صحة

برمجة العقل الباطن قبل النوم

اتفق الخبراء النفسيون على أن العقل الباطن هو الجزء الذي له النصيب الأكبر في عملية التفكير ، وهو الذي يتحكم في العديد من تصرفات الإنسان ، فهو يُعتبر القوة الخفية للإنسان فإذا تمت السيطرة عليه والتحكم فيه بشكل صحيح ، فستكون النتائج مبهرة وسيستطيع الشخص التعرف على مهاراته الخفية مما يجعل الطريق أسهل لتحقيق أهدافه .

المقصود بالعقل الباطن :
يُسمى العقل الباطن بـ ” اللاوعي ” أو ” اللاشعور ” ، ويمثل خزينة من المشاعر النفسية والعواطف والانفعالات التي لا يصل أغلبها للذاكرة ، ولكنها لها دور في تحفيز السلوك وتوجيهه ، بالإضافة إلى احتوائها على الرغبات الداخلية التي لا يستطيع الانسان التعبير عنها ، فالعقل الباطن يشبه الأرشيف الذي يضم كل المعلومات والخبرات التي مر بها الشخص .

وظيفة العقل الباطن :
– تخزين المعلومات : يتلقى العقل الباطن الأوامر من العقل الواعي والحواس الخمس، ويخزنها ويحتفظ بها، سواء كانت مهمة أو عابرة.

– الاحتفاظ بالمشاعر المكبوتة : هناك بعض الرغبات والمشاعر الخفية يتم تخزينها في العقل الباطن، ولا تظهر على سلوكيات الإنسان، ولكن يمكن أن يظهر تأثيرها بالسلب في المستقبل، مثل مشاعر الخوف والقلق والعدوانية .

– توجيه تصرفات الإنسان : يؤثر هذا العقل على سلوك الإنسان وتصرفاته ويرسخ عاداته وصفاته ويشكل شخصيته بشكل عام .

كيفية برمجة العقل الباطن والتحكم به :
لا تقتصر فترة عمل العقل الباطن على النهار فقط ، فقد أوضحت الدراسات أن عمله يستمر على مدار اليوم بأكمله ، وحتى أثناء فترة النوم فهو يقوم بمراجعة جميع المعلومات التي استقبلها خلال اليوم وتخزينها بدون أي تدخل من العقل الواعي ، مما يجعل تلك الفترة من أهم الفترات التي إذا تحكم الإنسان في توجيهها فإنه سيؤثر بشكل كبير على حياته .

يمكن للشخص زرع مجموعة من الأفكار الإيجابية في عقله مباشرة قبل وقت نومه، ولكن يجب عليه أولا تنظيف عقله من الأفكار السلبية، ويمكن القيام بذلك من خلال كتابة جميع الصفات السلبية التي يسمعها من الآخرين على ورقة مثلا: أنا شخص خجول، أنا شخص ضعيف، وبعد الانتهاء من الكتابة، يمزق الورقة على الفور .

طرق برمجة العقل الباطن :
– مجادلة الأفكار : يقوم الشخص باستعراض الافكار السلبية التي تسيطر عليه ، واقناع نفسه بأنها مبنية على مجموعة من الاعتقادات الغير سليمة ، ويساعد ذلك الأمر الأشخاص المرضى في الشفاء ، فمثلا عندما يُقنع الشخص نفسه أنه سيشفى ، فإن عقله الباطن يستقبل هذه الأفكار كأوامر ، ليرسلها بعد ذلك إلى العقل الواعي والجسد ، فيساهم في رفع مقاومة الجسم للمرض .

– دوام شكر الله : إذا كان الإنسان راضيا بحاله ودائما يشكر الله عز وجل، فإنه بهذا سيطرد الأفكار السلبية من عقله، وسيشعر بالراحة الداخلية وسيتحلى بالصبر لمواجهة الصعاب، والله سيمده بالطاقة اللازمة لذلك .

– كتابة الرسائل الإيجابية : يتم بدء الشخص في كتابة الصفات التي يرغب في امتلاكها والتي تشكل أهدافا مهمة في حياته، مثل: أنا شخص اجتماعي، أنا شخص قوي، أنا شخص جيد، ثم يقوم بإعادة قراءة كل رسالة تدريجيا لأكثر من مرة وفهمها جيدا .

– الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي : يجب أن يتحلى الشخص بالثقة بالنفس، حيث أثناء قراءة الرسائل الإيجابية عليه أن يكون واثقا من قدراته على تحقيقها وأنه لا شيء يمنعه من ذلك، وأن يبعد عن عقله التوقعات السيئة ودائما ما يفكر بالنجاحات التي سيصل إليها .

– طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات : يبدأ الشخص بطرح بعض الأسئلة على نفسه، ويتأكد من أن تكون هذه الأسئلة إيجابية وليست سلبية، حتى لو كانت ليست حقيقية. على سبيل المثال، يمكن للشخص أن يسأل: “لماذا أنا اجتماعي؟” ثم يترك عقله يبحث عن الإجابة داخله، وهذا يساعده على العثور على الإجابة وتخزينها داخله .

– التخيُّـل : يعتبر استخدام الخيال في تجسيد الأفكار وكأنها واقع محسوس، والاستغراق في هذا الخيال والعيش به وسيلة مهمة لبرمجة العقل الباطن، حيث يعمل على تحفيز العقل وتحقيق هذا الخيال، ويؤدي إلى حالة من الاسترخاء والسكينة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى