صحة

الحليب كامل الدسم ومرضى القلب

هل تعتقد أن تناول المنتجات الكاملة الدسم من الألبان مثل الحليب يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت لست وحدك في هذا الاعتقاد الشائع، ووزارة الزراعة الأمريكية (USDA) تؤيد هذا الرأي، ولكن دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية تفند هذه الفكرة الخاطئة.

الدراسة التي أجريت :
ووجدت الدراسة أن تناول الحليب الكامل الدسم ومنتجات الألبان يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين والسكتات الدماغية، تدعم النتائج مجموعة متنامية من الأدلة على أن منتجات الألبان الكاملة الدهون وحدها لا تؤدي إلى مثل هذه القضايا الصحية، والتي تتناقض بشكل كبير مع التوصيات القديمة من مختلف الوكالات الحكومية لاختيار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون بأكبر قدر ممكن.

للوصول إلى استنتاجاتهم، قام الباحثون بتقييم 3000 شخص بالغ يبلغون من العمر 65 عاما وما فوق خلال فترة تمتد لمدة 13 عاما، وبدأت الدراسة في عام 1992. تم قياس ثلاثة مستويات مختلفة من الأحماض الدهنية في دم المشاركين في ثلاث مناسبات مختلفة، الأولى في بداية الدراسة في عام 1992، والثانية بعد ست سنوات، والثالثة والأخيرة بعد 13 سنة، بهدف تحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي والسكتة الدماغية.

في نهاية الدراسة، تم اكتشاف أن أي من هذه الأحماض الدهنية لم تكن مرتبطة بمجموع الوفيات أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وبالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين أظهروا مستويات أعلى من هذه الأحماض الدهنية، والتي توجد جميعها في ألبان كاملة الدسم، كانت لديهم فرصة أقل بنسبة 42٪ للوفاة بالسكتة، وكانت هناك صلة بين نوع آخر من الأحماض الدهنية والوفيات الأقل بسبب أمراض القلب والأوعية الدموي.

ليست هذه النتائج الأولى التي تشير إلى أن استهلاك منتجات الألبان الكاملة الدسم يمكن أن يكون خيارا أفضل من المنتجات الخالية من الدسم. ففي دراسة عام 2015، لم تجد أي صلة ملموسة بين استهلاك الألبان ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي، بينما في دراسة عام 2013، وجدت فائدة صحية للاستهلاك العالي للألبان الدهنية، حيث يقلل من مخاطر السمنة المركزية في الذكور.

أهمية هذه النتائج :
هذه النتائج مهمة لأنها أظهرت أن تناول الحليب الكامل الدسم على المدى الطويل لم يكن له أي تأثير سلبي على أمراض القلب، وفقا لروجر إ. آدامز، خبير التغذية المقيم في هيوستن ومؤسس مؤسسة Eat Right Fitness. يجب إجراء دراسات طويلة المدى مثل هذه لتوضيح التأثيرات على الصحة مع أي تغيير في النظام الغذائي، حيث يكون من الصعب الحصول على نتائج جيدة من التغييرات الغذائية .

خبراء التغذية :
يتفق خبراء التغذية على أن مثل هذه الأبحاث تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح وأنها تساعد في التعافي من جنون الثمانينيات والتسعينيات الخاليين من الدهون، منذ السبعينات من القرن الماضي، أخبرتنا السياسة العامة بتقييد السعرات الحرارية والدهون، وبالتحديد مدخولنا من الدهون المشبعة خوفًا من أنها تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى