خلق الله العديد من المخلوقات بغرض واحد وهو عبادة الله، وهناك من اتبع أوامر الله ونال رحمته، وهناك من عصى أمر ربه وعقابهم هو النار. وفي هذه الكلمات، نسلط الضوء على ثلاثة مخلوقات خلقها الله ونوضح الاختلاف بينها، وهم الجن والشيطان وإبليس.
الفرق بين الجن والشيطان وإبليس
من هم الجن
الجن هو مصطلح يطلق على جميع المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى من النار، ويطلق عليهم جن لأنهم يستترون بمعنى يختفون عن الأنظار ولا يمكن رؤيتهم، وهناك جن مؤمن وجن كافر، والجن المؤمنون هم الذين تم ذكرهم في سورة الجن، أما الجن الكافرون فهم الشياطين، ويأتي ذلك تأكيدا لقوله تعالى: “قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا (1) يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا”… “وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا (14) وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا” صدق الله العظيم.
ذكر الجن أيضا مع نبي الله سليمان عندما طوعهم الله له للقيام بالأعمال التي لا يستطيع البشر القيام بها، وذلك في قوله تعالى: “ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير” صدق الله العظيم.
تعريف الشيطان
الشيطان هو نوع من الجن وليس فئة منفصلة بذاته، ولكن يسمى بذلك لأنه شط عن الطريق الصحيح وتمرد على أوامر الله عز وجل، ويعد جنودًا لإبليس الرجيم يرسلهم لإغواء الإنسان وتضليله، وكلما كان أحدهم أقرب إلى إبليس كان أكثر غواية للبشر.
تعريف ابليس
إبليس هو زعيم الشياطين والجن جميعا، ويذكر في القرآن الكريم في قصة خلق آدم عليه السلام، وهو أبو الشياطين والجن جميعا، وذكر في الكثير من المواضع ومنها قول الله تعالى: “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين” صدق الله العظيم.
بليس هو المخلوق الذي ذكره الله سبحانه وتعالى، ويقال إنه مخلوق من النار. رفض أن يطيع أوامر الله ويسجد لسيدنا آدم، عندما أمره الله بذلك. اعتبر نفسه أقوى وأفضل من آدم، الذي خلق من الطين. وعاقبه الله بعذاب النار، ولكنه أبقي على قيد الحياة حتى يوم الدين، ليروا من يتبعه ويضل عن الطريق الصحيح، ومن يؤمن بالله ويفوز بالجنة. لإبليس نسل متعدد وهم الشياطين، ويقال إن عرش إبليس على الماء، ويرسل نسله من الشياطين لإغواء البشر.
تسعى الشياطين دائما لإغواء الإنسان، فهم يرون الإنسان ولكن الإنسان لا يستطيع رؤيتهم، كما قال تعالى: `يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما، إنه يراكم هو وقبيلته من حيث لا ترونهم، إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون` صدق الله العظيم.
الشياطين من الجن الكافر، ومهمتهم الأساسية هي تضليل الإنسان وإيقاعه في الضلال وإبعاده عن طريق الحق والرشاد، ولذلك يجب علينا جميعًا أن نستعيذ دائمًا بالله من الشيطان الرجيم وأن نحصن أنفسنا دائمًا بآيات الله التامات من كل شيطان رجيم، حفظنا الله وإياكم أجمعين.