تأثير الخرافات على المجتمع .. ولماذا يؤمنوا بها
ما هي الخرافات
الخرافة هي أي فكرة أو اعتقاد يستند إلى تخيلات من عقل الإنسان ولا يوجد لها أي تفسير علمي، وعادة ما ترتبط بفلكلور الشعوب وتقاليدها، وتنتقل هذه الخرافات من جيل إلى آخر عبر الزمن، وتتنوع هذه الخرافات من مكان إلى آخر بحسب عادات وتقاليد الناس، وتشمل أنواعا مختلفة من الخرافات بما في ذلك الخرافات الدينية والاجتماعية والثقافية.
من بين الخرافات الشائعة في الوطن العربي هو ارتداء الخرزة الزرقاء أو وضعها في المنزل أو مكان العمل، بسبب الاعتقاد بأنها تطرد العين والحسد. كما يعتقد الناس بأن رؤية الغراب أو البوم يعني وجود أخبار سيئة وطاقة سلبية. يوجد الكثير من الخرافات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على المجتمع بسبب اعتقاد الناس بها بشدة.
لماذا يؤمن المجتمع بالخرافات
تمكن العديد من العلماء من العثور على سبب إيمان الناس بالخرافات، حيث يرى بعض العلماء أن سبب إيمان المجتمع بالخرافات يعود إلى ضعف المعرفة والإدراك لدى الناس، وعدم التوافق بين العالم الخارجي والأشخاص الذين يؤمنون بالخرافات. ويرى القسم الآخر من العلماء أن سبب إيمان المجتمع بالخرافات يعود إلى فضولهم ورغبتهم في التعرف على كل شيء، إذ يشعر كل إنسان بالرغبة الطبيعية في تفسير كل ما يدور حوله.
وبعدها يقوم بربط التفسيرات التي استنتجها مع الشيء التي تحصل مع بشكل مستمر ليكتشف السبب وراء ذلك، وهناك قسم آخر من العلماء يرى أن بعد تطور العالم والتكنولوجيا الحديثة التي نحن نعيشها اليوم، والاختراعات العلمية والابتكارات الحديثة ليس لها أي علاقة بالخرافات ويجب ان تختفي من المجمتع لان لا يوجد أي سبب واقعي لها.
في حين يرى بعض علماء النفس ان الخرافات ظاهرة مفيدة لان تساعد الناس على اكتشاف أشياء حديثة بسبب فضولهم، وأعط العلماء مثالا على ذلك عندما كان الإنسان القديم يعيش دون نار وبسبب فضوله استطاع ان ينتج النار بمجرد احتكاك ما بين صخرتين، بالإضافة الى توصل الى إنسان لتوليد الكهرباء.
ويعود التفسير الأكثر انتشارا للسبب وراء إيمان المجتمع بالخرافات إلى نقص الإيمان في الدين وعدم اطلاعهم على العالم الخارجي الحديث، بالإضافة إلى تدني مستوى الثقافة واعتمادهم على الخرافات التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ولا يستطيعون التخلي عنها. وهذا يؤدي إلى عدم قدرتهم على الإيمان بالأفكار الحديثة، وبالتالي فإنهم يؤمنون تماما بهذه الخرافات دون أدنى شك فيها.
تأثير الخرافات على المجتمع
في العادة العامة، يكون للخرافات تأثير سلبي على المجتمع، حيث قد تؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري، وبسبب اعتقاد الناس وإيمانهم بالخرافات، يصعب عليهم رفض المعتقدات والسلوكيات الخرافية. وهذا يؤدي إلى تشكل أفكار مرضية داخل أذهانهم تسيطر عليها، وتبعدهم عن المجتمع الخارجي وتعيقهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كبقية الأفراد.
ويقول علماء النفس إن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق أو أي اضطراب نفسي آخر يؤثر بشكل سلبي جدا عليهم الخرافات، وحتى الأشخاص الطبيعيون يمكن أن تؤثر الخرافات سلبا على صحتهم الجسدية والعقلية. وعلى الرغم من سلبية الخرافات، إلا أنها لها تأثيرات إيجابية، حيث تساعد في بعض الأحيان على إنشاء شعور بالانتماء للمجموعة عن طريق ربط الإنسان بآخرين.
