بسبب التقدم التكنولوجي الذي انتشر في كل مكان حولنا اليوم، أصبحت الهواتف الذكية متاحة للجميع. فنجد أن الكبار والصغار يمتلكون هواتف ذكية تمكنهم من التواصل مع الآخرين عبر الشبكات أو التطبيقات المجانية المتاحة على الإنترنت والمتاجر الإلكترونية التي تعمل على جميع أنظمة التشغيل الحديثة. ويلاحظ أن الهاتف الذكي أثر بشكل واضح وملموس على الترابط بين أفراد الأسرة وزيادة التباعد بينهم، وهذا أدى إلى حدوث حالة واضحة من التفكك.
الهواتف الذكية وعلاقتها بالتفكك الأسري
تواجه المجتمعات العربية والأجنبية تحديات قوية نتيجة للتغيرات الهامة الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية التي أدت إلى إنتاج الكثير من المعدات والأجهزة الحديثة التي أثرت بشكل واضح وملحوظ في الحياة، والآن يسيطر الأجهزة الحديثة للتواصل مثل الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية والهواتف اللوحية على الكثير من الناس ولا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية للكثير منهم.
لم يعد أمرا مستغربا أن نرى طفلا يبلغ من العمر 3 أعوام يتمكن من تنزيل التطبيقات من المتاجر الإلكترونية والاحتراف في العديد من الألعاب، أو إجراء المكالمات باستخدام الجهاز اللوحي الخاص به في المنزل بدون أي رقابة من الأم أو البالغين المحيطين به. وإذا نشأ الطفل في هذا البيئة، فإن عدم التفاعل مع المحيطين به في المنزل سيكون أمرا طبيعيا، وهذا من الأمور التي تؤدي فيما بعد إلى تفكك الأسرة بشكل كبير.
تأثير التكنولوجيا على الحياة الأسرية
على الرغم من أننا ندين التكنولوجيا الحديثة بالكثير من الفضل، إلا أنها سهلت العديد من الأشياء على الناس. أصبح العالم قرية صغيرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وغيرها، التي تتيح التواصل المجاني عبر الإنترنت. ومع ذلك، استخدم الكثيرون تلك التقنيات بشكل غير صحيح، مما جعلها تسيطر بشكل أساسي على جانب كبير من الحياة، مما أدى بمرور الوقت إلى تفكك الأسرة.
كما أن الكثير من المراهقين والأطفال قد وجدوا من التكنولوجيا الملاذ الأمن لقضاء الكثير من الوقت والبعد عن التحكمات من حوله فهو لديه عالمه الخاص وبناء عليه حدث التفكك الأسري وقد نجد ذلك الأمر واضحا بشكل كبير في البلاد العربية أكثر من البلاد الأخرى التي لا تعطى وسائل التكنولوجيا وخاصة الهاتف المحمول الكثير من الأهتمام مثل النشاط الاجتماعي الذي من الممكن القيام به لخدمة من حولك.
يلاحظ أن أفراد العائلة يتحدثون أكثر عبر الهواتف الذكية الحديثة بدلا من التحدث وجها لوجه، وهذا يزيد من الفروق بين الأفراد ويؤدي إلى العزلة، لذا يجب البحث عن بدائل مهمة لهذه الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى العزلة بين الأفراد.
أهم الحلول للتخلص من الفجوات الأسرية
إذا لاحظت وجود سيطرة كاملة للأجهزة الحديثة، وخاصة الهواتف الذكية، على الأسرة، يجب اتخاذ الخطوات اللازمة للتخلص من هذه المشكلة بشكل نهائي، والعودة إلى التواصل الاجتماعي في الواقع بدلا من استخدام مواقع الإنترنت والتطبيقات الحديثة الموجودة اليوم، ومن بين هذه الخطوات الأهم ما يلي.
من الضروري إجراء العديد من الجلسات النقاشية داخل الأسرة الواحدة، حتى يتمكن كل طرف من أطراف الأسرة من معرفة ما يحمله الطرف الآخر من أحداث وأمور هامة في الحياة. ويمكن لهذا الأمر أن يحل العديد من المشاكل التي قد تنشأ في الأسرة بين الأولاد والأب والأم.
يجب على الأب والأم أن يستمعوا بعناية إلى جميع الأفكار التي يطرحها الأطفال أو الأبناء بشكل خاص.
يجب على جميع أفراد الأسرة التعبير بشكل واضح عن مشاعرهم وأفكارهم لإيجاد حلول للمشاكل وتعزيز العلاقات العائلية.
يجب تحديد الوقت المناسب لاستخدام التكنولوجيا في المنزل، مثلاً يمكن للأطفال استخدام الأجهزة الحديثة مرة واحدة في اليوم فقط، وذلك خلال فترة محددة من اليوم.
يتطلب النشاط الجماعي اليومي الكثير من النشاطات التي تعزز روح التعاون والجماعة.
يمكن السفر مع العائلة بدون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الأجهزة الحديثة لقضاء وقت أطول معهم.