ترتيب الدول حسب مؤشر التنمية البشرية
تصدر الأمم المتحدة تقريرا سنويا يتتبع مستويات التنمية البشرية، والتي تقيس قدرة الدولة على تمكين مواطنيها وتوفير فرص عمل مناسبة وتحسين مستوياتهم الاجتماعية، لأن البشر هم الثروة الحقيقية التي يجب على الحكومات تنميتها وليس النمو الاقتصادي فقط.
يهدف تقرير مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة إلى تحذير الدول التي تعاني من نقص في مجال تنمية الموارد البشرية، وأنه يجب عليها عدم الاعتماد فقط على الموارد الاقتصادية، حيث يوجد دول تتمتع بنفس المحصلة الإجمالية للدخل ولكن تختلف في نتائج المؤشر.
هذا المؤشر يمثل ملخصا لإنجازات كل دولة في مجالات مختلفة مثل الصحة والتعليم والمعيشة ومعدلات الفقر والمساواة بين الجنسين والأمن الشخصي ومستوى التمكين للمواطنين، ويتم استخدام تقييمات أدق لبعض المجالات الأخرى لتحسين مستوى الأفراد.
مؤشر التنمية البشرية
ينقسم العالم إلى عدة أنواع من الدول، بما في ذلك الدول المتقدمة التي تتوافر فيها العديد من المجالات التي توفر حياة كريمة لسكانها؛ في حين تعتبر الدول التي في طور النمو هي القسم الثاني، حيث تعمل الحكومات على إصلاح اقتصاديات الدول وتحسين مستوى الفرد، لكنها لا تزال تعاني من ضعف الموارد. أما الدول النامية أو الثالثة فهي تفتقر إلى النمو الاقتصادي والتكنولوجي، على الرغم من امتلاكها العديد من المواد الخام، ولكنها لا تستطيع استغلالها بسبب ضعف الموارد.
ما هو مؤشر التنمية البشرية
بدأ الاقتصادي الباكستاني محبوب الحق، بالتعاون مع أماريتا سين والبريطاني ماغاند ديساي، في وضع مؤشر التنمية البشرية، وظهر هذا التقرير لأول مرة في منتصف التسعينات.
وتستخدم الأمم المتحدة مؤشر التنمية البشرية Human Development Index والتي يرمز إليها باختصار (HDI)، وهي طريقة يتم من خلالها تحديد مستوى رفاهية الشعوب، ويتم إصدار التقرير سنويًا منذ عام 1990، وذلك بغرض مساعدة الدول وتحسين أوضاع المواطنين في الدول النامية، أو التي لديها مؤشر تنمية بشرية ضعيف.
ويركز تقرير التنمية البشرية الذي تصدره مؤسسة الأمم المتحدة، كل عام على قضية، ففي عام 2015، شدد على أهمية العمل المستدام، موضحًا أن سوق العمل العالمي يعاني من تغيرات حادة، وأن على الحكومة أن تقوم باتخاذ إجراءات جادة من أجل تدريب وتأهيل الشباب للحصول على فرص عمل عادلة توفر لهم حياة كريمة.
على الرغم من توفر فرص عمل كثيرة بفضل التكنولوجيا الحديثة، إلا أن تدخل الآلات الحديثة والذكاء الصناعي أدى إلى انقراض العديد من الوظائف، بالإضافة إلى تأثير التغيرات المناخية في اختفاء بعض الوظائف وتهديد بعض المحاصيل، مما يتسبب في تغيرات وفقدان وظائف موجودة بالفعل.
مشكلة أخرى تواجه مؤشر التنمية البشرية، هو الارتفاع المتسارع، فوفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإن أعداد المسنين أو الذين تخطوا سن الستين، ستصل لنفس نسبة الفئة الأقل من 15% لأول مرة في تاريخ البشرية في عام 2050، ويتطلب الأمر وضع بعض الكثير من الخطط والبرامج لدمج تلك الفئات في العمل بعد سن التقاعد.
ويطالب التقرير الحكومات بمواجهة التحديات وتوفير فرص مناسبة تناسب المحاور الجديدة، بما في ذلك زيادة التواصل المجتمعي بين الدولة والقطاع الخاص لتأمين ما يعرف باسم الأمان الاجتماعي والوظيفي.
