انواع البكاء في علم النفس
يعد البكاء من الردود الطبيعية للإنسان، فجميعنا يبكي من حين لآخر، وقد ينزل دموعنا بدون إرادة أحيانا، ورغم الشعور بالراحة بعد البكاء غالبا، إلا أننا قد نشعر بالخجل من الإفصاح عن حاجتنا للبكاء، ونحاول دائما منع دموعنا من السقوط، خاصة أمام الآخرين في الأماكن العامة، ونعتبر ذلك علامة ضعف.
قد يتسبب بعض الوقت تورم العينين بسبب الدموع، ولكن الحقيقة هي أن هذه الدموع تعود بفوائد كثيرة لصحتنا بشكل عام، وأن الكبت هو الذي قد يضر بنا.
فوائد البكاء
تشير دراسة علمية مثيرة للاهتمام إلى أن التركيبة الكيميائية للدموع تختلف، لأن هناك دموع عاطفية وتحسسية ناتجة عن التعرض للغبار. وتشير الدراسة إلى أن الدموع العاطفية تحتوي على نسبة عالية من البرولاكتين والأي سي تي أتش، وهذين الهرمونين يفرزان في الدم عند تعرض الشخص للضغط، مما يجعل البكاء وسيلة جيدة للتخلص من الضغط وهذه المواد.
وجدت هذه الدراسة أن نسبة البكاء عند النساء أعلى بمقدار خمسة أضعاف من الرجال، وذلك بسبب وجود هرمون البرولاكتين في أجسام النساء بكميات أكبر منه في أجسام الرجال، وهو المسؤول عن إفراز الحليب لدى النساء. وأكد الدكتور فري أن الحزن هو المسؤول عن أكثر من نصف معدل الدموع التي يذرفها البشر، بينما تسبب مشاعر الفرح في حوالي 20% منها فقط، وتعتبر مشاعر الغضب الثالثة في زيادة دموع البشر.
أنواع الدموع
ومن أهم أنواعها
الدموع المطرية
من أهم خصائص هذه الدموع هو الحفاظ على رطوبة العين والحفاظ على صحتها، كما تساعد العيون على الحركة بسلاسة في تجويف العين، وتحتوي هذه الدموع على العديد من الأملاح والإنزيمات التي تقتل الكائنات الدقيقة الضارة الموجودة في العين.
الدموع التحسسية
تتألف (6808) من نفس مكونات الدموع المطرية، وفي هذا النوع يتم زيادة كمية الدموع التي تفرزها الغدد الدمعية لحماية العين من الأوساخ والتلوث، ويزداد إفراز هذه الدموع في فترات معينة من العام عندما يتعرض العين لمثيرات مختلفة مما يسبب التحسس والتهيج.
دموع العواطف
يفرز الإنسان هذه الدموع نتيجة للأحداث العاطفية، وتتكون هذه الدموع من نسبة من الهرمونات والبروتينات، ومادة الأندروفين التي تعمل كمسكن طبيعي للألم، وتساهم في التخلص من الأوساخ والمواد السامة في العين، كما تساعد في تخفيف الضغط النفسي عن الشخص.
فوائد الدموع
وهي تتلخص في التالي :-
التخلص من التوتر
وجدت بعض الدراسات أن البكاء العاطفي يقوم بتنشيط الجهاز العصبي اللاودي، مما يساعد على الاسترخاء والهدوء والتحكم في الانفعالات ويخفض الحزن.
كما انه يساهم في تخفيف الألم
يؤدي البكاء إلى إفراز هرمونات مثل الإندورفينات والإكستاسين، والتي تعمل على تخفيف الشعور بالألم الجسدي والعاطفي.
كما انه يساهم في تحسين الحالة المزاجية
يحدث ذلك بسبب إفراز الجسم للأندورفينات والأوكسيتوسين.
التخلص من السموم
يشير العلماء إلى أن الدموع قد تنتج بسبب التخلص من الجراثيم أو الأجسام الغريبة مثل الأتربة والبخار، أو بسبب العواطف وإفراز هرمونات القلق، ولكن هذه النقطة تحتاج إلى دراسات إضافية لتأكيدها.
محاربة البكتيريا
يتم إفراز إنزيم الليزوزيم المضاد للبكتيريا في الدموع، وهذا قد يسبب ذلك في تفادي العدوى .
يساعد على النوم
أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2015 أن بكاء الأطفال الرضع لبضع دقائق قبل النوم يحسن من جودة وكمية نومهم، مما يقلل من عدد مرات استيقاظهم خلال الليل، ولكن لا يزال هذا الموضوع يحتاج للدراسة الإضافية للتأكد من تأثيره على الأشخاص البالغين.
يجلو البصر
تعمل الدموع الأساسية على ترطيب العين ومنع جفاف الأغشية المخاطية، مما يساعد على تحسين الرؤية وجعلها أكثر وضوحًا، حيث يمكن أن يؤدي جفاف هذه الأغشية إلى اضطراب الرؤية.
يجب الانتباه إلى أن البكاء المتكرر، الذي يحدث بدون سبب ويكون خارج السيطرة، قد يكون له آثار عكسية وقد يكون عرضا لمشكلة خطيرة مثل اكتئاب ما بعد الولادة أو الاكتئاب أو اضطرابات ما بعد الصدمة، وفي تلك الحالات ينصح بالتوجه إلى الطبيب.
سرعة البكاء في علم النفس
علم النفس يفسر أن سرعة البكاء ترجع إلى العوامل الاتية:
– علم النفس يشير أن الأطفال هم أكثر المخلوقات بكاء، وذلك يرجع للفطرة الإنسانية التي خلقها الله لديهم.
تبكي النساء عادة أكثر من الرجال بسبب زيادة إفراز الغدد الدمعية لديهن مقارنة بالرجال.
أظهرت بعض الدراسات أن النساء يُظهرن هذه الحالة الفسيولوجية بشكل أسرع من الرجال، وذلك بسبب حساسيتهن الشديدة والتأثر الأكبر لديهن مقارنة بالرجال.
أشارت الدراسات الطبية إلى أن معدل هذه الظاهرة عند الرجل يحدث مرة في الشهر، أما لدى المرأة فتتراوح بين خمس مرات شهريًا.
فيما يخص تربية الرجل، فإنها تختلف عن تربية المرأة في المجتمعات الشرقية، حيث تعتبر هذه الظاهرة عيبًا عند الرجال، وبالتالي يمتنع الرجل عن الإفصاح عن مشاعره.