اسلاميات

الفرق بين البلاء والابتلاء

تعني كلمتا “البلاء” و “الابتلاء” نفس المعنى، وهما من ابتلاءات الله عز وجل، سواء كان ذلك في شكل خير أو شر، وتعتبر هذه الابتلاءات اختبارًا يمنحه الله سبحانه وتعالى للإنسان، ويمنح الله هذه الابتلاءات للناس لاختبار قوة إيمانهم وتقواهم.

يتعين على المؤمن الصادق تحمل الصعاب التي تواجهه في الدنيا، لأنها ستُعوَّض له في جنته، وعليه أن يصبر ويتحمل كل المصاعب التي يواجهها في حياته، وأن يُشكو إلى الله عز وجل فقط، وأن يصبر ويتحمل المحن.

مفهوم البلاء:
يأتي البلاء إلى الأشخاص الغير مقربين من الله عز وجل في حياتهم، ويعصونه، ويغضبونه في جميع أفعالهم، وهذا البلاء يأتي إليهم حتى يعودوا إلى ربهم منكسرين طالبين السماح والعفو عنها.

غالبًا ما يكون البلاء هو السبب الرئيسي في إرشاد الإنسان العاصي، والله سبحانه وتعالى غفور رحيم بعباده، لأن الإنسان في كل حالة ضعيف ولا يتحمل المصائب، فيستقرب إلى الله في جميع أموره.

يستمر المسلم في الدعاء لفترات طويلة حتى يرضي الله، وذلك لأن الدعاء يصل إلى الله سبحانه وتعالى من خلال سبع سماوات، ويمكن أن يحدث البلاء بأنواع مختلفة، بما في ذلك البلاء الشديد وغيره، ومع ذلك يجب على المسلم أن يتحمل جميع هذه البلاءات ليصبح مؤمناً صبوراً وقوي الإيمان.

مفهوم الابتلاء:
يعتبر الابتلاء درجة ضعيفة من درجات البلاء، حيث يمثل امتحانًا من الله عز وجل للمؤمنين الصادقين، حتى يزدادوا إيمانًا على إيمانهم، وإذا أصاب الكافرين فهذا يكون لهدايتهم مما هم عليه من كفر.

يكون هذا الابتلاء محنة شاقة، وهو الاختبار الذي يأتي في الحياة، لكي يرجع الكافر إلى الله عز وجل، ودعوته ووصوله إلى درجات الهداية والإيمان، ولذلك لا تخلو حياة المؤمن أو الكافر من الابتلاءات.

يتذكر المؤمن الله في كل وقت ولا ينسى أبدًا أنهم في الدنيا المؤقتة، ويكون على مستوى رفيع من الإيمان، وهذا يرفع مكانتهم عند الله عز وجل، ويكون لهم مكانة عالية في الجنة، وذلك لأنهم كانوا مؤمنين قويين يتحملون المصاعب.

الفرق بين البلاء والابتلاء:
توجد العديد من التفاسير لفرق بين البلاء والابتلاء، ولكن لا يوجد دليل يؤكد أنهما كلمتان متعارضتان وأنهما تحملان نفس المعنى، بل تكون الكلمة (الابتلاء) أخف من الكلمة الأخرى وتشير إلى درجة أقل من البلاء. ويكون كل ذلك اختبارًا من الله عز وجل.

تكمن أهمية الابتلاء في معرفة المؤمن المتيقن الذي يتحمل كل ما يصيبه من مصائب وشرور، فالمؤمن الذي يتحمل ابتلاء الله عز وجل يحظى بمغفرة وأجر عظيم.

يكون الابتلاء افتعالًا من البلاء، وتكون صيغة البلاء هنا مبالغ بها لتصبح من الاختبارات الشاقة.

يتعرض المؤمن لأشد الابتلاءات، ولكنه يبقى مؤمناً بالله عز وجل حتى يأتي الموت، ويحظى هذا المؤمن بمنزلة عالية عند الله، ويمنحه الصبر على المحن الكثير من الحسنات، وهناك مثل شائع يقول “المؤمن مصاب” بغض النظر عن الظروف.

يحب الله الإنسان ليس لأنه يعاقبه على ما في حياته، ولكن ليختبر قوة تحمله ونسبة الإيمان المتواجدة في قلبه، ويكون الابتلاء في الفرح والحزن والسراء والضراء.

يأتي البلاء عادة على شكل تعب أو مشقة، ويعد هذا اختبارًا شديدًا من عند الله، وذلك ليخرج المؤمن من هذا البلاء بإيمان قوي.

عقاب من لا يتحمل البلاء والابتلاء:
الكثير من الأشخاص الذي تصيبهم أي مشكلة أو مصيبة يلجئون على بعض الحرف التي لا يصلح أن يقوم مسلم عاقل بفعلتها، فهذا يكون لها عقوبة شديدة من الله عز وجل وهي طرد من رحمته، وهذا لأنه قال في كتابة العزيز ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) تدل تلك الآية الكريمة على وجود الكثير من المعاني.

يتمثل الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أفضل صورة وأنه مخلوق ضعيف، ويختبره الله في بعض الأمور الصعبة في الحياة ليعرف قوته في التحمل والصبر في مواجهة التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى