اقتصاد العالممال واعمال

الفرق بين الناتجين المحلي والقومي وعلاقته بمستوى المعيشة

يحدث الكثير من الخلاف بين الخبراء والمتخصصين حول الفرق بين الناتج المحلي الإجمالي والناتج القومي الإجمالي، وما تدل عليه كل منهما والفروق بينهما، وسنوضح ذلك بشيء من التفصيل فيما يلي

الاختلاف بين الناتج المحلي الإجمالي والناتج القومي
1- الفرق الأول بين إجمالي الناتج المحلي والناتج القومي، هو أن الناتج المحلي يتم تحديده وفق موقعه وفقط، أي أن الناتج المحلي هو كل ما ينتجه مواطنو البلد داخل البلد ذاتها، بينما الناتج القومي هو ذاك العائد المادي الذي يتم انتاجه وفق الملكية، أي أن الناتج القومي هو كل ما ينتجه مواطني بلد ما بالداخل أو بالخارج.

الفرق الأساسي بين الناتج المحلي الإجمالي والناتج القومي الإجمالي يكمن في أن الأول يشمل المنتجات التي يتم إنتاجها في حدود دولة معينة، بينما يشمل الثاني المنتجات التي يتم إنتاجها في الداخل أو الخارج بمؤسسسات ومنشآت تملكها مواطنون دولة معينة.

3- قد تتفق نسبة قياس كلا من الناتج المحلي والقومي الإجمالي يتساويان في حال ما كانت كل تلك المنشآت الموجودة داخل الدولة، يملكها مواطنو الدولة نفسها، مع التأكيد على أن هؤلاء المواطنون كذلك لا يملكون أي منشآت خارج نطاق الدولة؛ بينما الملكيات الأجنبية غالبا ما تجعل الناتج المحلي الإجمالي والناتج القومي الإجمالي غير متطابقين.

في حالة إنتاج المنتج داخل نطاق دولة معينة عبر مؤسسات تمتلكها أشخاص أجانب من خارج الدولة، يتم احتساب ناتج تلك المؤسسات ضمن نسبة مقاييس الناتج المحلي الإجمالي وليس الناتج القومي الإجمالي.

إذا تم إنتاج السلع خارج نطاق الدولة من قبل مؤسسات مملوكة لمواطنين من تلك الدولة، فإن ذلك الإنتاج يتم حسابه ضمن نسبة الناتج القومي الإجمالي وليس الناتج المحلي الإجمالي.

العلاقة بين مستوى المعيشة والناتج المحلي
لا يوجد علاقة بين الناتج المحلي الإجمالي ومستوى المعيشة، ولا يمكن استخدام الناتج المحلي الإجمالي كمؤشر لمستوى المعيشة الاقتصادية بأي حال من الأحوال.

الغريب في الأمر هو استخدام الناتج المحلي عادة لقياس مستوى المعيشة، على الرغم من انه يتعارض مع مبادئ ونظريات الاقتصاد؛ ولكن السبب في ذلك يكمن في أن جميع المواطنين يستفيدون من زيادة الإنتاج في بلدهم فيما يتعلق بتوافر السلع والمنتجات، ومعايير العرض والطلب وغيرها

تتضمّن نظريات الاقتصاد في هذا المجال أيضًا أنّ الناتج المحلّي الإجمالي للفرد لا يمكن اعتباره مؤشّرًا للدخل الفردي.

لا يتوجب بالضرورة على معايير قياس الناتج المحلي الإجمالي أن ترتبط بشكل مباشر بمستوى المعيشة، حيث يمكن أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي ويزداد دون أن يرتفع الدخل الحقيقي لأغلبية المواطنين.

رغم أن الناتج المحلي الإجمالي لا يقيس مستوى المعيشة، إلا أنه يتميز بقدرته على قياسها بشكل متكرر وأكبر وأكثر ثباتًا عند استخدامه لذلك الغرض، وهي معايير يفهمها الاقتصاديون بشكل جيد.

يتم استخدامه كمقياس ثابت في الدول التي تعرض بيانات عن الدخل المحلي الإجمالي كل ربع سنة، لكي يتمكنوا من ملاحظة التغييرات بسرعة وكفاءة والتوجهات، ويمكن أيضا استخدامه لقياس الناتج المحلي الإجمالي بشكل أوسع لأن مقاييس الناتج المحلي الإجمالي تتوفر في معظم دول العالم، وهذا يسمح بالمقارنة، ويتم حسابه بشكل ثابت نظرا لأن التعريف الخاص بالناتج المحلي الإجمالي يعتبر ثابتا في معظم دول العالم.

3- رغم تلك المميزات التي قد تنتج عن استعمال الناتج المحلي في قياس مستوى المعيشة، إلا أن هناك من السلبيات أنه لا يمثل تلك النسبة بالشكل الأمثل؛ إذ أن الذي من المفترض أن يمثل مستوى معيشة الفرد بحق هو الناتج القومي للفرد، بينما ما يمكن الاحتكام إليه لقياس مستوى المعيشة في دولة ما بشكل عام هو الناتج القومي الإجمالي.

يتضح من ذلك أن هناك فرقًا كبيرًا بين الناتج القومي والمحلي، وعند قياس مستوى معيشة الفرد أو المجتمع يجب الاعتماد على الناتج القومي وليس المحلي، وعلى الرغم من أن الناتج المحلي له بعض المزايا إلا أنه لا يعكس بدقة مستوى معيشة المواطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى