تعليمدروس

الدروس المستفادة من سورة الواقعة

تعد سورة الواقعة من السور التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتمسك بقراءتها في صلاة الفجر، وقد أمرت السيدة عائشة رضي الله عنها بقراءتها لما لها من فضل وأجر عظيم، ويمكن استخلاص العديد من الدروس المفيدة منها، وفي هذا المقال سنتناول بعض فوائد قراءة سورة الواقعة وبعض الدروس المستفادة منها.

سورة الواقعة:
– هي سورة مكية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، وهي تقع في الجزء الثالث والعشرين من القرآن،  وتعد السورة السادسة والخمسون في القرآن الكريم.

– عدد آيات سورة الواقعة هو ستة وتسعون آية، وعدد كلماتها يصل إلى ثلاثمئة وتسعون كلمة، وعدد حروفها يبلغ 16092 حرفا، وتتميز سورة الواقعة بأنها تذكر كل غافل بيوم القيامة القادم الذي سيحدث قريبا بغض النظر عن المدة .

تم تسمية سورة الواقعة بهذا الاسم بسبب بدايتها بكلمة الواقعة في الآية الأولى، ويقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من أطلق عليها هذا الاسم.

فوائد سورة الواقعة.
– كان النبي عليه السلام يداوم على قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر، لما لها من فضل كبير وتذكرة لكل غافل، كما أوصت السيدة عائشة رضي الله عنها بالمداومة على قراءة سورة الواقعة لما لها من فضل واجر عظيم.

تتميز سورة الواقعة بفضل كبير على من يقرأها بانتظام، حيث تذكر كل من يقرأها باليوم الآخر وأهواله، لذا لا تدع له فرصة للإهمالأو الإقصاء.

يقال إن قراءة سورة الواقعة بانتظام وتأملها لها فضل كبير، حيث إنها تجلب الرزق وتمنع الفقر والحزن والبؤس.

شرح سورة الواقعة
يذكر الله جميع البشر بيوم القيامة، ويؤكد أن يوم القيامة آتٍ دون شك، مهما طال الانتظار، وأن هناك وقتًا محددًا سيحدث فيه ذلك الحدث العظيم، ولا يستثني الله أحدًا منه.

– عندما يحين يوم القيامة، ستنخفض بعض الأمم وترتفع أمم أخرى، ولكن سيكون المعيار هو التقوى والأعمال الصالحة، وليس الثراء والثروة والمال.

ويصف الله في القرآن أحداث يوم القيامة المرعبة، حيث تهتز الأرض برجفة شديدة، وتتفتت الجبال، وتزول كل ما فيها، وذلك تذكيرا للغافلين بضرورة العودة إلى الطريق المستقيم.

يذكر الله البشر بأنهم سيحصلون على جزاء أعمالهم، ويصنفهم إلى ثلاث فئات (أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والأولون الذين يسارعون لعمل الخير).

يذكر الله تعالى أن الصالحين سيتمتعون بالجنة، وذكر بعض من نعمهم في الآخرة، من أفخم الأطعمة والفواكه الطيبة التي يُنعم الله بها عليهم.

وصف الله تعالى أصحاب النار وحالهم السيئ في جهنم، لأنهم كانوا في الدنيا يعملون فقط على تلبية شهواتهم ولا يؤمنون باليوم الآخر ويستهزئون به ويكفرون بالله وينكرون وجوده.

يذكر الله خلق البشر، ويذكرهم أنه خلقهم وكانوا لا شيء، فكيف لا يستطيع إعادة خلقهم، ويذكرهم أيضًا بآياته ونعمه الكونية وقدرته على إنبات النباتات وإسقاط المطر من السماء .

يصف الله لحظات احتضار الإنسان الأخيرة في عمره، ويذكره بالموت، وأن الإنسان لن ينفعه شيء إلا عمله الصالح.

الدروس المستفادة من سورة الواقعة
تعلمنا من سورة الواقعة أن الموت حقيقة لا مفر منها، وأن العمل الصالح والإيمان بالله هو الذي سيدخلنا الجنة، لا السلطة أو المال أو المناصب العالية.

جزاء الكافرين هو النار وعذاب الآخرة كجزاء كفرهم بالله وعدم إيمانهم باليوم الآخر.

نتعلم من سورة الواقعة قوة الله في إنشاء الأشجار والنباتات من العدم، وقدرته على إنزال الماء من السماء، وقدرته على خلق البشر من العدم، وقوته في إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى.

نتعلم من سورة الواقعة أن الناجين من عذاب الله قلة، حتى بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال الله في كتابه (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: `يا رسول الله، آمنا بك وصدقناك، وبالرغم من ذلك، فمن ينجو منا قلة`، خوفا من عدم نجاتهم من عذاب الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى