مقارنةمنوعات

الفرق بين التوعية والتثقيف

مفهوم الوعي

الوعي هو القدرة على حفظ الأمور في القلب، فعندما نقول أن فلان وعى الشيء، فإنه يفهمه ويحفظه. وقد وصف الأهزي الوعي الحافظ بأنه الكيس الفقيه. ومن الناحية اللغوية، لا يوجد تعريف موحد للوعي، حيث يعرف بأنه الإدراك أو صحوة الفكر والعقل. أما من الناحية الاجتماعية، فإن الوعي يعني الإدراك الفردي للبيئة المحيطة به ولذاته. ويعتبر الوعي أساس المعرفة، حيث يتكون من ثلاثة عناصر أساسية تشكل المفهوم، وهي:

  • يعتبر إدراك الفرد للبيئة المحيطة به إدراكًا مباشرًا.
  • إدراك المرء لنفسه.
  • إندماج الفرد مع الآخرين.

مفهوم التوعية

وفي هذا المقام، نلاحظ أن الوعي هو مصدر التوعية. ونقول إن فلانا قد استيقظ، أي تلقى النصيحة وأصبح على دراية بموضوع معين من المواضيع. وبالتالي، يلعب الإعلام دورا هاما في توعية الشعوب، وتعتبر توعية الناس أحد الأسس الأساسية للمواطنة الحقيقية، أي أن التوعية تساعد الأفراد على فهم حقائق الأمور. وهذا هو المعنى العام واللغوي للتوعية الذي تم طرحه. أما المعنى التطبيقي، فيتجلى في مجالات استخدام التوعية، حيث نجد أن الإعلام ليس العامل الوحيد الذي يقوم بالتوعية، بل يمكن أن يتم التوعية في أي مكان يكون مدرسة تهدف إلى إيقاظ الوعي والتحريك، بالإضافة إلى التنبيه والتحذير والتثقيف. ويمكن تعريف التوعية بأنها النشاط الذي يهدف إلى جذب انتباه الأشخاص إلى مسألة معينة أو قضية محددة.

مفهوم التثقيف

إن الثقافة في اللغة تعني فهم الشيء ومعرفته، ويمكننا أن نقول عن هذا الرجل أنه ثقف، أي أنه ماهر أو متمكن. ويمكن أن نقول أيضا أن ثقف الشيء يعني أنه يتميز بالقدرة على التعلم السريع. وقد قال ابن دريد: ثقفت الشيء، أي أصبحت ماهرا فيه، وثقفته يعني أنه تمكنت منه. وقد قال الله تعالى: `فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم`، وهنا تعني كلمة تثقفنهم أنها أدركتهم وسيطرت عليهم. وفي الحديث الشريف عن الهجرة: وهو غلام لقن ثقف، أي أنه كان ذكيا وفطنا.

الفرق بين الوعي والثقافة

التقدم في المجتمع يرتكز على فعالية حركة الوعي والثقافة المتوفرة في بيئته، وهذان العاملان يحددان مكانة المجتمع ويشكلان شخصيات الأجيال المختلفة، ويتضح الفرق بين الوعي والثقافة في

  • الوعي هو الإدراك للأحداث والعواطف والأفكار، بالإضافة إلى الإدراك للأنماط الحسية والشعور بها وفهمها، بينما الثقافة هي المعرفة بالمعلومات والحقائق، بالإضافة إلى المهاراتالمكتسبة من خلال التجربة والتعليم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الفهم النظري أو العملي للموضوع.
  • الوعي لا يشير إلى الفهم العميق، بينما الثقافة تشير إلى الفهم العميق والإلمام.
  • يشير الوعي ويوضح الحالات الداخلية مثل المشاعر والعواطف التي تتعلق بالذات، بينما تشير المعرفة إلى الأحداث والمعلومات الخارجية.

التوعية الصحية المجتمعية

يتجلى معنى التوعية الصحية في مجموعة من النشاطات والإجراءات التي تقدم للمواطنين معلومات سليمة وتحذيرهم من المخاطر وتربية أفراد المجتمع على القيم الصحية والوقائية، وذلك في المجال التعليمي والإعلامي، بهدف تحسين الصحة على المستوى الفردي والمجتمعي وتقليل الأمراض والوفيات وتحسين نوعية الحياة للفرد والمجتمع.

