الحمل الثاني وتجهيز الطفل الأكبر لاستقبال المولود الجديد
الحمل الثاني له طعم خاص وحب خاص أيضا وهو نوع مختلف من السحر والسعادة. عندما تكونين أما للمرة الثانية، قد تفكرين في كيفية إخبار طفلك الأول بهذا الأمر وتتساءلين دائما في داخلك هل سيحب طفلي الأول هذا الجنين؟ هل سأتمكن من إقناعه بأن هذا الطفل الصغير يحتاج إلى رعايتنا جميعا كأسرة واحدة؟ هذه كلها أسئلة حيوية تدور في ذهنك عندما تكتشفين أنك حامل للمرة الثانية ولديك طفل صغير يفهم ما حوله. وهناك الكثير من التساؤلات التي تجعلك تشعرين بالارتباك، وعليك أن تتذكري جيدا أنه خلال فترة حملك الثانية، قد يسعد الجميع بقدوم الطفل الثاني، لكن ابنك الصغير قد يكون مضطربا ويشعر بعدم الأمان. فمن الطبيعي أن يشعر طفلك بعدم الأمان بسبب وجود حبك المقسم بينه وبين أخيه الذي لم يولد بعد. في هذا المقال، سنقدم لك بعض الطرق والنصائح التي قد تساعدك في إعداد طفلك الأول لاستقبال أخيه الجديد وقبول الأمر. تابعي القراءة
– قومي ببناء علاقة اتصالية بين الطفلين في وقت مبكر : لا حاجة لك بالانتظار حتى يولد طفلك الثاني لبناء علاقة بين الطفلين. يمكنك القيام بذلك منذ الوقت الذي يكون فيه الطفل الثاني في رحمك؛ أخبري ابنك عن قرب وصول أخيه إلى الحياة ليتمكن من فهم ذلك، وقولي له أشياء مثل “سيكون لديك أخ صغير تلعب معه”، أو “سنحتاج قريبا إلى مساعدتك في رعاية أخيك الصغير”، أو اطلبي منه أن يشعر بركلات الجنين على بطنك. وفي كل مرة تذهبين للتسوق وتشترين احتياجات الجنين، اطلبي من طفلك أن يساعدك في اختيار الألوان أو هدية لشقيقه. فكل ذلك سينمي لديه شعورا بالانتماء منذ البداية، وسيسهم بشكل كبير في تعزيز العلاقة بين أطفالك في المستقبل.
– علّمي طفلك تحمل المسؤلية : الكثير من الآباء والأمهات يميلون إلى مداعبة أطفالهم بشكل مبالغ فيه وسخيف، وقدوم طفل آخر إلى الحياة يمكن أن يكون فرصة جيدة لتعليم طفلك الشعور بالمسؤولية، وهذا أمر مهم أيضا. لذا، من الأفضل أن توجهي طفلك نحو حماية أخيه الصغير عندما يأتي، وأن يحبه ويرعاه. كل ذلك سيساعد طفلك على فهم أنه الأكبر وأنه عليه واجب تقديم الرعاية والاهتمام لأخيه الصغير وأيضا تجاه والديه ومساعدة والدته في رعاية أخيه. بذلك، سيتمكن طفلك من فهم أهمية الأسرة.
– عبري له عن حبك : تذكري عدد المرات التي شعرت فيها بالاكتئاب أو الخنقة وأحتضنت أو قبلت طفلك، والآن هو الوقت الأكثر أهمية لأنك يمكنك أن تأخذي طفلك معك أينما تذهبين وتعبرين له عن حبك بشكل جيد. امسكي بيدي طفلك وأنتما تتجولان للتسوق، فحاسة اللمس تحمل قوة هائلة في التواصل أكثر من الكلمات التي قد تفتقد المعنى أحيانا، فإنه يعطي طفلك شعورا بالطمأنينة بأن حبك له قوي ودائم بغض النظر عن ما يحدث
– اشرحي الأمر بطريقتك الخاصة : أفضل طريقة لمساعدة طفلك على فهم الأمر هي أن تشرحي له هذا التغيير بالطريقة التي يفهمها بشكل أفضل من خلال القصص. يمكنك الحصول على بعض أفكار القصص من كتب الحمل، للتأكد من قراءة القصص التي تتناول قدوم طفل جديد لأسرتك، ويمكنك أيضا مشاهدة الأفلام والرسوم المتحركة التي تتناول مواضيع الأسرة معا، مثل فيلم كرتون أو أنيميشن يصور العلاقة بين الأخ والأخت. تلك القصص تجعله أكثر قبولا لوجود فرد جديد في الأسرة، وربما يتمنى الحصول على أخ أو أخت أصغر. ستساعدك هذه الطريقة بالتأكيد في تسهيل شرح الأمر.
– تحدثي معه حول التغييرات الوشيكة: تأكدي من أنك على علم بجميع التغييرات المحتملة التي ستحملها لك وصول الطفل الثاني، مثل الليالي الطويلة بعيدا عن النوم المنتظم وتحديات التغذية وغيرها. لذا قولي له أن الأشهر القليلة الأولى ستكون صعبة إلى حد ما، لأن الطفل القادم سيحتاج إلى رعاية الأم في كل وقت، في كل شيء من الأكل إلى النوم والتعب. دعيه يعرف أنه لا يمكنه اللعب مع الطفل فور ولادته وأن عليه أن ينتظر حتى يكبر أخوه أو أخته قليلا ليتمكن من التفاعل معه.
– شاركي طفلك احتياجات أخيه : يمكنك مشاركة طفلك في بعض المغامرات والإثارة حول قدوم الطفل الجديد. دعيه يشارك في اختيار اسم أخيه وشراء ملابس الطفل واللعب وتزيين الغرفة. كل شيء يتعلق بمرحبا بالمولود الجديد مثير، لذا تأكدي من إشراك طفلك في هذه التجربة الممتعة ليدرك أن رأيه مهم في مثل هذه الأمور. اسأليه عن اختياراته قبل اتخاذ قرارك فيما يتعلق بأي جانب من جوانب وصول الملاك القادم. ستجعلينه يتطلع بشوق لمشاركة حياة أخيه الصغير أو أخته
– الاهتمام بمشاعر طفلك : يهم أن تكوني حساسة لمشاعر طفلك وتتعاملي معها بحذر، بدلاً من الانتظار على أمل أن تتجاوز جميع التحديات مع مرور الوقت. تذكّري أنكِ لستِ الوحيدة التي تواجهين الضغوط والقلق بسبب وصول أحد أفراد العائلة الجدد، وطفلك أيضًا قد يشعر بالتوتر والقلق أكثر منك .