مقارنةمنوعات

الفرق بين الخوف والخشية

الخوف هو حالة طبيعية ونفسية يشعر بها الكثيرون، ومن الملاحظ أن الخوف يعتبر من الأمور الطبيعية المتواجدة عند الإنسان منذ ولادته، ولكن درجة الخوف تختلف من شخص لآخر استنادا إلى ظروفهم وعمرهم. كما أن هناك العديد من أنواع الخوف التي تختلف في قوتها وتأثيرها، ويؤثر هذا الخوف على الهرمونات التي يفرزها الجسم وعلى طاقته وحيويته. ومن ناحية أخرى، يعبر المصطلح “الخشية” عن خوف شديد مرتبط بالذعر من ارتكاب معاصي تغضب الله، ويتم تفصيل الفرق بين الخشية والخوف في هذا المقال.

جدول المحتويات

الفرق بين الخوف والخشية

من الملاحظ أن هناك فرقا واضحا بين الخوف والخشية. الخشية هي الثقة والتأكيد في عظمة ما يخشاه الإنسان، وتكون دائما لله عز وجل دون أي مخلوق آخر. بينما نجد أن الخوف هو الخوف من التسلط والقهر والإرهاب المستمر، وغالبا ما يكون الخشية من الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم مرتبطة بأولئك الذين ينقلون رسالات ربهم وكذلك المؤمنين والعلماء. إنها خوف مرتبط بحالة من التعظيم، ويتضح ذلك في قول الله تعالى في كتابه العزيز: `إنما يخشى الله من عباده العلماء`. وكما جاء في القرآن الكريم أيضا قوله تعالى: `وأما من جاءك يسعىٰ وهو يخشىٰ` وقوله: `من خشي الرحمٰن بالغيب`. وكذلك أيضا قوله في كتابه العزيز: `وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا`.

وعلى الجانب الأخر يرى البعض أنه ليس هناك فرق واضح بين كل من الخشية والخوف، ولكن أهل العلم أكدوا على أن الخشية لاتكون عن علم واضح بالشيء والدليل على ذلك قول الله عز وجل في كتابه العزيز” إنما يخشى الله من عباده العلماء”، وذلك على عكس الخوف فالإنسان يخاف من الشيء دون أن يعلم عنه أي شيء على الإطلاق، وهناك فرق أخر بينهما يتضح من أن الخشية تكون لعظمة الله، بينما الخوف يحدث نتيجة لضعف الخائف حتى وإن كان المخوف ليس شخص عظيم.

يؤكد الفيروز ابادي أن الخشية أعم من الخوف، وأن الخوف ينبع من المعرفة، ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “إني أتقاكم الله وأشدكم له بالخشية”، وأن الخوف هو حركة، بينما الخشية هي حالة من الانقباض والسكون، وأن الخوف يشمل جميع المؤمنين، في حين أن الخشية تخص العلماء والعارفين فقط، ويؤكد أيضا أن الهيبة تكون للمحبوبين والوجل للأشخاص المقربين، ولذلك، يتوقف الخوف والخشية على العلم والمعرفة، وفي هذا السياق، يقول سيدنا محمد في حديثه “لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولكنتم بكيتم كثيرا، وسوف تتلذذون بالنساء في الأسرة، وستذهبون إلى الصعود لتتوسلون الله”، ومن ذلك يتضح أن من يخاف يهرب ويتمسك، بينما من يخشى يلجأ إلى العلم والمعرفة.

أهم أنواع الخوف

عادةً ما يكون الخوف متعدد الأنواع، بينما تكون الخشية موجهة دائمًا لله عز وجل، ومن بين الأنواع المختلفة للخوف:

الخوف من الأماكن المزدحمة والمتسعة هو نوع من الخوف ينتشر بشكل كبير، ويصيب السيدات أكثر من الرجال، ويتمثل هذا الخوف عند الأشخاص المصابين به في الشعور بالقلق والتوتر الشديدين عند وجود الكثير من الأشخاص حولهم، ويحدث ذلك في الأماكن العامة مثل المساجد والكنائس والقطارات والطائرات، وقد يترافق هذا النوع من الخوف مع فقدان الوعي والاكتئاب المستمر.

2- يظهر خوف الحيوانات في مراحل مبكرة من العمر، بالتحديد قبل سن البلوغ، ويصاحب هذا الخوف الحيوانات والحشرات المختلفة والكلاب والقطط، بالإضافة إلى الصراصير والعناكب.

3- يعاني الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الأطباء والمرض من الوسواس بالإصابة بالعديد من الأمراض. يشعرون بخوف شديد من ذلك حتى عند ذكر أسماء تلك الأمراض أمامهم. على سبيل المثال، السرطان والأمراض النفسية الخطيرة مثل الجنون. كما يخافون أيضا من الموت وزيارة الأطباء، وخاصة طبيب الأسنان، حيث يشعرون بحالة كبيرة من الهلع حتى عند رؤية أطباء الأسنان.

الخوف بشكل عام، والذي يصاحبه الخوف من أي شيء حوله، حتى وإن كان بسيطا مثل الخوف من السير في الظلام أو الخوف من البرق والرعد، وكذلك الخوف من سماع أي صوت غريب يحيط به، وغيرها من الأشياء الأخرى التي قد تكون بسيطة في معظم الأوقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى