منوعات

الدروس المستفادة من قصة مسمار جحا

اشتهر جحا بنوادره وطرائفه وأفعاله الغريبة التي يندهش منها العرب، ولكن قصتنا اليوم تروي الجانب السيء من شخصية جحا، وهو الخبث في التصرف والغش في البيع من خلال خداعه لأحد سكان القرية. حيث قرر جحا بيع بيته ولكنه وضع عقبات تجعل المشتري يتخلى عن البيت والمال.

بيت جحا :
كان لجحا بيت جميل وواسع، لكنه كان فارغا ولا يحتوي على طعام أو مال. لذلك، استمر جحا لفترة طويلة في الشكوى من الضيق ونقص الطعام في المنزل. ثم جاءت له فكرة شيطانية يستغلها للنصب على الناس وجمع الأموال دون أن يفقد شيئا في المنزل. في اليوم التالي، قام جحا بتثبيت مسمار واحد في كل زاوية من زوايا المنزل، ثم علق ورقة كبيرة مكتوب عليها `بيت جميل وواسع وكبير للبيع`.

بيت للبيع :
وفي اليوم التالي بعد تعليق الإعلان وفد الزوار والمشترون لمعاينة البيت وتقديم عروض الشراء وجلس جحا يرفض هذا وذاك حتى جاء أحدهم وقدم مبلغًا كبيرًا من المال مقابل شراء البيت فوافق جحا الذي قرر الاحتيال على الرجل وقال له أبيعك البيت بشرط واحد قال الرجل وما هو قال لي مسمار عندكم في الحائط لا تنزعوه أبدا وسوف أتي لأطمئن عليه، ظن الرجل أنها مزحة أو طرفة من طرائف جحا فوافق على الفور ودفع المال ولم يكن يعلم أن هذا المسمار سوف يأتي بالخراب عليه.

مسمار جحا في البيت :
في اليوم التالي لبيع البيت، جاء جحا وطرق الباب، ففتح صاحب البيت الجديد وقال له: ما الأمر يا جحا؟ قال جحا: جئت لأتطمن على مسماري. فضحك الرجل ودعاه لتناول الطعام معه، وبعد ذلك انصرف جحا. وفي اليوم التالي، طرق جحا الباب مرة أخرى على الرجل وقال له: ما الأمر هذه المرة؟ قال جحا: لقد افتقدت مسماري. فدعاه الرجل وهو غاضب وكان الطعام متواجدا، فدعاه لتناوله وهو غاضب. جلس جحا وتناول الطعام، ثم غادر بعد فترة. وفي اليوم الثالث، طرق جحا الباب فقال الرجل: ما الأمر يا جحا؟ كل يوم تأتي وتشاركني طعامي. فقال جحا: زد عليه أنني سأبيت هنا الليلة.

نجاح الحيلة :
سمع الرجل كلمات جحا وهو مندهش لما يقول وقال له : كيف تبيت اليوم هنا أخرج فورا من بيتي، فقال جحا: عندك مسمار في كل حائط وسوف أستظل بجوار مسماري. فقال الرجل: وكيف سأسترد أموالي إذا أخذت بيتك ومساميرك؟ فأجاب جحا: قد وضعت شرطا عليك عند التعاقد بأن تراعي مساميري وتحتفظ بها. وها أنت تنتهك العقد. فهم الرجل أنه أمام حيلة كبيرة من جحا وأن أمواله قد ضاعت عليه. فجعل هذا المسمار الذي استهان به يسبب له عدم الراحة في منزله، وقرر المغادرة وترك المنزل بالكامل لجحا ومساميره.

العبرة من القصة :
عند إقدامك على أي أمر جديد اهتم بأدق التفاصيل ولا تدع شيئًا إلا وتتناوله بالدراسة والبحث حتى لا تقع فريسة للغش والنصب والاستغلال فقد وصانا الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالكياسة والفطن في أمورنا حين قال : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : “المؤمن كيس فطن”، أي من سكن قلبه الإيمان يصبح ذو عقل راجح وحكمة بالغة، ولا يقع فريسة سهلة للغشاشين والنصابين مثل هذا الرجل الذي استهان بمسمار صغير لا حيلة له في شيء إلا أن هذا المسمار جعله لا يرى الراحة في بيته حتى يتركه بالكامل ويترك معه المال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى