر سالم، وعلامة إعرابه الألف إن كان من الأسماء الخمسة.
المفعول فيه
هو أحد المفاعيل الخمسة، وهو اسم يدل على زمان أو مكان وقوع الفعل، وينصب، وينقسم إلى قسمين هما:
- ظرف زمان: هو جواب على سؤال يبدأ بـ `بمتى` كأداة استفهام، مثل: لحظة، شهر، يوم.
- ظرف مكان: ويبدأ ذلك الظرف بأداة الاستفهام (أين) ومن أمثلتها: (فوق، شمال، يمين).
- مثال على المفعول فيه: وقفت في الشرفة مساء، وهذا يعني في وقت المساء، وتنوب علامة نصبها تنوين الفتح.
- مثال آخر: القط يجلس على الضفة اليمنى للنهر، وفيه حالة مكان منصوبة، وعلامة نصبه الفتحة المرئية على الكلمة التالية.
المفعول لأجله
هو واحد من الأنواع الخمسة للمفاعيل، ويستخدم لتوضيح سبب حدوث الفعل. يستخدم عادة بعد أداة الاستفهام `لماذا`، مثل: جلست إرهاقا، حيث يعبر `إرهاقا` عن المفعول الذي يوضح سبب الإرهاق. على سبيل المثال، لماذا جلست؟ إرهاقا بسبب الجهد. ويتم تصريف الفعل الأصلي بحيث يكون المفعول لأجله منصوبا، مثل: سافر أحمد سعيا للعمل. وهناك مثال آخر: `يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق`، وهنا السؤال هو: لماذا يضعون أصابعهم في آذانهم؟ والإجابة هي الحذر من الموت.
الفرق بين المفعول به والمفعول المطلق
غالبا ما يحدث الخلط بين المفعول به والمفعول المطلق لدى بعض الناس، ولكن هناك عدة عوامل تساعد على التفريق بينهما. أولا، يجب أن نعرف تعريف كل منهما. وبالإضافة إلى ذلك، واحدة من أهم الطرق لتوضيح الفرق بين المفعول به والمفعول المطلق هي المعنى. المفعول به هو ما يحدث قبل حدوث الفعل ويتأثر به، بينما المفعول المطلق يكون الفعل هو السبب في حدوثه ولا يوجد قبل الفعل. كمثال، نقول قول الشاعر (علي بن الجهم)
عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ
-
-
- جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري
-
إذ تعد كلمة (الهوى) في بيت الشعر هي المفعول به، والتي أتت قبل وقوع الفعل، ثم وقع الفعل عليها فأصبحت مفعولًا به، في حين أن ما ورد في كتاب الله في قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [سورة الإسراء، آية: 7]، فكلمة “تتبيرًا” في الآية الكريمة هي المفعول المطلق، والتي وردت نتيجة ورود فعل “يتبّروا” والتي تعد مرتبطة به. [5]
تدريبات على المفاعيل
فيما يلي ذكر لبعض أمثلة على المفاعيل الخمسة :
- أقف احترامًا لوالدي: ، احتراما: مفعولا لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- جلس النمر تحتَ الشجرةِ، تحتَ: يتم تعيين المفعول به بظرف المكان ويتم تعريف نصبه بالفتحة.
- جرى زيد مساءً، مساءً: هذا يشير إلى أن له مفعول فيه ظرف زمان ويتم وضع علامة نصب تنوين الفتح.
- أكل فارس التمرَ، التمرَ: له مفعول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الموجودة على آخره.
- شاهدت قصتين، قصتين: ينصب مفعول به بحركة الياء لأنه مثنى، وفي بعض الأحيان ينصب بالكسرة بدلاً من الفتحة.
- قفز الصبي قفزتين، قفزتين: جملة مفعول مطلق منصوبة، ونصبها يشير إليها بالياء؛ لأنها في المثنى، وأتت في الجملة لتوضيح العدد.
- ذاكر علي الدّرسَ مذاكرةً، مذاكرةً: المفعول المطلق منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح، وجاء في الجملة لتوكيد الفعل.