يعتقد الكثيرون أن بيداغوجيا وديداكتيك هما مفاهيم تشابه في المعنى، ولكنهما يختلفان في العديد من الجوانب. ومن المفاهيم التي تختلف بينهما، مفهوم البيداغوجيا ومفهوم الديداكتيك، وسنعرض فيما يلي الفرق بينهما.
ما هو مفهوم البيداغوجيا
هو عبارة عن نظام أكاديمي يتعامل مع نظرية وممارسة التدريس، وكيفية تأثيره على تعلم الطلاب، يقوم علم أصول التدريس أو البيداغوجيا بتعليم المعلمين الأحكام واستراتيجيات التدريس من خلال الأخذ في الاعتبار نظريات التعلم، وفهم الطلاب واحتياجاتهم، ومصالح الطلاب الفردية.
تشمل البيداغوجيا كيفية تفاعل المعلم مع الطلاب والبيئة الاجتماعية والفكرية التي يسعى المعلم إلى إنشائها، ومن أهدافها تعزيز التعليم الليبرالي والتطور الشامل لقدرات البشر، ونقل واكتساب بعض المهارات المحددة، فالبيداغوجيا تعني التربية في المقام الأول، ففي العصور القديمة لم يكن المعلم يعطي العلم للأطفال والتلاميذ بل كان مربيا يعمل على رعاية الصغار.
تتضمن العديد من المناقشات حول علم أصول التدريس، والتي يجب ألا تنظر إليها بشكل خاطئ على أنها تتعلق بالتدريس فقط، بل يجب التركيز على فهمها بشكل أفضل من خلال التفكير والممارسات، وفي السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بعلم التربية، وتم إعادة صياغة حدود الرعاية والتعليم من خلال فكرة التربية الاجتماعية، كما أن باولو فريري هو شخص يبحث عن علم أصول التربية .
أصل كلمة البيداغوجيا
تم اشتقاق الكلمة من اللغة اليونانية “paidagogia”، وهي مكونة من كلمتين “PEDA” وتعني الطفل، و “AGOGE” وتعني القيادة والتوجيه، وتحمل مصطلح البيداغوجيا العديد من المعاني والدلالات ويستخدم في سياقات مختلفة، ويعرف على أنه فن التربية أو الأساليب والممارسات التي تستخدم في التعليم والتربية .
ما هو مفهوم الديداكتيك
علم التدريس هو نظرية تطبق في ممارسة العملية التعليمية والتعلم. يشير مصطلح التدريس إلى العلم نفسه، ويتركز على نظرية وأساليب التعلم والمعرفة الأساسية التي يمتلكها الطلاب ويسعى لتحسين نقل المعلومات إليهم. يشير إلى نقطة البداية في خطة الدرس حيث يكون الهدف الأساسي هو نقل المعرفة، وللمعلم دور رسمي محدد.
يعني المصطلح الديداكتيك تدريس المحتويات الأخلاقية، وتعد التربية الأساس الثقافي لأسلوب التعليم. ويتم تعريفها على أنها استراتيجية تعليمية تستخدم لمواجهة العديد من المشكلات التي تواجه التعليم، مثل مشكلات المتعلمين والمشكلات المتعلقة بالمواد والمشكلات المتعلقة بالوضعيات التعليمية
يتمثل دور المتعلم في الاتجاه الديداكتيكي كدور رئيسي في عملية التعليم، بينما يتحول دور المعلم إلى تسهيل عملية التعلم فقط، من خلال اختيار الطريقة المناسبة للتعلم التي تتلاءم مع المتعلم، وتهتم الديداكتيك بجوانب التعليم كافة .
أصل كلمة الديداكتيك
يشير الرقم (3829) إلى مصطلح علم التربية أو التدريس باللغة الإنجليزية، والذي يشتق من الكلمة اليونانية Didaktikos. ظهر مصطلح الديداكتيك La didactique في النصف الثاني من القرن العشرين، ويشير إلى طريقة تدريس تتبع نهجا علميا ثابتا أو أسلوب تعليمي لتقديم المعلومات للطلاب. يمكن أيضا استخدام المصطلح للإشارة إلى طريقة تعليمية محددة، مثل التدريس البنائي.
الفرق بين كل من البيداغوجيا والديداكتيك
تركز البيداغوجيا على العلاقات التربوية في نظام التعليم وتهتم بالتفاعل بين المعلم والطالب، بينما تركز الديداكتيكعلى العقد التعليمي ونظام التعليم وعلى التفاعل بين المعلم والطالب بشكل رسمي.
تركز البيداغوجيا على الممارسات المهنية وتجري اختبارات تعليمية كثيرة باستخدام الطالب والمعلم، دون الاهتمام بالجانب المعرفي للتعلم، بينما تركز الديداكتيك على اكتساب الطالب المعرفة فحسب وتناقش منطق التعلم من منظور المعرفة والاهتمام بالجانب المنهجي لنقل المعرفة