صحة

الفرق بين الانطوائية والخجل والقلق الاجتماعي

يُنظر إلى الانطوائي بشكل عام على أنه شخص حزين وضعيف، ولكن الانطوائيين لديهم هدايا فريدة لا تثري أنفسهم فقط بل المجتمع أيضًا، ومع ذلك فإن الارتباك يسود فيما يتعلق بكون الشخص انطوائيا، و خاصة لأن المصطلح غالباً ما يستخدم كمرادف للخجل، أو لوصف شخص مصاب باضطراب القلق الاجتماعي.

الانطوائية :
في عام 1921، قدم العالم النفسي كارل جونغ لأول مرة مصطلحات الانطواء والانفتاح كطريقة للتمييز بين الأشخاص الذين يشعرون بالتواصل مع أفكارهم ومشاعرهم الداخلية وبين الأشخاص الذين يركزون على العالم الخارجي، ولقد أضاف باحثون آخرون أفكارا ونظريات على مر السنين، ولا يوجد تعريف واحد للانطواء والانفتاح ، ولكن معظمهم يتفق على بعض الصفات المميزة للانطواء.

وهذه الصفات هي أنه يستمتع بقضاء الوقت بمفرده، ويحتاج إلى تحفيز أقل من المنفتح، ويميل إلى امتلاك مهارات قوية في التركيز، ويفضل غمر نفسه في مهمة واحدة بشكل دائم، ويفكر قبل أن يتكلم وهو مُستمع جيد ،وقد يكون ماهرًا من الناحية الاجتماعية ولكن طبقاً لحجم التجمعات الجماعية ،حيث إن طاقتهم الاجتماعية محدودة .

طريقة تكون الشخصية الانطوائية غير مفهومة تماما، ولكن الخبراء يميلون إلى الاعتقاد بأن البيئة والوراثة تلعب دورا في ذلك، حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن أدمغة الأشخاص الانطوائيين والمنفتحين تستجيب للتجارب بشكل مختلف، وعادة ما تكون الشخصيات الانطوائية خلف الكواليس، ولكنها في كثير من الأحيان تشغل مناصب رفيعة في المجتمع مثل رجال الأعمال والزعماء السياسيين والكتاب والفنانين، وذلك بفضل قدرتهم المذهلة على التركيز والتفكير الداخلي.

الخجل :
غالبًا ما يوصف الأشخاص الإنطوائيون بأنهم خجولون، ولكن الخجل والانطواء ليسا نفس الشيء، فالخجل في جوهره هو الخوف من الحكم السلبي من قبل الآخرين، فمثلاً إذا طُلب منك أن تكون طريفاً، فقد يفكّر الإنطوائي حول ما إذا كان يريد أن ينفق إمداده الثمين من الطاقة الاجتماعية، بينما الشخص الخجول قد يفكر في كيفية إدراك الآخرين له .

وفقا للكاتبة سوزان كاين في كتابها التاريخي عن الانطوائيين، يعتبر الخجل هو الاشتغال بالخوف من الرفض الاجتماعي أو الإذلال. أما الانطواء، فيعبر عن تفضيل الأفراد للبيئات غير المفرطة في التحفيز. فالشخص الانطوائي يبقى في منزله بناء على اختياره، بينما الشخص الانطوائي يبقى في منزله بسبب الخوف. وفي بعض الأحيان، يتداخل الخجل مع الانطواء، خاصة إذا شعر الشخص الانطوائي بأن شخصيته غير مرغوبة من قبل الأشخاص المنفتحين.

على عكس الانطواء فإن الخجل يعتبر رد فعل وليس حالة وجودية، فهو يمثل شعوراً بعدم الارتياح الاجتماعي، وكل شخص منا يعاني من الخجل من وقت للآخر فهذا الأمر ينطبق على كل منا، ولكن إذا كان خجلك يمنعك من عيش الحياة التي تريدها فيجب عليك أن تتواصل مع طبيب نفسي ليساعدك على معالجة هذا الأمر .

اضطراب القلق الاجتماعي :
يمكن أن يبدو اضطراب القلق الاجتماعي وكأنه خجل، ولكن الاثنين هما حالة منفصلة على الرغم من التداخل العرضي، حسبما أكدت دراسة أجريت في عام 2011 أن اضطراب القلق الاجتماعي ، الذي يُسمى أيضًا الخوف الاجتماعي، هو خوف عارم من الإذلال أمام الآخرين، و بالنسبة للبعض فإن هذا القلق الاجتماعي الشديد يعني حتى الخجل من الإجراءات البسيطة مثل تناول الطعام في الأماكن العامة أو التحدث إلى موظف في المتجر .

ومن الشائع حدوث احمرار وخمول وتعرق وغثيان، وحسب دراسة تم إجراءها من قبل المعهد الوطني للصحة العقلية يعتقد أن ما يقدر بنحو 15 مليون أمريكي يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، وبعض الأشخاص المصابون بالقلق الاجتماعي لا يتأثرون سوي في مواقف اجتماعية معينة بينما يجد البعض الآخر أن مجرد اللقاءات الاجتماعية هي أمر لا يحتمل، ويجب على المصابين بهذا الاضطراب الحصول على المساعدة الطبية فهي أمر ضروري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى