السعال الديكي اعراضه وعلاجه

السعال الديكي هو إحدى أمراض الجهاز التنفسي، وهو أكثر خطورة من السعال والإنفلونزا، وقد يؤدي إلى الوفاة. فما هي وسائل الوقاية والعلاج من السعال الديكي؟

ماهو السعال الديكي ؟
السعال الديكي pertussis مرض يصيب الجهاز التنفسي بشكل حاد. وهو مرض بكتيري يتميز بنوبات من السعال الحاد يعقبها في بعض الأحيان صوت شهيق التنفس العالي بينما لا تكون القصبة الهوائية مفتوحة تماما، مما يؤدي إلى صوت يشبه الصياح ومن هنا جاءت تسمية المرض بالسعال الديكي whooping cough.

هل السعال الديكي معدٍ وهل يمنح مناعة ضد المرض؟
المرض واسع الانتشار نظرا لأنه شديد العدوى، وتبلغ الإصابات به بملايين الحالات حول العالم كل عام. وقد كان من أحد أسباب الوفاة للأطفال قبل 14 عاما قبل التطعيم الإجباري، ولكن لحسن الحظ فمع وجود التطعيم تناقص عدد الإصابات به إلى حد كبير جدا. ولكن تظل نسبة الإصابات مرتفعة في البلاد النامية التي لا يتمتع فيها كل الأطفال بالتطعيم الإجباري أو في حالة استخدام تطعيم ضعيف. ويكفي أن نعرف أن عدد الإصابات على مستوى العالم يصل إلى نحو 50 مليونا تقريبا، وتبلغ نسب الوفيات جراء المرض نحو 290 ألف حالة كل عام. ويصيب المرض في الأغلب الأطفال، وإن كان من الممكن أن يصيب المراهقين وأحيانا البالغين خاصة كبار السن.
يتراوح معدل العدوى بالمرض من الشديد جدًا، ويمكن أن يصل إلى 99% من الأشخاص المحيطين بالمريض، خاصة إذا لم يكن لديهم مناعة قوية أو إذا لم يتم تطعيمهم. ويتم نقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر مع المريض أو من خلال الرذاذ والسعال، وتحدث الإصابة في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الشتاء.
ونظرا لأنه ليس هناك مناعة ضد المرض تنتقل العدوى من الأم للجنين فيمكن إصابة الرضع الصغار الذين تقل أعمارهم عن عام واحد. وتبلغ نسبة الإصابة نحو 10% من الحالات وإذا حدثت الإصابة في الرضع تكون شديدة الخطورة ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة ونحو 99% من الوفيات نتيجة للمرض في الأطفال تحدث إذا حدثت الإصابة قبل عمر 6 شهور ولكن في الأغلب يتم شفاء المرض تماما، ويندر أن تكون هناك مضاعفات خطيرة.

مراحل تطور المرض :
يتراوح فترة حضانة المرض بين ثلاثة أيام وحوالي 12 يومًا وتستمر لمدة تصل إلى ستة أسابيع مقسمة إلى ثلاث مراحل.
* المرحلة الأولى: يستمر فترة العدوى لمدة أسبوعين تقريبًا، وهي الفترة الأكثر انتشارًا للمرض، ويعاني الطفل خلالها من أعراضٍ مشابهة لنزلات البرد، مثل الاحتقان والسيلان الأنفي والعطس وارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
* المرحلة الثانية: وفي هذه المرحلة تنتاب المريض نوبة من السعال الشديد تستمر لعدة دقائق ولا يكون المريض قادرا على أخذ نفسه لأنه في حالة زفير نتيجة للسعال المستمر. ويكون لون الوجه أقرب إلى اللون الأزرق نظرا لعدم دخول الأكسجين نتيجة للزفير المستمر ويعقب هذه النوبة شهيق يصدر صوت أشبه بالصياح whoop ويلاحظ أكثر في الأطفال من عمر 6 شهور وحتى خمسة أعوام وتكون النوبة أكثر حدة كلما قل عمر الطفل. وبعد نهاية النوبة يبدو على الطفل الإجهاد من شدة السعال ويمكن أيضا ملاحظة بقع حمراء خفيفة في ملتحمة العين، وذلك من شدة السعال وأحيانا كثيرة يعقب هذه النوبات قيء ويتحول لون الوجه إلى اللون الأحمر وتستمر هذه الفترة نحو أسبوعين.
* المرحلة الثالثة: تحدث تحسنات في حالة المريض خلالها، لكن قد يعاني من السعال لفترة طويلة تصل إلى عدة أسابيع.

اعراض السعال الديكي :
تظهر أعراض نزلات البرد التي تنجم عن البكتيريا المسببة للمرض في الطفل بعد مرور أسبوع من انتقالها إلى جسمه.
تبدأ نوبات السعال الشديد والحاد التي تشبه أعراض نزلات البرد في الظهور بعد ما بين أسبوعين إلى 10 أيام من بدء الأعراض.
* الإسهال.
ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، ولا يتجاوز عادةً 38.8 درجة مئوية.
* سيلان الأنف.

أسباب السعال الديكى:
بما أن السعال الديكى عدوى تصيب الجهاز التنفسي، فإنها تؤثر فى الغالب على القصبة الهوائية والشعب الهوائية التي تتفرع منها. بكتريا السعال الديكى هى (Bordetella pertusis bacterium)، التي تنتقل من خلال القطرات الصغيرة جداً للسعال أو العطس المتواجد فى الهواء من الشخص المصاب بالبكتريا.
يعتبر السعال الديكي مرضًا معديًا حتى في مراحله المبكرة، ويبقى احتمال انتشار العدوى قائمًا حتى يتم شفاء المرض بالكامل.
عندما تغزو البكتيريا ممرات الهواء في جهاز التنفس البشري، يتضاعف عددها وتفرز سموما تؤثر على قدرة الجهاز التنفسي على تطهير نفسه من الميكروبات والجراثيم، مما يؤدي إلى تراكم المخاط الغليظ داخل الممرات ويسبب سعالا غير متحكم فيه. كما تسبب البكتيريا التهابات تعمل على ضيق ممرات الهواء وتعوق عملية التنفس التي تتم عن طريق الرئتين، ويجعل هذا الضيق الشخص يشعر وكأنه يلهث للحصول على الهواء.

تشخيص السعال الديكي :
– مزرعة للأنف والحلق: يأخذ الطبيب عينة من الأنف والحلق لاختبارها على بكتيريا السعال الديكي، حيث يتم إرسال العينة إلى المعمل.
– اختبارات الدم: يتم سحب عينة دم وإرسالها إلى المختبر لاختبار مدى زيادة عدد كرات الدم البيضاء، وذلك لأن كرات الدم البيضاء تساعد الجسم في محاربة العدوى، فإذا زاد عددها فهذا يدل على وجود عدوى أو التهاب في الجسم، ويعتبر هذا الاختبار عام ولا يقتصر على السعال الديكي.
– أشعة إكس على الصدر: – يمكن أن يطلب الطبيب من الشخص إجراء صورة أشعة إكس على الصدر للكشف عن وجود سوائل في الرئة، والتي قد تشير إلى إصابة الشخص بالتهاب رئوي – وهو تعقيد ناتج عن السعال الديكي أو غيره من الأمراض التنفسية. المزيد عن التهاب الرئة ..
عند تشخيص السعال الديكي في الأشعة،سينصح الطبيب المريض بعدم الاتصال بأي شخص آخر حتى يتم الشفاء التام، لأن الحالة معدية. ولا يجوز العودة للعمل حتى يوافق عليه الطبيب.
يتم منع إرسال الطفل المصاب إلى المدرسة لنفس السبب، حتى يتماثل للشفاء بعد العلاج بالمضادات الحيوية.
في حالة اكتشاف أكثر من حالة، يتعين الإبلاغ عنها للجهات الصحية المختصة لتجنب حدوث أي وباء.

علاج السعال الديكي :
يختلف علاج السعال الديكي ويعتمد على سن المصاب وشدة الأعراض.
– الأطفال الكبار والمراهقون والكبار:
عندما يتم تشخيص السعال الديكى فى مرحلة مبكرة عند الأطفال الكبار والمراهقين والكبار، فإن الطبيب عادة ما يوصى بالراحة للمريض فى الفراش مع علاج من المضاد الحيوي. وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية لا تعالج السعال الديكى إلا أنها تقصر من مدة استمرار المرض وتقلل حدة نشر العدوى للآخرين، فإذا كان
هناك تشخيص مؤكد واستجابة بطيئة مع العلاج من المضاد الحيوي فمن الضروري أن تستمر المضادات الحيوية على مدار الأسبوعين على الأقل أو أكثر من ذلك.إذا تطور المرض إلى نوبات حادة جداً من السعال‘ فإن المضادات الحيوية لن تكون فعالة لكنها تظل مستخدمة .. والأدوية المتاحة بدون وصف من الطبيب تأثيرها ضعيف على السعال الديكى.
تماثل حالات السعال الديكي للشفاء خلال فترة تتراوح بين ستة أسابيع وقد تستمر لفترة أطول.
– الأطفال الرضع والصغار:
تُدخل تقريباً جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر أو يزيدون عن هذه السن في المستشفى لتلقي العلاج بسبب السعال الديكي، وذلك لتجنب حدوث المضاعفات.
غالبية الأطفال المصابين بالسعال الديكي يتجاوزون مرحلة الخطر دون وجود أي تأثير دائم، ولكن مازالت هناك احتمالية لحدوث مضاعفات حتى يختفي العدوى تمامًا.
فى المستشفى، يُعطى الطفل مضاد عن طريق الوريد وربما يكون هناك احتياج إلى عقاقير (Corticosteroid) التي تساعد على تقليل التهابات ممرات الهواء، وأحياناً يتم شفط المخاط من ممرات الهواء الذي يسدها من أجل أن يتنفس الطفل، كما يتم ملاحظة تنفس الطفل لرؤية ما إذا كان هناك احتياج إلى أكسجين إضافي.
إذا كان الطفل يتقيأ الطعام أو السوائل، يتم إطعامه عن طريق الوريد.
قد يتم وصف مهدئات في بعض الحالات للمساعدة في إرخاء الطفل وراحته.
يتم فصل الطفل المصاب عن الأطفال الأصحاء لمنع انتشار العدوى.

الوقاية من السعال الديكى:
– التطعيم فى مرحلة الطفولة بـ (DtaP):
من أفضل الوسائل للوقاية من الإصابة بالسعال الديكى هو التطعيم بفاكسين السعال الديكى، والذي يكون ضمن فاكسين الدفتريا والتيتاانوس، حيث يُعرف هذا الفاكسين “فاكسين الثلاثة فى واحد” وهو الأكثر أماناً من الفاكسين القديم (DTP) الذي لم يعد يُستخدم. ويوصى الأطباء بالبدء فى أخذ جرعات هذا الفاكسين فى مرحلة الطفولة المبكرة، والذي يتكون من خمس جرعات تُعطى عند الأعمار التالية:
– الشهر الثاني.
– الشهر الرابع.
– الشهر السادس.
– الشهر الثاني عشر – الثامن عشر.
– السنة الرابعة حتى السادسة.
يجب على الطفل تلقي ثلاث جرعات على الأقل من اللقاح ليصبح فعالًا ويحمي الطفل بشكل كامل من السعال الديكي، ويوصى بأخذ الجرعات الخمس حتى يصل الطفل إلى سن السادسة.

دراسات وابحاث تتعلق بالسعال الديكي

شرح تفصيلي لمرض السعال الديكي
السعال الديكي هو مرض بكتيري معدٍ يتسبب في نوبات متكررة من السعال الشديد الذي لا يتوقف بسهولة، ويتميز بشهيق الهواء أثناء دخوله الرئة خلال عملية التنفس أثناء السعال، ويشبه صوت صياح الديك.
وتشير إصدارات «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية» CDC إلى أن المرض يمكن أن يصيب أي إنسان وفي أي مراحل العمر، ولكنه أكثر شيوعا لدى الأطفال. وأشد خطورة على الصحة حال إصابته للأطفال الرضع والأطفال الصغار في السن. وكان السعال الديكي يعتبر في السابق أحد الأمراض الشائعة بين الأطفال، وأحد الأسباب المهمة لوفيات الأطفال. ويتوفر لقاح خاص للوقاية من السعال الديكي، أسهم تلقيه في خفض حالات الإصابة به.

تزايد احتمال الاصابة بالسعال الديكي
يعتقد بعض الأشخاص بأن السعال الديكي قد تم القضاء عليه تمامًا مثلما تم القضاء على مرض شلل الأطفال عن طريق حملات التطعيم الوقائية، ولكن هذا ليس صحيحًا وما زال السعال الديكي موجودًا ويمكن الإصابة به
ومع ذلك، لم يتم القضاء على مرض السعال الديكي، وبالفعل يختلف هذا المرض عن الشلل. وتزداد قابلية الإصابة بالسعال الديكي بدلاً من النقصان وذلك لسببين:
التطعيم الوقائي الذي يتم إعطاؤه للأطفال يفقد تأثيره مع مرور الوقت، مما يعني أن الكثير من المراهقين والكبار يمكن أن يصابوا بالعدوى خلال فترات تفشي السعال الديكي، والتي تحدث بانتظام.
يتطلب الحصول على ثلاث جرعات على الأقل من التطعيم لحماية الأطفال بشكل كامل من السعال الديكي، وبالتالي فإن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهور يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

السعال الديكي يسبب الوفاة للاطفال
كشفت دراسة طبية حديثة إلى أن الأطفال الذين يولدون في فترات تفشي الإصابة بالسعال الديكي يصبحون أكثر عرضة للوفاة مبكراً،حتى وإن تمكنوا من الوصول إلى مرحلة البلوغ.وكان الباحثون بجامعة “لوند” السويدية قد وجدوا أن الإناث لديهن 20% زيادة في فرص الوفاة مبكراً بالمقارنة بنحو 40% بين الذكور.
أظهرت الدراسة أن السيدات اللاتي يعانين من مشاكل في الحمل أو الإصابة بالسعال الديكي أو عرضة للإجهاض، يجعلن أطفالهن حديثي الولادة عُرضة للوفاة خلال الشهر الأول من الولادة.
تشير النتائج التي تم الوصول إلها إلى أهمية عدم تعرض النساء الحوامل للإصابة بالسعال الديكي في مرحلة الطفولة، أو لأطفالهن الرضع.

ارتفاع حالات السعال الديكي في بريطانيا
كشفت “وكالة حمايةالصحة” البريطانية النقاب عن أن إصابات السعال الديكي ما تزال مرتفعة في بريطانيا على الرغم من الجهود الطبية المقدمة لمحاصرتها والتغلب عليها. وأشارت البيانات الجديدة الصادرة عن الوكالة أن معدلات الإصابة بلغت إلى 819،8 شخص وهي النسبة الأعلى منذ مطلع التسعينات.
وأوضح الباحثون أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة وفاة في نوفمبر الماضي مقارنة بما تم تسجيله في أكتوبر الماضي بواقع 13 حالة وفاة لرضيع.
أكدوا أيضًا أن معدلات الإصابة بالمرض لا تزال مرتفعة، على الرغم من الجهود الطبية التي تهدفع باتجاه تقليل معدلات الإصابة ورفع الوعي الصحي حول المرض، وذلك على الرغم من انخفاض طفيف في حالات الإصابة في أكتوبر ونوفمبر الماضيين.
ينتشر الإصابة بالسعال الديكي عن طريق عدوى بكتيرية قوية تصيب الرئتين والشعب الهوائية، وقد يستمر المرض لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، وتظهر العلامات الأولى عادة على شكل سعال جاف مزعج، وإذا تطورت الأعراض قد يتحول السعال إلى سعال شديد ومتكرر.