تاريخ خان الخليلي بمصر
خان الخليلي هو أحد أحياء القاهرة القديمة الذي يضم عددا من المعالم السياحية التي يزورها السياح من مختلف أنحاء العالم، ويحتوي أيضا على العديد من الأسواق والمطاعم الشعبية والقهاوي القديمة. يقع خان الخليلي في حي الحسين بالقاهرة القديمة، ويعتبر أحد أهم أسواق القاهرة القديمة، وربما يكون الأهم على الإطلاق، وذلك لأنه قائم منذ أكثر من 600 عام ولا يزال مستمرا كما ذكره المؤرخ المعروف المقريزي في كتابه. ووصفه بأنه مبنى على شكل مربع كبير يحيط بفناء الطبقة السفلية منه ويحتوي على المحلات التجارية، والطبقة العلوية بها المساكن والمخازن. يقع الآن بجوار شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويتواجد فيه الجامع الأزهر، وأمامه الجامع الأقمر ومسجد الحسين .
سبب التسمية :-
يعزى سبب تسمية الخان إلى السلطان جاهركس الخليلي، وهو أحد السلاطين في دولة الممالك البحرية أو الجراكسة في عام 1382، وذلك بناء على بقايا مقابر الفاطميين الذين كانوا يحكمون القاهرة قبل حكم الممالك والدولة الأيوبية. كانت المنطقة تسمى ترب الزعفران في ذلك الوقت، وكان الفاطميون يحرصون على زيارتها، حتى جاء صلاح الدين وأزال كل ما يتعلق بهم، وظلت تلك الأنقاض. كان الخان في العصور القديمة يقع في وسط المدينة، والتي كانت عاصمة الفسطاط القديمة، وكان واحدا من ثلاثين سوقا آخر، وكان أشهرهم على مر الزمان في تلك المنطقة .
المصنوعات في الخان :-
يحتوي الخان على الحروف والصناعات اليدوية التقليدية بطابعها التراثي، ويعمل فيه مئات العمال. في الأصل، هاجر إلى الخان عدد من العمال من تجار مدينة الخليل الفلسطينية وسكنوا فيه، وما زال بعضهم مقيما حتى الآن. يمارس عدد منهم حرفا مثل صناعة السجاد والسبح والأواني النحاسية والتماثيل الفرعونية وورق البردي والمجوهرات والشكمجيات والجلود والذهب والفضة وغيرها الكثير. من أبرز ما يميز الخان هو وجود الزجاج المعشق والنحاس والبخور بأنواعه والعطور ..
يوجد داخل الخان عدد من المباني التراثية المزينة بالمشربيات المشغولة والمدققة بدقة شديدة، وترجع تصاميمها وواجهاتها النحاسية الممزوجة بالخشب إلى تاريخ البناء، وتشمل الخان أيضاً عدداً من الأسبة التي كانت منتشرة بشدة في القاهرة المملوكية ..
قهوة الفيشاوي :-
يُعد مقهى بهجة المكان واحدًا من المقاهي التاريخية في الخان، حيث يعود تاريخ بناءه إلى عام 1769، ويتوجه إليه الناس من كل حدب وصوب للاستمتاع بجمال المكان ومشاهدة معالمه .
كان خان الخليلي من بين أكثر الأحياء إلهامًا لعدد من الكتاب في القاهرة، بما في ذلك نجيب محفوظ، الذي كتب رواية بنفس الاسم تحت الإلهام من هذا الحي، وتم ترجمتها إلى عدة لغات ..