السلطان قانصوه الغوري و أهم إنجازاته
السلطان الغوري هو أحد المماليك الذي تولى حكم المسلمين، وخاصةً مصر في فترةٍ من الفترات، وحقق فتوحاتٍ عظيمة .
السلطان قانصوه الغوري
– الأشرف أبو نصر قانصوه من بيبردي الغوري الجركسي ، هو واحد من السلاطين المماليك البرجية ، و قد ولد هذا السلطان في عام 850 هجرية ، الموافق 1446 ميلادية ، و قد كان عبدا لدى الأشرف قايتباي ثم اعتق ، و بعدها تعين في عدة أماكن وصولا إلى منصب وزير ، و قد طلب منه تولى حكم مصر في عام 1501 ميلادية .
يجدر الإشارة إلى أن هذا السلطان كان مهتما بالعمارة، وبالتالي نلاحظ أنه كان مدافعا عن هذا الفن. بعده، قام العديد من الأمراء في الدولة بتبني هذا الفن وعملوا على إنشاء مبان. ترك وراءه إرثا فنيا قيما، ومن بين أشهر هذه الأعمال قلعة العقبة وأبراج الإسكندرية. ينسب إليه أيضا تجديد خان الخليلي وبناء قبة الأمام الشافعي، بالإضافة إلى إقامة منارة للمسجد الأزهر وعدد من الآثار في حلب .
توليه الحكم
بعد إقالة السلطان طومان باي الظالم، وبعد اتفاق جميع زعماء المماليك على تعيين السلطان الغوري بدلا منه في الحكم بناء على كبر سنه، حيث كان عمره 60 عاما في ذلك الوقت، فضلا عن قلة طموحه السياسي، تم تعيين السلطان الغوري في الحكم رغم عدم رغبته في ذلك، وكان شرطه الوحيد عدم المساس بالسلطان طومان باي بأي ضرر .
على الرغم من التوقعات الموضوعة للسلطان الغوري، فقد خالف كل الأمراء في ذلك الوقت وأبعدهم، وفرض ضرائب على الكثيرين واستولى على الحكم وحده، وبقي شيء واحد يمنع المماليك من عزله، وهو خوفهم من تولي سلطان جديد يمكنه منع رواتبهم بالكامل .
صراعاته الخارجية
الصراع مع البرتغاليين
في ذاك الوقت كان البرتغاليون قد قاموا باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح ، و كانوا يهدفون إلى السيطرة على البحر الأحمر من أجل تحقيق أهدافهم ، و تمكنوا من الإستيلاء على الحبشة في محاولة للسيطرة على سواحل مصر و كذلك الحجاز ، و قد أعلنوا وقتها أنهم يهدفوا إلى السيطرة على مكة المكرمة و المدينة ، لذا عمل هذا السلطان على بناء الشون و إرسال الحاميات لمنع تقدم البرتغاليين على الأراضي المقدسة ، و لكن المماليك لم يتمكنوا من التصدي للبرتغاليين في ذلك الوقت ، فقرر وقتها الإنسحاب و السيطرة فقط على البحر الأحمر .
العلاقات مع الدولة العثمانية و الصفوية
– في ذلك الوقت كانت الدولة العثمانية قد بدأت في الظهور ، و في بادئ الأمر اتسمت العلاقات بين العثمانيين و المماليك بالسياسات الجيدة الناجحة ، حيث أن الهدف كان واحد ، و هو القضاء على البرتغاليين ، و لكن سرعان ما تواترت العلاقات ، و بشكل خاص حينما حاول العثمانيين السيطرة على ممتلكات الدولة المملوكية .
فيما يتعلق بالدولة الصفوية، كانت تعرف تقريبا في نفس الوقت، ولكن سرعان ما شكلت خطرا على الدولة العثمانية والمملوكية، ودارت بينهما عدة صراعات انتهت بنهاية الدولة المملوكية .
– و يذكر أن هذا الملك كان أهم الملوك و السلاطين في هذا الوقت ، و لكن الخيانات التي ظهرت في الدولة لم تمهله الفرصة لإقامة تلك الدولة الإسلامية التي كان يريد إقامتها ، و لكنه قد ترك العديد من الآثار الهامة ، و منها إنشاء منطقة للتجارة عرفت بعدها بوكالة الغوري ، و كذلك إنشاء مدرسة و عدد من القلاع .