تشريح الجهاز العصبي
ربما ترسم الصورة في ذهنك للجهاز العصبي تضم الدماغ والأنسجة العصبية داخل الجمجمة والحبل الشوكي وتمديد الأنسجة العصبية داخل العمود الفقري. قد لا تفكر حتى في الحبل الشوكي كجزء من الجهاز العصبي، ولكن الجهاز العصبي هو بنية معقدة جدا. في الدماغ، هناك العديد من المناطق المختلفة والمنفصلة المسؤولة عن العديد من الوظائف المختلفة والمنفصلة. يبدو الجهاز العصبي وكأنه مكون من العديد من الأعضاء التي تشبه بعضها البعض ويمكن تمييزها باستخدام أدوات مثل المجهر.
تشريح الجهاز العصبي
يمكن تقسيم الجهاز العصبي إلى قسمين رئيسيين: الجهاز العصبي المركزي والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي، والجهاز العصبي المحيطي وهو كل ما سواه. يتواجد الدماغ داخل التجويف الجمجمي، والحبل الشوكي يتم تضمينه داخل التجويف الفقري. بشكل بسيط، يمكننا القول إن الجهاز العصبي المركزي يوجد داخل هاتين التجاويف، بينما الجهاز العصبي المحيطي يكون خارجهما. وهناك بعض العناصر من الجهاز العصبي المحيطي التي تتواجد داخل التجاويف الجمجمية أو الفقرية، ويتم تسميته بالجهاز العصبي المحيطي لأنه يعمل على الهامش، أي خارج الدماغ والحبل الشوكي. والنسيج العصبي الموجود في الجهازين المركزي والمحيطي يحتوي على نوعين رئيسيين من الخلايا، وهما الخلايا العصبية والخلايا الدبقية .
الخلايا الدبقية
الخلية الدبقية هي إحدى الخلايا المتنوعة في مجموعة الأنسجة، وتدعم الخلايا العصبية ونشاطها. العصبون هو الأكثر أهمية وظيفيا من الاثنين فيما يتعلق بالتواصل في الجهاز العصبي ووصف تقسيماته الوظيفية. من المهم فهم بنية الخلية العصبية، وتتكون الخلايا العصبية من سوما أو جسم الخلية، بالإضافة إلى امتدادات الخلية. يشار إلى كل امتداد عموما بأنه عملية، وهناك عملية مهمة واحدة تسمى الألياف العصبية تربط العصبون بالهدف الخاص به. وهناك نوع آخر من العملية التي تفرع من سوما وتسمى الأغصان العصبية، وهي المسؤولة عن استقبال معظم المدخلات من الخلايا العصبية الأخرى .
الأنسجة العصبية
تحتوي الأنسجة العصبية على مناطق تتكون أساسا من محاور عصبية وأجسام خلوية، ويتم الإشارة إلى هاتين المنطقتين داخل النظام العصبي بأنهما المادة الرمادية والبيضاء على التوالي، ولون المادة الرمادية قد يكون ورديا أو أسمرا بسبب محتوى الدم، ولكن المادة البيضاء بيضاء بسبب وجود مادة الـمايلين التي تعزل المحاور العصبية، وبالتالي يمكن أن تظهر بيضاء كالدهون البيضاء على اللحم الخام، وقد تظهر بجوار المادة الرمادية وتكون أكثر قتامة .
بغض النظر عن مظهر الأنسجة، يمكن وضع أجسام الخلايا العصبية أو المحاور في هياكل تشريحية منفصلة تحتاج إلى الكشف عنها، وتحديد هذه الأسماء يتم اعتمادا على ما إذا كانت تابعة للبنية المركزية أو الطرفية. وتشار إلى مجموعة محلية من أجسام الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي باسم “نواة”، وفي الجهاز العصبي المحيطي يشار إلى مجموعة من أجسام الخلايا العصبية باسم “عقدة”، ومصطلح “النواة” له معان مختلفة قليلة في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء، فهو يشار به إلى مركز الذرة الذي تتواجد فيه البروتونات والنيوترونات، وكذلك إلى مركز الخلية الذي يوجد به الحمض النووي، وإلى مركز بعض الوظائف في الجهاز العصبي المركزي .
هناك أيضا استخدام مربك محتمل لكلمة (جنجليا)، والتي لها تفسير تاريخي، حيث في النظام العصبي المركزي، يوجد مجموعة من النوى المترابطة ببعضها البعض، وكانت تسمى في الماضي بالعقد القاعدية قبل أن تصبح العقدة، وكذلك يمكن قبولها كوصف للهيكل المحيطي. وتشير بعض المصادر إلى هذه المجموعة من النوى بأنها النواة القاعدية، لتجنب الارتباك .
التقسيمات الوظيفية للجهاز العصبي
يمكن تقسيم الجهاز العصبي حسب وظائفه الوظيفية والتشريحية المختلفة، ومع ذلك، يساهم الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي في نفس الوظائف، ولكن يمكن تعزيها إلى مناطق مختلفة في الدماغ، مثل القشرة الدماغية أو الوطاء، أو العقد في الأطراف. وتكمن المشكلة في محاولة مطابقة التقسيمات التشريحية مع الاختلافات الوظيفية، وذلك لأن نفس البنية يمكن أن تلعب دورا في عدة وظائف، على سبيل المثال، ينقل العصب البصري إشارات من الشبكية البصرية، التي تستخدم إما للإدراك الواعي للمنبهات البصرية، والتي تحدث في القشرة المخية، أو للاستجابات الانعكاسية من الأنسجة العضلية الملساء، والتي تتم معالجتها في المهاد .