الحياة الزوجيةنسائيات

الفرق بين الخلع والطلاق

الزواج، كما هو معروف، هو الإطار الشرعي الذي ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة، وهو الوسيلة التي يمكنهما من خلالها العيش معا وبدء حياة جديدة ومشتركة بينهما. يقوم الزوجان فيه بتحمل المسئولية وتبادل الحب والود، ولكن في بعض الأحيان تنشأ بعض المشاكل والنزاعات بينهما. بعضها يمكن حله وتخطيه، وبعضها الآخر قد يكون صعبا ويتطور إلى الأسوأ، حيث لا يستطيع الزوجان التفاهم. وبالتالي، تتحول تلك الخلافات والنزاعات إلى وضع مستمر يجعل الزوجين يشعرون بأنهما يعيشان في جحيم لا يطاق، ويصبح من المستحيل استمرار الحياة الزوجية بينهما. ولذا، قد يضطرون إلى الانفصال، ويوجد نوعان رئيسيان للانفصال الزوجي وهما الطلاق والخلع.

تعريف الخلع :- يتم تعريف الخلع على أنه الانفصال بين الزوجين، ولكن يكون بناء على دعوى قضائية تقدمها الزوجة بشكل محدد للمحكمة. وتحدث الخلع لعدة أسباب مثل كراهية الزوجة لزوجها أو خوفها من عدم أداء واجباته تجاهها، أو العكس أيضا، حيث يحدث تقصير الزوج في حقوقها. يتطلب الخلع شرطا واحدا، وهو أن تعيد الزوجة نفسها للزوج من خلال إرجاع المهر أو تقديم تعويض له. يعتبر الخلع حكما غير قابل للاستئناف عند صدوره، وفي الدين الإسلامي، يسمح به، ولكنه غير محبذ، إذ أذن الله به للحد من المشاكل التي قد تنشأ بين الزوجين وتجعل استمرار العشرة بينهما غير ممكن .

تعريف الطلاق :يعني الطلاق في المصطلح اللغوي الانفصال بين الزوجين، ويتم بناء على رغبة ورضا الزوج من خلال إنهاء العلاقة الزوجية، وقد يكون سبب الطلاق هو نفس السبب في الخلع مثل بغض الزوجة أو عدم تحقيق حقوقها، أو بسبب عدم رغبة الزوج بالزوجة، وينقسم الطلاق إلى نوعين رئيسيين

النوع الأول :- الطلاق الرجعي هو نوع من أنواع الطلاق، حيث يحق للزوج إرجاع زوجته إلى عصمته وذمته خلال فترة العدة الشرعية، دون حاجة لموافقة الزوجة على العودة. وخلال فترة الطلاق الرجعي، تبقى الزوجة في بيت الزوجية، وعند إرجاع الزوج لزوجته، لا يلزمه دفع مهر جديد أو عقد قران جديد .

النوع الثاني :- – الطلاق البائن: هو نوع من أنواع الطلاق الذي تغادر فيه الزوجة بيت زوجها لتقضي فترة العدة الشرعية، وفي هذه الحالة، يجب على الزوج عندما يعيدها إلى عصمته أن يعقد عليها عقد زواج جديد وأن يقدم لها مهرا جديدا، وفي هذه الحالة، يكون قبول المرأة للعودة شرطا أساسيا عكس الطلاق الرجعي. ومن المهم أنه عندما يتم طلاق الزوجة ثلاث مرات، فلا يحق لها أن تعود إلى زوجها إلا بعد أن تتزوج رجلا آخر ويدخل بها في زواج شرعي كامل، ثم يطلقها لتقضي فترة العدة الشرعية منه، وفي هذه الحالة، يمكنها العودة إلى الزوج الأول، وهذا ما يسمى بالبينونة الكبرى. وحكم الطلاق مباح ولكنه مكروه بالطبع .

أهم الفروق بين الخلع والطلاق :- هناك عدة اختلافات بين الخلع والطلاق، بما في ذلك

أولاً :- – الخلع: هو القرار الذي يصدره قاضي المحكمة لإنهاء عقد النكاح بناء على طلب من الزوجة، ويشترط فيه عند التراجع أن تتنازل الزوجة عن جميع حقوقها المالية لدى زوجها، ويشتمل ضمن شروطه في عملية الإرجاع على رضا الطرفين وأن يقوم الزوج بعقد قران ومهر جديدين .

ثانياً :- – الطلاق: وهو ذلك الانفصال الذي قرره الزوج وبدون اللجوء إلى المحاكم وبدون أي مردودات مالية من طرف زوجته ولا يشترط في جميع الحالات منه أن يتم عقد قرانه وتقديم مهر جديد إلى زوجته عند عودته إليها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى