هناك الكثير من الأشياء التي لا يمكن أن نعيش بدونها في هذه الحياة، حتى تكون حياة سوية وتحترم إنسانيتنا. ومن أهم هذه الأشياء القيم والمبادئ والمعتقدات. يعتقد الكثيرون أنها تعني نفس الشيء، ولكن الحقيقة أن كل كلمة منها لها معنى مختلف تماما عن الأخرى، ولها أهمية في حياتنا. لا يمكن أن تكون هذه الحياة إنسانية إلا إذا احترمنا وجود هذه القيم والمبادئ والمعتقدات المتنوعة بين الشعوب والبشر.
مفهوم القيم
- يحمل كل شيء في هذه الحياة قيمة، سواء كانت مادية أو معنوية وعلى الرغم من التفاوت في قيمتها من شيء إلى آخر، يجب أن تكون لكل شيء قيمته الخاصة في النهاية.
- كلما كانت الشيء له قيمة أكبر، كان له مكانة أكبر، ويرغب الناس فيه بشكل ملح وضروري في هذه الحياة.
- وبالإضافة إلى ذلك، فإن القيمة هي أكبر وصف يمكن استخدامه لوصف كل الأشياء.
- لذا، فإن القيمة هي من بين الصفات الأكثر أهمية، حيث نصف الإنجازات العلمية بأنها ذات قيمة، ونصف التأثيرات التاريخية بأنها ذات قيمة عظيمة، بالإضافة إلى الصفات التي يتميز بها الأشخاص والعملات القديمة والحديثة والأشياء التي تقدم لنا من قبل أحبائنا.
- إذا أردنا تعريف القيم من منظور إنساني، فسنجد أنها تشير إلى مجموعة من الأخلاق التي تنظم المجتمع البشري، وتساعد على تنظيم التفاعلات بين الأفراد وتأثيرها الإيجابي على المجتمع.
- فنقول : تُمثِّل القيم الدينية مجموعة من القواعد والأحكام التي تساعد الإنسان على معرفة الصواب والخطأ ودوره في بناء هذا المجتمع بطريقة صحيحة وسليمة .
- تشمل القيم الأخلاقية الأشياء التي لا ترتبط بالدين أو المعتقدات، بل تتفق عليها مختلف المجتمعات بغض النظر عن أديانهم أو معتقداتهم.
- يجب أن يكون مرجع المجتمع هي القيم في المقام الأول، لأنها تحدد الحدود في التعامل بين الناس، حتى في التعامل مع الطبيعة والحيوانات.
- على الرغم من ذلك، فإن تطبيق هذه القيم يعتمد بشكل كبير على اقتناع الفرد بها، فإذا كان الفرد مقتنعًا بها تمامًا، فسوف يطبقها بكل جدية، والعكس صحيح أيضًا.
- يقسم العديد من الأبحاث إلى قسمين، واحد يتعلق بالقيمالفردية والآخر يتعلق بالقيم الجماعية، وتعني القيم الفردية القيم التي يؤمن بها الشخص بشكل فردي.
- تشمل القيم الجماعية الأوثق التي يمارسها الأفراد في المجتمع، مثل التراث والعادات والتقاليد والتعاليم الدينية والعلاقات الاجتماعية بين الأفراد ومستوى ثقافتهم وتعليمهم وغيرها من القيم الجماعية.
مفهوم المبادئ
- إذا تعرفنا على مفهوم المبدأ، فسنجد أن اسمه يعبر عنه، إذ أنه يشير إلى أصل الشيء أو المرجع الذي ينبثق منه.
- فإن الله عز وجل سمى نفسه المُبدِئ لأنه هو الذي بدأ خلق الكون كله وصنعه، وهو أصل كل شيء.
- وأن قلنا مبدأ اللغة أي أصلها والقواعد ، والمعلومات التي تأسست عليها ، كذلك الحال في بدأ العلم أي المعلومات الأولى التي وصلتنا عنه ، أما عن المبادئ الأخلاقية فهي القناعات ، والأشياء التي أسس عليها المجتمع وبدأ بوضع أخلاقه عليها ، أو القواعد الأساسية للأخلاق ، التي يسير وفقها المجتمع كله.
- تشير المبادئ بشكل عام إلى مجموعة من القواعد والقوانين الرئيسية التي توضح كيفية عمل السلوكيات الخاصة والأحداث العامة، وتبيّن منطلقاتها ومرتكزاتها.
- يمكننا من خلال هذا المفهوم فهم معنى أن تعتمد مؤسسة مبدأً معينًا في عملها، مثل مبدأ المساواة أو الحرية.
- يمكن تعريف المبدأ باستخدام مثال شهير يتم استخدامه بشكل عام عندما يعرض الناس فكرة ويحاولون جمع آراء الآخرين حولها، وعادةً ما يتفقون في المبدأ ويختلفون في التطبيق.
- إذا كان المبدأ هو الأساس، فالقواعد الثابتة في المجتمع.
مفهوم المعتقدات
- تعرف العقيدة بأنها القاعدة التي لا يمكن أن يشكك فيها من يؤمن بها.
- وعقيدة هي شيء يؤمن به الإنسان أو يكون لديه عقيدة به، وهو شيء ثابت وراسخ في قلبه وعقله، ولا يمكن تغييره أبدًا.
- مع ذلك، فإن تعريف العقائد لا يرتبط بصحتها أو باطلها، وبالتالي يجب على الأفراد احترام كل ما يعتقده الآخرون، حتى لو كان ذلك غير متفق مع عقيدتهم أو معتقداتهم.
- يشير مصطلح العقيدة في الغالب إلى العقائد الدينية، وهذا يجعل الكثيرين يعتقدون أن المعتقدات تقتصر على المعتقدات الدينية فقط، ولكن في الواقع، فإن المعتقدات تشمل كل ما يؤمن به الإنسان بإيمان راسخ لا يقبل الشك فيه، ويمكن له مناقشة الآخرين حول ذلك حتى يتعقلوا فيما بينهم.
- في حال وصول الأمر إلى النقطة التي لا يمكن فيها المناقشة، فإن هذا الأمر يسمى بالجزمية في اللغة العربية.
الفرق بين القيم والمبادئ والمعتقدات
إذا نظرنا بشكل عام إلى مفهوم القيم والمبادئ، قد يبدو لنا أن بعضهما متشابه، وقد يبدو لنا أن المبادئ والمعتقدات مشابهة بشكل كبير، ولكن الحقيقة هي أنهما مختلفان إختلافًا كبيرًا، ويتمثل هذا الإختلاف في عدة عناصر، مثل:
- عمومًا ، من الممكن التعرف على المبدأ والقيم من خلال التعريفات السابقة ، وبشكل مبسط يمكننا القول إن المعتقدات صعبة التغيير ولا يمكن تغيير المبدأ إلا بالاتفاق العام ، أما القيم فهي قابلة للتغيير بشكل طبيعي.
- يمكن تعريف المبدأ على أنه الشيء الثابت الذي لا يمكن مناقشته أو الجدل فيه، لأنه أصبح راسخا في داخل جميع الأفراد بغض النظر عن مجتمعاتهم. وهذا يشبه المبادئ العلمية، فالجاذبية الأرضية هي مبدأ علمي، ويتم تأكيد صحتها كلما سقطت شيئا على الأرض، حيث لا يحلق وإنما يسقط. ومع ذلك، عندما ننظر إلى القيم، نجد أنها تختلف من مجتمع إلى آخر، ويمكن أن تتغير في نطاق المجتمع الواحد نتيجة للتغيرات في الأحداث والظروف في المجتمع. والحقيقة هي أن هذه القيم قد تتغير من شخص لآخر وفقا لمعتقداتهم ومبادئهم التي تشكل الأساس لكل قيمة.
- المبدأ هو المؤسس الأول لجميع القرارات التي يتخذها الفرد في حياته على المستوى الفردي، وفي الواقع هو أيضًا المؤسس الأساسي للأهداف والسعي لتحقيقها على المستوى الجماعي.
- المبدأ” هو الأساس الذي يمكن بناء المجتمع عليه، ولا يمكن تغييره إلا إذا اتفق المجتمع كله على ذلك، لأنه يحمي المجتمع من الفوضى والتشتت والتناقض، وإذا لم يحدث اتفاق على المبدأ يصبح بلا جدوى ولا يعد مبدأ.
- المعتقد هو شيء لا يمكن تغييره أو استبداله أو تحويله في جوهره لدى من يؤمن به، أما المبدأ، فبالرغم من أنه أساس لشيء ما، إلا أنه يمكن تغييره أو استبداله بآخر. والقيم هي ثوابت أيضًا، لكنها تختلف في التطبيق من شخص لآخر، بينما المعتقد يبقى راسخًا في كل من يؤمن به.