الرميصاء خالة النبي من الرضاعة
الرميصاء هي واحدة من الصحابيات الجليلات اللواتي عرفن أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتهرت بمكانتها الرفيعة في الإسلام .
من هي الرميصاء
أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية الخزرجية، وقد عُرِفَت بأسماء مثل الغميصاء، وسهاة، ورميلة، ورميثة، وأنيفة، وغيرها، وكانت هي خالة رسول الله من الرضاعة، وكانت تخدم رسول الله كما أنها كانت والدة أنس بن مالك الذي كان يخدم رسول الله، وهي من أفضل الصحابيات .
تزوجت الرميصاء من مالك بن النضر وأنجبت منه ابنًا اسمه طلحة، وقد خطبها طلحة بعد قتل زوجها. وكانت من بين أولئك الذين آمنوا بالله ورسوله، على الرغم من دم إيمان زوجها، وحاولت تعليم ابنها الشهادة فور إسلامها .
جهادها في سبيل الله
كانت من أهم الصحابيات جهادا في سبيل الله ، و قد شهدت كلا من غزوة أحد و غزوة حنين ، و قد روي عنها عن لسان أنس بن مالك أنها في يوم حنين كنت تمسك خنجرا في يدها ، و قد قالت لرسول الله أنها سوف تبقر بطن كلا مشرك يقترب منها فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر و أم سليم و إنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهن تنفران القرب ، و قال غيره : تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ، ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم)) .
مكانة الرميصاء
– كانت لهذه السيدة مكانة رفيعة عند رسول الله و المسلمين ، و قيل أن الرسول كان دائم التردد عليها ، و قد كان من بين أحاديثه الشريفة التي ذكرت فيها تلك المرأة قوله صلى الله عليه وسلم: ((رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة)) ، و قد توفيت الرميصاء في عهد عثمان بن عفان .
– كان صلى الله عليه و سلم من محارم هذه المرأة ، و لذلك كان دائم الجلوس معها و تعليمها أصول الدين ، و لذلك كان لها علما واسعا في أمور الدين و كانت على دراية بعدد كبير من السنن و تعلمت من النبي عدد الأحكام الشرعية ، لدرجة أنها كانت نموذج عملي للنساء اللواتي تباحثن في أمور الدين و الدنيا .
كرم الرميصاء
عرفت الرميصاء بكونها امرأة كريمة في بيتها و ذلك لأنها كانت تعلم فضل الإنفاق في سبيل الله ، و كان من بين ما ورد عنها ذلك الذي حدث عندما قدم عليها زوجها ، ليسألها عن طعام لرسول الله و صحابته ، و قد قبلت دخولهم لتناول الطعام عندها ، فدخلوا عشرة فتناولوا الطعام فخرجوا ، و دخل عشرة و تناولوا الطعام و خرجوا و غيرهم حتى بلغوا سبعين رجلا .
مواقف للرميصاء
– روي العديد من المواقف التي جمعت الرميصاء مع ر سول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان من بين هذه المواقف عند عودة المسلمين من غزوة خيبر ، و كان من بين الأسرى صفية بنت حيي بن الأخطب ، تلك المرأة التي تزوجها رسول الله ، و قد زينتها الريصاء قبل تقديمها لرسول الله .
عندما قام المقوقس بإرسال ماريا القبطية وأختها إلى رسول الله، بقيت في منزل أم سليم (الرميصاء) حتى طيبتها وعطرتها وقدمتها للرسول الله، وتزوجها وأنجب منها .
ومن قول الرميصاء أنها كانت تأخذ شعر النبي وعرقه الطيب، وذلك حسب ما رواه البخاري من حديث أنس بن مالك، الذي قال: (كانت أم سليم تمد للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا، ثم تأخذ من شعره وعرقه وتجمعهما في قارورة، ثم تضعهما في سك وهو نائم، وعندما اقتربت وفاة أنس بن مالك، وصى بوضعهما في حنوطته). (رواه البخاري) .