تعريف الديموغرافيا

الديموغرافيا هي الدراسة الإحصائية للسكان، وخاصة البشر، تشمل دراسة حجم العشائر وتركيبتها وتوزيعها، والتغيرات المكانية والزمانية فيها استجابة للولادة والهجرة والشيخوخة والموت. واستنادا إلى البحث الديمغرافي للأرض، يمكن للديموغرافيين تقدير عدد سكان الأرض حتى عام 2050 و2100، والديموغرافيات هي خصائص قابلة للقياس لمجموعة معينة من السكان .

التحليل الديموغرافي

يمكن أن يشمل التحليل الديموغرافي مجتمعات أو مجموعات كاملة تحددها معايير مثل التعليم والجنسية والدين والعرق، ويعالج الديموغرافيا في المؤسسات التعليمية باعتبارها مجالا في علم الاجتماع، على الرغم من وجود عدد من أقسام الديموغرافيا المستقلة، وتحدد الديموغرافيا الرسمية هدف الدراسة لقياس العمليات السكانية، بينما تحلل مجالات أوسع من الديموغرافيا الاجتماعية أو الدراسات السكانية العلاقات بين العمليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيولوجية التي تؤثر على السكان .

تاريخ الديموغرافيا

تعود الأفكار الديموغرافية إلى العصور القديمة، وكانت موجودة في العديد من الحضارات والثقافات، مثل اليونان القديمة وروما القديمة والصين والهند. في اليونان القديمة، يمكن العثور على هذه الأفكار في كتابات هيرودوت وثوكيديدس وأبقراط وأبيقور وبرغاغوراس وبولس وأفلاطون وأرسطو. في روما، عبروا الكتاب والفلاسفة مثل شيشرون وسينيكا وبليني الأكبر وماركوس أوريليوس وإيبكتيتوس وكاتو وكولوميلا عن أفكار مهمة على هذا الأساس. في العصور الوسطى، كرس المفكرون المسيحيون الكثير من الوقت لدحض الأفكار الكلاسيكية حول الديموغرافيا، ومن بين المساهمين المهمين في هذا المجال ويليام كونش وبارثولوميو من لوكا وليام أوف أوفيرني وليام باغولا وابن خلدون .

دراسة من أقدم الدراسات الديموغرافية في العصر الحديث، قام جون جراونت في عام 1662 بوضع الملاحظات الطبيعية والسياسية التي تستند إلى قوانين الوفيات، وتحتوي على شكل بسيط لجدول الحياة. ومن بين نتائج هذه الدراسة، تبين أن ثلث الأطفال في لندن يموتون قبل بلوغهم سن السادسة عشر. وقد طور علماء الرياضيات مثل إدموند هالي جدول الحياة كأساس لحسابات التأمين على الحياة. ويعزى الفضل لريتشارد برايس في نشر أول كتاب مدرسي حول الحالات الطارئة في عام 1771، وتلاه أوغسطس دي مورغان في عام 1838 بكتابه حول تطبيق الاحتمالات على الحالات الطارئة .

في عام 1755، نشر بنجامين فرانكلين مقالته التي تحدث فيها عن زيادة عدد السكان والسكان في البلدان وغيرها، وذكر أن الطفرة السكانية تزايدت في المستعمرات البريطانية. وكانت هذه المقالة لها تأثير كبير على توماس روبرت مالتوس الذي كتب في نهاية القرن الثامن عشر، وخشى من أن النمو السكاني، إذا لم يتم السيطرة عليه، سوف يتجاوز نمو الإنتاج الغذائي، وهذا سيؤدي إلى زيادة المجاعات والفقر باستمرار. ويعتبر مالتوس الأب الروحي لأفكار الكثافة السكانية وتحديدها للحدود، وفي وقت لاحق، قدم بنيامين غومبرتز وفيرهولست نماذج أكثر تطورا وواقعية .

تعتبر الفترة من عام 1860 إلى 1910 فترة انتقالية، حيث ظهرت الديموغرافيا كمجال اهتمام مستقل في الإحصاءات. شملت هذه الفترة مجموعة واسعة من علماء الديموغرافيا الدوليين، مثل أدولف كوتيلت (1796-1874) ووليام فار (1807-1883) ولويس أدولف بيرتيلون (1821-1883) وابنه جاك (1851-1922) وجوزيف كوروسي (1844-1906) وأندرس نيكولاس كاير (1838-1919) وريتشارد بوكه (1824-1907) وإميل دوركهايم (1858-1917) وفيلهلم ليكسيس (1837-1914) ولويجي بوديو (1840-1920). ساهموا في تطوير مجال الديموغرافيا وتطوير مجموعة من الأدوات والأساليب التحليلية الديموغرافية .

أساليب جمع بيانات الديموغرافيا

هناك نوعان من جمع البيانات – مباشر وغير مباشر :

1- الطرق المباشرة

تأتي البيانات المباشرة من السجلات الإحصائية الحيوية، التي تتبع كل الولادات والوفيات، بالإضافة إلى تغييرات في الحالة القانونية مثل الزواج والطلاق والهجرة (تسجيل مكان الإقامة)، في البلدان المتقدمة التي تتمتع بأنظمة تسجيل جيدة (مثل الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا)، وتعد إحصاءات السجل أفضل طريقة لتقدير عدد المواليد والوفيات .

2- الطرق غير المباشرة

تستخدم الطرق غير المباشرة لجمع البيانات في البلدان والفترات التي لا تتوفر فيها بيانات كاملة، وهذا يشمل الكثير من دول العالم النامي ومعظم التاريخ الديموغرافي. واحدة من تلك الطرق في الديموغرافيا المعاصرة هي الطريقة الشقيقة، حيث يتم سؤال النساء عن حالة أخواتهن (إذا كانوا قد توفوا أو أنجبوا أولادا وفي أي عمر فعلوا ذلك)، ومن خلال هذه الاستطلاعات يمكن للباحثين تقدير معدلات المواليد والوفيات غير المباشرة لجميع السكان. وتشمل الطرق الغير المباشرة الأخرى في الديموغرافيا المعاصرة سؤال الأشخاص عن الأشقاء والآباء والأطفال، وهناك طرق أخرى غير مباشرة ضرورية في التاريخ الديموغرافي .