بحث عن تطور التعليم في المملكة العربية السعودية
مر التعليم في المملكة العربية السعودية بمراحل مختلفة حتى وصل إلى وقتنا الحالي من التطوير لمواكبة البناء والتقدم الذي تشهده المملكة. تولي الدولة اهتماما كبيرا بالتعليم وضعت الخطط اللازمة لرفعته وتطورته ليواكب أحدث النظم التعليمية في العالم. إن الدارس لتاريخ وتطور التعليم في المملكة سيجد بسهولة أن هذا التطور ارتبط مباشرة بنشأة الدولة السعودية وثبات دعائمها بقوة تحت علم واحد.
كانت المرحلة الجنينية الأولى لتطوير التعليم في المملكة عندما وصل الملك عبد العزيز رحمه الله إلى مكة المكرمة في عام 1343هـ، وأعلن الملك عن إنشاء مديرية المعارف في 1/9/1344هـ، ومن خلال هذه الخطوة وضع الأسس لأول مؤسسة تعليمية حديثة في المملكة، وتطورت هذه المؤسسة حتى أصبحت نظاما تعليميا حديثا يشهد تقدما سريعا.
مراحل التعليم في المملكة
المرحلة التقليدية هي المرحلة الأولى، وفيها كان التعليم في المملكة مشابها لدول الخليج العربي الأخرى، حيث كان محدودا ويقتصر على كتاتيب المساجد التي كانت موجودة في المنطقة الشمالية والحجاز ونجد والمنطقة الجنوبية.
في المرحلة الثانية، بدأ التعليم ينتقل تدريجيا من المسجد إلى مكان أشبه بالمدرسة، وذلك خلال الفترة العثمانية التي جعلت اللغة التركية لغة التعليم والتدريس وأشرفت على التعليم في مكة والمدينة والحجاز.
المرحلة الثالثة، هي المرحلة التي احتضن فيها الأهالي التعليم بشكل كامل، حيث تم إدارة العملية التعليمية وتمويلها من قبل الأهالي عن طريق التعليم الأهلي الذي كان قريباً في طرق التدريس والمناهج الدراسية من التعليم التقليدي.
4- تميز التعليم في المملكة بأنه يتطور بوتيرة متسارعة مع التطور الذي تشهده الدولة في كل المجالات، وقد حدثت الطفرة والنقلة النوعية الكبرى بعد اكتشاف النفط وما أحدثه من تحول اقتصادي واجتماعي شمل كل جوانب الحياة في المملكة، وكان من مؤشرات هذا التطور أن المدارس منتشرة في كافة ربوع المملكة، كما أن التعليم في كل المملكة مجانيا للجميع في كل مراحله وأنواعه، وقد وصلت نسبة الملتحقين بالمرحلة الابتدائية إلى 99% وهو ما أدي إلى انخفاض نسبة الأمية بين الرجال والنساء، وحقق المساواة بينهما في فرص التعليم المتاحة.
5- رافق كل تلك الإنجازات ما لحق بالمناهج من عمليات تطوير تواكب أحدث النظم العالمية، إضافة إلى تبني سياسات تقويم تركز على الكفايات الأساسية، مع التوسع في إنشاء المدارس المتطورة المزودة بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة والتجهيزات المعدة لأغراض التعليم، ولم تغفل المملكة عن دور المعلم كحجر زاوية في هذه العملية فتم تحسين إجراءات اختيار المعلمين والمعلمات، وتحسين دخولهم المادية وأوضاعهم الوظيفية.
التعليم حاليا في المملكة
رغم الإنجازات الكبيرة في قطاع التعليم في المملكة، يواجه تحديات حديثة مثل العولمة والمنافسة العالمية التي تضطر أي نظام تعليمي يسعى للتطور ومواكبة الثورة المعرفية الحاجة إلى تعلم مهارات جديدة، وبالتالي يجب إدراج ما يسمى بـ “اقتصاد المعرفة” ضمن الاقتصاد العام للدولة، وهذا يتطلب رؤية جديدة يمكن تحقيقها من خلال المدرسة والمناهج التدريسية والمعلم الكفء الذي يقوم بعملية التدريس.
– أصبح قطاع التعليم في المملكة من القطاعات الحيوية الأكثر ارتباطًا بالمجتمع والاقتصاد، حيث يساهم في جعل الاقتصاد يعتمد على متعلم يمتلك المهارات الحديثة ولديه جوانب إبداعية وقادر على العمل والإنتاج في شتى المجالات.
يتم حاليًا الاعتماد في التعليم في المملكة على نظام معرفي يعزز الاعتماد على المصادر الآمنة والموثوقة، بالإضافة إلى تنمية الانتماء العربي وتأكيد الهوية الإسلامية.
التعليم في المملكة والرؤية حتى عام 2030
قدمت الحكومة السعودية رؤية المملكة 2030 شملت جميع قطاعات الدولة بما في ذلك التعليم الذي يعد الركيزة الأساسية للتنمية في أي دولة. وألتزمت رؤية 2030 في مجال التعليم بعدة التزامات، بما في ذلك توفير نظام تعليمي يسهم في تعزيز الاقتصاد وسد الفجوة بين خريجي التعليم العالي واحتياجات سوق العمل، وتطوير التعليم العام لتحقيق تقدم الطلاب في المملكة، وتحقيق التصنيف المتقدم للتعليم في المؤشرات العالمية للتحصيل التعليمي.
تؤكد رؤية 2030 على تحقيق هذه النقلة النوعية من خلال تطوير المناهج التعليمية، وتعزيز دور المعلم وتأهيله لمواكبة المستويات العالمية ورفع كفاءة أدائه التشغيلي، وقياس مستوى مخرجات التعليم بشكل سنوي، وتطوير المعايير الوظيفية لكل مسار تعليمي.
يتمحور مفهوم التعليم حول المتعلم وليس حول المعلم، ويتم التركيز على تنمية المهارات والإبداع في بيئة تعليمية محفزة وجاذبة لتحقيق هذا الهدف.
المبادرات والمشاريع الرئيسية لتطوير التعليم في المملكة
يهدف مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام
تأسيس شركة حكومية لتطوير الخدمات التعليمية.
برنامج لتطوير المدارس وإدارات التربية والتعليم.
4ـ برنامج المعايير الوطنية والمؤشرات والتقويم.
الاختبارات الوطنية والتقييم الدوري لمستوى التعليم.
6- برنامج اختيار وتأهيل القيادات التربوية.
هناك برامج متعددة تهدف إلى تطوير اللغة العربية والإنجليزية وتعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
يشمل التطوير التعليمي في مرحلة الطفولة المبكرة وبرامج التربية الخاصة.
9- البوابة الوطنية للتعليم والمدرسة الافتراضية وأكاديمية التطوير المهني الافتراضية.
10- برنامج التطوير المهني للمعلم الجديد.