التأثير السلبي الناتج من تعرض الطفل للنقد من والديه
إذا كنت تعتاد على انتقاد أطفالك بشكل متكرر، فيجب عليك التعرف على نتائج هذه الدراسة التي تناولت هذه الظاهرة، وتأثيرها على الحالة النفسية والسلوكية للأطفال.
دراسة حول نقد الأبناء
– قامت دراسة جديدة من جامعة بنغهامتون في نيويورك ، كان مفاد هذه الدراسة أنه قد يكون عليك إعادة التفكير في كيفية استجابة طفلك للاحباط و النقد ، فكان من بين المشاركين في الدراسة 87 طفلا و والديهم ، بينما طلب من الآباء و الأمهات الحديث عن طفلهما لمدة خمس دقائق (خلال الوقت تم الترميز لمستويات النقد في الحديث) ، و طلب منهم تحديد المشاعر التي حملوها من خلال سلسلة من صور وجوه الأطفال ، و كان ذلك على مرأى و مسمع من الأطفال .
عندما نلقي نظرة على النتائج، يلاحظ أنه تناقص الاهتمام لدى الأطفال الذين تعرضوا للنقد، وتظهر ذلك في تعابير وجوههم. بالإضافة إلى ذلك، كانوا أكثر انصرافا لبعض الأشياء وتجاهل البعض الآخر. ويظهر أيضا انحيازهم وتعابير الغضب عند الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي. في تلك الحالات، يزداد اهتمام الأطفال المعتدى عليهم بالوجوه الغاضبة.
نتيجة الدراسة
بعد مراجعة الدراسة من قبل د. ويندي، الحاصلة على دكتوراه في الطب النفسي، يجب أن نلاحظ أن هذه الدراسة ترتبط بشكل وثيق بما يعرف بالنضال العاطفي، حيث أن الأطفال الذين يتعرضون للانتقاد المفرط يبتعدون عاطفيا عن آبائهم بشكل كبير، ويتجلى ذلك تماما في تعابير وجوههم. بالإضافة إلى ذلك، يتجنب هؤلاء الأطفال الاقتراب من آبائهم فيما بعد، ويعرف هذا بمسألة العلاقة السببية. ربما يحاول هؤلاء الأطفال التصدي لمزيد من الانتقادات عن طريق أن يكونوا أقل واعيين للعواطف المحيطة بهم .
النمط المتوازن للأبوة والأمومة هو الخيار الأفضل
بدلا من الانتقاد اللاذع والمستمر للأطفال، نصح ويلش باتباع “القاعدة الثلاثية إلى واحد”، وهي أن يركز الآباء والأمهات على بناء احترام ذات صحية لأطفالهم. والطريقة للقيام بذلك هي تقديم المميزات الخاصة بالطفل ثلاث مرات أمام كل مرة يتعرض فيها الطفل لانتقاد، ويجب أن تكون هذه المجاملات الصحيحة وليست مجرد مدح. على سبيل المثال، يمكن أن تمدح الطفل لتصرفه الجيد مع أحد أصدقائه أو أخواته، أو أن تقول له إنه الأفضل في الغناء في مدرسته، وهذا الأمر حقيقي وليس فقط وجهة نظر.
وفي النهاية، أوضح والش أن رفع ثقة الطفل بنفسه هو جزء مهم من واجبات الأبوين، وأشار إلى أن النصيحة التي يجب على الآباء والأمهات الاهتمام بها هي أن الطفل مثل بناء حديقة، فلا يعتمد على التنظيف فقط، بل يحتاج أيضا للرعاية والتغذية المناسبة من حين لآخر لتحقيق أفضل النتائج. وأضاف أن الموازنة بين هذه المهام هي المفتاح لتعليم السلوكيات الصحيحة وتشكيل شخصية الطفل، ويجب على الآباء والأمهات أن يظهروا اللطف والسلوك الاجتماعي الجيد، ويجب أن يشجعوا الطفل ويعطونه كلمات إيجابية بدلا من انتقاده.