أهداف التوعية الصحية

إن التوعية الصحية تهدف إلى :

  • تعمل على نشر المفاهيم الصحية والمساهمة في تزويد المواطنين بالمعارف الصحية السليمة في المجتمع، والتي تساعد الأفراد على التعرف على مشاكلهم الصحية واحتياجاتهم.
  • يتم مساعدة الناس على حل مشاكلهم الصحية من خلال استخدام قدراتهم على اتباع الاتجاهات الصحية الصحيحة، ويمكن ذلك من خلال السلوك الصحي السليم وتغيير السلوكيات الخاطئة إلى سلوكيات صحية.

تعريف التثقيف الصحي

عملية التثقيف الصحي هي عملية صعبة حيث تهدف إلى تغيير سلوك الأفراد من الجانب الصحي، علما بأنه ليس من الضروري أن يكون لنشر المعلومات تأثير على سلوك الفرد. على سبيل المثال، يعرف الأطباء حقيقة المعرفة حول التدخين وأضراره، ولكن نسبة المدخنين بينهم تتراوح بين 40 إلى 60 بالمائة. لذلك، التثقيف الصحي يشكل مجموعة من الخبرات التي تلعب دورا هاما في تسهيل اعتماد سلوكيات تعزز صحة الفرد والمجتمع.

عناصر التثقيف الصحي

إن هناك عناصر أساسية للتثقيف الصحي وتتجلى في:

  • الرسالة الصحية ويتجلى معناها في تقديم معلومات صحية تكون مفهومة وصحيحة وأن تقوم على مراعاة مستوى الأشخاص التي يتلقاها حتى تحقيق الهدف المرجو منها.
  • المثقف الصحي هو الشخص المسؤول عن نقل المعلومات الصحية وتثقيف الآخرين وإثراء معرفتهم، ويجب أن يكون شخصا مدربا ولديه القدرة على نقل المعلومات بطريقة فعالة، ويجب أن يكون مؤمنا بالرسالة التي يريد نقلها ويمتلك المعرفة الكاملة بهذه الرسالة، ويجب أن يتمتع بالمهارات اللازمة للاتصال.
  • الشخص المتلقي هو الفرد الذي يتلقى المعلومة، ومهمة المثقف الصحي هي تقييم وعي وثقافة الشخص المتلقي، كما يجب عليه معرفة ما إذا كان لديه الرغبة في تغيير سلوكه أم لا، وينبغي التركيز على الجوانب الصحية التي يحتاجها.

أهداف التثقيف الصحي

يهدف التثقيف الصحي إلى عدة أهداف رئيسية وجوهرية، حيث يهدف إلى تحسين المجتمع وتطويره والحد من الأمراض بالإضافة إلى نشر الوعي بين الناس، وتتجلى هذه الأهداف في:

  • اكتساب المعلومات ويتم ذلك للحد من الجهل بالإضافة إلى التخلص من المفاهيم الغير صحيحة مما تسنح الفرصة لكل شخص أن يكون مسؤول كام المسؤولية تجاه صحته، حيث أن المعلومات الصحية التي تقدم من قِبل فريق التثقيف الصحي للمجتمع تعمل على زيادة الوعي مما يساعد في مشاركة كل الأفراد الموجودين في المجتمع بأن ينشروا الوعي في الرعاية الصحية.
  • يعمل التثقيف الصحي على تحفيز الأفراد لتغيير مفاهيمهم المتعلقة بالصحة، ويتم ذلك من خلال توفير تجارب تعليمية وتجارب توضيحية تؤثر على قراراتهم الصحية وتجعلهم يختارون البدائل الصحية الأفضل وفقهم في تحديد أوقاتهم وظروفهم.
  • يشجع الأفراد على تبني السلوكيات الصحيحة وتطبيقها ونشرها على بقية الأفراد في المجتمع. ولذلك، يجب أن يتعدى هدف المراكز الصحية من علاج الأفراد إلى تحفيزهم على الاستفادة من هذه الرعاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى