يترك العرب الكثير من تراثهم الثقافي والاجتماعي في قصائد تصف الحياة التي كان العرب يعيشونها، وتتميز هذه القصائد بدقتها في المعنى وغزارة الخيال، وتعكس بصدق حياة العرب في عصرهم قبل الإسلام، ومن بين تلك القصائد التي يعتبرها نقاد الأدب والرواة قمة الشعر العربي، هي المطولات أو المعلقات، وهي التسمية الأكثر شهرة في دراسة تاريخ الأدب العربي، فما هو الفرق بين المعلقات والقصائد؟ وما هي المعلقات؟
تعريف المعلقات لغة واصطلاحا
العلق هي الحلية التي يكرم بها الشخص، وتستخدم اللفظة “علق” للإشارة إلى المال الثمين الذي يتم تكريم الشخص به، ويستخدم المصطلح “علق” أيضًا للإشارة إلى النفيس من كل شيء، وفي حديث حذيفة، جاءت “العلق” بمعنى النفيس عندما قال: “فَمَا بَالُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْرِقُونَ أَعْلَاقَنَا.
المعنى الاصطلاحي للمعلقات، هي قصائد من العصر الجاهلي (قبل الإسلام) ويقال إن عددها بلغ السبع أو العشر، وبرزت فيها بجلاء خصائص الشعر الجاهلي، حتى عدها نقاد الأدب ودارسوها أنها أفضل ما وصلنا عن الجاهليين من آثار أدبية.
تتميز المعلقات بعلاقة ترابط واضحة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، إذ تعتبر قصائد نفيسة وصلت إلى ذروتها في اللغة والخيال والفكر والموسيقى، وتعكس نضج التجربة.
سبب تسميتها بالمعلّقات
هناك عدة أقوال حول سبب تسمية المعلقات بهذا الاسم، ومن بين هذه الأقوال، قال ابن عبد الربّه وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم إن الأقدمون استحسنوا هذه القصائد وكتبوها بمداد الذهب وعلّقوها بين أستار الكعبة المشرّفة. ولذلك يطلق على معلقات أمرئ القيس ومعلقات زهير وغيرها من المعلقات السبعة، تسمية “المذهّبات.
هل علّقت حقا على الكعبة
تحوي كتب التاريخ آراءً متعددة للعديد من الأشخاص الذين أثبتوا أنها علقت بالفعل على أسوار الكعبة، ومن بين هؤلاء ابن عبد ربّه وابن رشيق والسيوطي وياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون، وذكر ابن الكلبي أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة.
كما تحفل أيضا كتب التاريخ بآراء النافون للتعليق، ومنهم من الأقدمين أبو جعفر النحّاس، ومن المستشرقين المحدثون كارل بروكلمان، ونولدكه، وهو ما ذهب إليه أيضا الدكتور شوقي ضيف ، الذي برر رأيه بأنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم، إذا أن العربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة، وكذلك نفي تعليق المعلقات مصطفى صادق الرافعي، والدكتور جواد علي.
خصائص القصائد المعلقات من الشعر الجاهلي
1 – تصوير جيد البيئة الجاهلية.
2- صدق التعبير.
3- استخدام الوصف الحسي بكثرة في وصف الأشخاص والأشياء .
4- تتعدد الموضوعات في القصيدة الواحدة.
تحتوي على موسيقى هادئة في بعض الأحيان وصاخبة في الآخر.
تتميز بلغة فاخرة في التراكيب ومعاني صعبة.
أغراض شعر المعلقات
الاعتزاز والحماسة، الشعر الغزلي، النعي، الوصف، المديح، الهجاء.
ما هي القصيدة
تعرف القصيدة وفقًا لتعريفها الكلاسيكي على أنها موضوع شعري مكون من عدد من الأبيات، وتحتوي على خصائص تتغير مع تغير العصور، وفي العصر الجاهلي كانت القصيدة واحدة من أهم الفنون المنتشرة.
تعرف القصيدة على أنها شعر غنائي يتناول مواضيع مختلفة، مثل الغزل والمدح والهجاء والرثاء والفخر والحماسة، وأيضًا للبكاء والحزن.
تُعد القصيدة واحدة من أنواع الأدب العربي التي تنقسم إلى شعر ونثر، وتُركّز على عنصرين أساسيين هما الوزن والقافية.
أنواع القصائد
هناك عدد كبير من أنواع القصائد الشعرية، بما في ذلك
1 – القصائد العمودية
القصيدة العمودية هي قصيدة شعرية تتألف من مجموعة من الأبيات، حيث يتكون كل منها من مقطعين يسمى الأول الصدر والثاني العجز، ويتكون من تفعيلات موزونة ومنتظمة.
2- قصائد التفعيلة
يعرف شعر التفعيلة أيضًا باسم الشعر الحر، وهو الشعر الذي يعتمد على نظام السطر الشعري وليس نظام البيت الواحد، ويتكرر فيه التفعيلة عدة مرات في السطر الواحد، دون الالتزام بالقافية.
3- قصائد النثر
تتألف قصيدة النثر من جمل قصيرة أو مقاطع تشكل فقرة أو أكثر، وهي نص سردي يعتمد على صور شعرية مبتكرة وإيقاع داخلي.
4- قصائد الشعر الحر
يُعَدّ الشعر الحُرّ طريقةً للتعبير عن الأفكار والمشاعروالقضايا التي يواجهها الإنسان المعاصر، بما في ذلك الطموحات والنزعات والقضايا المختلفة، ويتميّز قصيد الشعر الحُر بالحرية في الوزن والتدوير وعدم الالتزام بالقافية.