تاريخ الهلال الأحمر ونشأته وأهدافه
يطلق على المنظمة الإنسانية غير الحكومية التي تحمل شعار الهلال الأحمر الذي تم تصميمه خلال العهد العثماني، وهو مماثل لشعار الصليب الأحمر، اسم الهلال الأحمر. توجد المنظمة في الدول الإسلامية، وهي تعتمد على جهود المتطوعين الذين يسعون دائما لدعم المحتاجين وتحقيق أهدافها. يمكن لجمعية الهلال الأحمر توفير الإمكانيات اللازمة للمتطوعين لأداء أدوارهم بشكل كامل وفعال. يحتاج الكثير منا إلى معرفة تاريخ المنظمة وأهدافها، ولذلك نقدم هذا الموضوع .
تاريخ الهلال الأحمر : اندلعت حرب بين فرنسا والنمسا عام 1859م، وجرت هذه المعركة بالقرب من قرية سولفرينو في إيطاليا، واستمرت من شروق الشمس حتى غروبها، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ولم يجد هؤلاء الجرحى من ينقذهم ويعالج جروحهم، وفي ذلك الوقت مر من هناك المواطن السويسري “هنري دونان”، وتعرض لهذا الشخص لحالة من الذعر بسبب ما شاهده .
حاول “هنري” مساعدة الضحايا واستغاث بالفلاحين الموجودين في تلك المنطقة لمساعدته أيضا، وتمكن من إنقاذ عدد جيد منهم، ولكن توفي عدد كبير بسبب نزيف الدماء وتلوث الجراح. لذلك بدأ هنري يفكر في البحث عن متطوعين لمساعدة الضحايا في وقت الحرب. عندما عاد إلى مدينته جنيف، قام برواية ما حدث ودعا إلى تأسيس جمعيات لإنقاذ الجرحى والضحايا بدون طبقية أو تفرقة بينهم، وقدم بعض الأصدقاء معه بعض الأسس الرئيسية لرعاية المرضى والجرحى للمجلس في جنيف. تمت الموافقة عليها والتوقيع عليها، والآن تلتزم كل دول العالم بهذه القواعد والأسس المعروفة باسم اتفاقيات جنيف .
سبب تسمية الصليب الأحمر بهذا الإسم : كانت جمعية الهلال الأحمر في البداية تحمل اسم “الصليب الأحمر” تكريما لصاحب فكرة تأسيسها هنري دونان، ثم اعتمدت ألوان علم دولة جنيف لتصبح لون شعارها، ولكن تم عكس الألوان بحيث أصبح شعارها خلفية بيضاء وصليب أحمر، ومن هنا جاءت التسمية .
دعوة الدول العربية للمشاركة في جمعية الهلال الأحمر : قامت دولة جنيف بدعوة البلدان العربية والإسلامية للانضمام إليها في الاتفاقية، ووافقت تلك البلدان بالفعل على الاتفاقية والقواعد التي وضعها هينلري. ومع ذلك، قامت بعض الدول بتبديل الصليب بالهلال وفقا لدينها، لكن اللون الأحمر لا يزال مميزا لها. عندما أدركت الجمعية ذلك، قررت وضع الهلال والصليب معا لتوضيح مبدأها في عدم التفرقة في تقديم خدماتها بأمانة ومصداقية تامة للجميع .
أسباب الإحتفال باليوم العالمي لجمعية الهلال الأحمر : تحتفل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بشكل سنوي في اليوم الثامن من شهر آيار، وهو اليوم العالمي لها، ويعد هذا الاحتفال تقليدا معتادا بهدف نشر المبادئ الإنسانية وتعزيز دور الحركة في تقديم المساعدة. ويعود هذا التاريخ أيضا إلى تكريم “هنري دونان” وإشادته بفكرته الصائبة في العمل الإنساني، حيث يوافق هذا اليوم ميلاده، وكان دونان مكرسا للحفاظ على كرامة الإنسان وخدمة البشرية .
مجالات الهلال الأحمر :
1- مجال الكوارث : مثل البراكين ، الزلازل ، الحروب والانهيارات الأرضية ، حيث تقوم المنظمة بالإستعداد المسبق في نطاق الدراسات والمخططات لتوقع الكوارث ، وتعمل على التعامل معها بأقل الخسائر الممكنة ، بالإضافة إلى توفير الإسعافات الطبية ، الدواء والطعام .
2- مجال الإرشاد والتوعية : تقوم هذه المؤسسات بتوعية الأشخاص حول مبادئ القانون الدولي الإنساني (اتفاقيات جنيف)، وتنظيم المعسكرات وورش العمل لتدريب المتطوعين في مجالات العمل الإنساني، وكذلك تدريبهم على أعمال الدفاع المدني وعمل دورات خاصة بالإسعافات الأولية .
3- مجال التعاون الدولي : تشمل التعاون مع منظمة الصحة العالمية نشر الوعي الصحي وتقديم نشرات وقائية وحملات رعاية للأطفال والأمهات، وبالتالي التعاون مع منظمات عالمية أخرى مثل اليونيسيف. بالإضافة إلى ذلك، يتم دعم الطلاب في فصل الشتاء .