لا شك أن السلطان محمد الفاتح قبل بناء قصر الباب العالي المشهور أو توباكي، بنى قصرا جميلا ورائعا يدعى “إينالي كواك” في منطقة هاس كوي بمدينة اسطنبول التراثية، ولا يعرف تاريخ بناء هذا القصر المبدع على المنحدرات المشجرة والمروج الخضراء داخل غابة مبدعة على الساحل، والتي غزاها الفاتح.
حسب الرحالة الشهير أولياء جلبي، يقال إنه تم بناؤه في زمن السلطان محمد الفاتح ليكون مسكنا قبل بناء توباكي والانتقال للإقامة فيه كقصر لسلاطين الدولة العثمانية. بخصوص بنائه، هناك آراء متباينة، حيث يقول البعض إن الأمر قد تم بواسطة قائد الأسطول البحري التركي آنذاك، خليل باشا، في عام 1613، ويقول البعض الآخر أن ذلك غير صحيح دون تحديد تاريخ البناء ومنفذه. ولكن يعتقد بشكل أكثر ترجيحا أنه كان أول قصر سكنه السلطان محمد الفاتح بعد الفتح. ومن المعروف أن القصر اكتسب اسمه من الأشجار التي توجد في حديقته، وتعرف المرايا الحور بأنها مجموعة من المرايا التي أهداها الفنريك للسلطان أحمد الثالث بعد معاهدة باساروفجة، وذلك للسماح للأتراك بالاحتفاظ بمنطقة مورا. وتم ذلك وفقا لتلك المعاهدة في عام 1715، أو بالتقريب في القرن الثامن عشر. ويعتبر هذا القصر من بين القصور البسيطة جدا، حيث يتميز بأسلوب ديكور بسيط جدا وتصميمات داخلية ونوافذ كبيرة وأثاث داخلي..
يتميز هذا القصر بالفرادة والجمال، وموقعه المميز وسط الحديقة، وتصميمه على شكل مربع يتألف من عدد من الأعمدة، ويتوجه بقبة. يتألف الواجهة من 12 شباك كبير ومتوسط الحجم، ويوجد باب خشبي كبير في الوسط. أمام الباب، توجد نافورة صغيرة وفوقها مظلمة تقف على أربعة أعمدة. وتحتوي الحديقة على عدة نوافير، جميعها مصنوعة من المرمر الخالص وتتميز بحجمها البسيط. تمت أعمال ترميم كثيرة في القصر على مر العصور المختلفة، وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي، تم تجديد تصميم الحديقة وتجديد مبنى القصر في عهد السلطان العثماني سليم الثالث.
كان القصر يتم استغلاله من اجل المناسبات و الاحتفالات في فترة عصر الخزامي هي تلك الفترة التي بدأت فيها الدولة العثمانية معاهدة باساروفجة بينها و بين النمسا في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي عام 1716 و استمرت لعام 1730 حتى تمرد باترونا خليل أما القرن من الداخل مزين ومزخرف بالذهب والنقوش البسيطة غير المتكلفة ، تم تسمية القصر بقصر مرآة الحور نجد في القصر من الداخل عدد من المرايا شديدة البهاء مع عدد من القاعات المختلفة والغرف عم القصر منذ القرن الثامن عشر الخراب أثناء عهد السلطان عبدالحميد الثاني و تم إصلاحه من قبل الوزير يوسف باشا Yusuf Paşa بعد اعلان الجمهورية التركية تم هجر القصر لسنوات طويلة لتعيد وزارة السياحة فتح وتجديد القصر و فتحه كمزار سياحي كبير لمن يهوى القصور العثمانية والمباني العثمانية المبدعة.
يسمح القصر ومكانه المتفرد وسط غابة الأشجار بالتقاط الصور الفوتوغرافية الجميلة لمحبي فن التصوير الفوتوغرافي، القصر مقسم من الداخل إلى جزء خاص بالنساء يسمى جناح Mabeyn Daireleri والجزء الآخر لاستقبال القادة وجزء السلطان. بعد معركة البندقية العثمانية داخل القصر، أضيفت المرايا ليعرف القصر باسم قصر مرايا الحور. تشجع وزارة السياحة التركية زيارة القصر الهادئ الذي يمتاز بالجمال الشديد والبساطة والتميز الكامل، حيث يعتبر متحفا مفتوحا كسائر القصور العثمانية
العنوان : Camiikebir, 34440 Beyoğlu/İstanbul
إذا كنت من عشاق المباني العثمانية التراثية، فلا يمكنك تفويت زيارة هذا القصر الفريد من نوعه..