على سبيل المثال، يؤمن الجماهير الذين يشجعون فريقا معينا بأن ارتداء نفس الزي ونفس اللون جماعيا يعزز وحدة الفريق ويساعدهم على تحقيق النجاح. بمعنى آخر، الأساطير تساعد في تعزيز الانتماء إلى المجموعة وتكوين حافز قوي للمشاركة في بعض الأنشطة المحددة. يمكن أن تكون الأساطير مفيدة إذا لم تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والجسدية، أو تعكس سلوكهم السيء تجاه الأشخاص المحيطين بهم أو الحيوانات.
يعني ذلك أن الخرافات يمكن أن تؤثر إيجابًا أو سلبًا باختلاف نسبة الإيمان والاعتقاد المجتمعي بالخرافات المنتشرة حولهم.
أشهر الخرافات حول العالم
- تشابك الأصابع: في الزمن القديم، كان ربط الأصابع معًا يرمز إلى الحظ الجيد، وكان يستخدم كدليل على صحة الأقوال، ويعتقد كل من يفعل ذلك أن الحظ سيكون في صفه.
- الرقم 13: بعض الأشخاص يعتقدون أن الرقم 13 وبعض الأرقام الفردية الأخرى يجلبون الحظ السيء. وهناك من يتجنبون أي عمل أو مكان يحمل الرقم 13، على سبيل المثال، عندما يذهبون إلى الفنادق، فإنهم لا يفضلون الطابق 13 أو الغرفة 13.
- الجمعة الثالثة عشرة: تعتبر هذه الخرافة ظاهرة عالمية في الجمعة الثالثة عشر من العام، ولكن الأصول الحقيقية لهذا الاعتقاد غير واضحة، إذ يفضل الناس في الجمعة الثالثة من كل عام الجلوس في المنزل وعدم القيام بأي شيء مهم.
- دق على الخشب خرافة دق الخشب: تنتشر هذه الظاهرة في معظم أنحاء العالم، حيث يقوم الناس بضرب أي شيء مصنوع من الخشب بعدما يقولون أنه مخيف أو مضر، على أمل ألا يتعرضوا لأي ضرر بسبب هذا الشيء.
- مضغ العلكة في الليل: تنتشر هذه الخرافة في تركيا، حيث يعتقد الناس أن مضغ العلكة في الليل يجلب الشؤم، ويعتبرونها مثل تناول لحم بشري أو لحم ميت.
- القطة السوداء: خرافة القطة السوداء تعتبر واحدة من أقدم الخرافات في العالم، وتعود إلى العصور الوسطى، حيث كانت النساء المسنات يمتلكن العديد من القطط، وخاصة السوداء. كانوا يعتقدون أن العجوز التي تمتلك قطة سوداء تعتبر ساحرة، وأن السحرة قادرون على التحول إلى قطة سوداء، وأن كل قطة سوداء هي عجوز ساحرة.
- فضلات: رغم أن فضلات الطيور شيء مزعج، إلا أنهم يعتقدون في روسيا أنها تجلب الرزق والأموال، وخاصة إذا سقطت على شخص ذاهب للعمل أو السيارة أو أي شيء آخر يمتلكه في عالم الخرافات.
- المرايا: يعتقد الكثير من الناس حول العالم أن النظر إلى المرايا لفترات طويلة يجذب الأرواح، وبالتأكيد هذا الاعتقاد خاطئ، لأنه يعني أن كل شخص ينظر إلى المرايا فقد سحب روحه ولم يتبق أحد على وجه الأرض.
- الأجراس: يتم استخدام الأجراس في الحفلات الزفاف وبعض المناسبات الأخرى لأغراض احتفالية، ولكن يعتقد البعض أن دق الأجراس يحمي من الأرواح الشريرة. هذا الاعتقاد ينتشر في معظم دول أوروبا.
- فتح المظلات: يعتبر الكثيرون فتح المظلات داخل المنازل أو المباني دليلًا على الحظ السيئ.
- رفة الجفن: يحدث رفع جفن العين في بعض الأحيان بسبب الإرهاق والتوتر الذي يصيب العين نتيجة العمل لفترات طويلة، وهذا يؤدي إلى ظهور ظاهرة ما يعرف بـ `الشخص المفقود`، والتي يعتقد بعض الناس أنها تعني وجود شخص قد فقد منذ فترة طويلة.
- الملح: يحاول بعض الأشخاص التخلص من النحس والأرواح الشريرة في منازلهم الجديدة عن طريق نثر الملح على أرضياتها. وفي إنجلترا، يحمل بعض الأشخاص قبضة من الملح عندما يخرجون في الظلام أو عندما يريدون تحقيق النجاح في معاملاتهم.