كيف يتم قياس مؤشر التنمية البشرية
كان مؤشر التنمية البشرية (HDI) يعتمد على 3 معايير أساسية. المعيار الأول يعتمد على الحالة الصحية ويتم قياسه من خلال متوسط عمر الإنسان، والذي يعتمد على مدي الوعي الصحي والطبي للأفراد. أما المعيار الثاني فيتعلق بمستوى التعليم ويتم قياسه من خلال حساب عدد السنوات التعليمية التي يتلقاها الأفراد حتى عمر 25 عام. أما المعيار الثالث فيتعلق بمتوسط دخل الفرد بالنسبة إلى إجمالي الدخل القومي للدولة.
وفي 2015 رأت الأمم المتحدة ان المعايير الثلاثة لا يمكن أن تكون وحدها قادرة على تحديد مستوي معيشة المجتمع فقط، بل يجب أن يكون هناك معايير أخرى، مثل مستوى الفقر، وعمالة الأطفال، يصدر مكتب تقرير التنمية البشرية خمسة مؤشرات سنويًا: مؤشر التنمية البشرية (HDI) ، ومؤشر التنمية البشرية المعدلة لعدم المساواة (IHDI) ، ومؤشر التنمية بين الجنسين (GDI) ، ومؤشر عدم المساواة بين الجنسين (GII) ، ومؤشر الفقر متعدد الأبعاد (MPI). يتم توفير البيانات المستخدمة في هذه المؤشرات وغيرها من مؤشرات التنمية البشرية المدرجة هنا من قبل مجموعة متنوعة من المصادر الدولية العامة وتمثل أفضل الإحصاءات المتاحة لتلك المؤشرات في وقت إعداد تقرير التنمية البشرية.
التصنيف العالمي لمؤشر التنمية البشرية
قامت الأمم المتحدة بتقسيم الدول حسب مؤشر التنمية البشرية إلى 4 مستويات مختلفة..
مستوى التنمية في المرحلة الأولى مرتفع جدا ويشمل مراكز الدول من 1 إلى 49
المستوى الثاني من التنمية المرتفعة يتضمن المراكز الدولية التي تحتل المراكز من 50 إلى 105
المستوى الثالث هو المستوى المتوسط للتنمية ويتضمن المراكز من 106 إلى 143.
المستوى الرابع للتنمية المنخفضة يتراوح بين 144 و188
قائمة ترتيب الدول العربية من حيث مؤشر التنمية البشرية
لاحظنا في السنوات الأخيرة تقدم عدد من الدول العربية إلى المستوى الأول العالي جدا، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي جاءت في المرتبة 39 عالميا والثانية عربيا بعد دولة قطر، بينما جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الثالث والمرتبة 41 عالميا.
وصلت البحرين إلى المركز الرابع عربيا والمركز الـ45 عالميا، واحتلت الكويت المركز الخامس عربيا والمركز 48 عالميا، وجاءت عمان في المركز السادس على مستوى الشرق الأوسط والمركز 52 عالميا. لبنان حل في المركز السابع (67 عالميا)، في حين جاءت الأردن في المركز الثامن وحلت في المركز 80 عالميا. الجزائر احتلت المركز التاسع عالميا (المركز 83)، وليبيا جاءت في المركز العاشر عالميا (المركز 94)
الدول الأكثر ارتفاعًا في مؤشر التنمية البشرية
تتراوح أعلى الدرجات على مؤشر التنمية البشرية بين 0 و1، وأعلى دولة في هذا المؤشر هي النرويج برصيد 0.953، وتأتي سويسرا في المركز الثاني برصيد 0.944، فيما تحتل أستراليا المرتبة الثالثة برصيد 0.939.
الدول الأقل نموًا في مؤشر التنمية البشرية
تُعد النيجر أحد أقل البلدان نموًا في العالم، ولديها أدنى مؤشر للديمقراطية حيث وصل مؤشر التنمية البشرية إلى 0.335، وتعاني الدولة الإفريقية من سوء التغذية على نطاق واسع، ويعيش 44.1% من سكانها تحت خط الفقر.