الحل السحري لتعزيز ثقة الطفل بذاته
الثقة بالذات هي إحدى الصفات التي يكتسبها الطفل خلال مراحل حياته المختلفة. تتكون هذه الثقة من خلال تجارب الطفل التي يمر بها ويتمكن من تجاوزها وتحقيق نجاح ملحوظ فيها. ولكن في بعض الأوقات، قد تهز ثقة الأطفال بأنفسهم، وبالتالي يحتاجون إلى دليل ومساعدة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وهناك أمور يجب على الأم أن توليها اهتماما، وسنقدمها في الجمل التالية .
دور الأم في تعزيز ثقة الطفل بذاته
يجب تجنب الحديث عن الطفل بطريقة سلبية، لأن ذلك سيؤثر على سلوكه ونظرته لنفسه، ومن ثم فإن هذا سيؤدي إلى نمو ما يسمى بالنبؤات الذاتية. وعندما ينعت الأب أو الأم أحد الأبناء بكلمة غبي دائما، فإن الطفل سيدرك أنه غبي وغير قادر على التحصيل الدراسي، أو أنه ليس على نفس درجة الذكاء كباقي الأشخاص، وسيتحول المشكلة من نظرة الأهل للطفل إلى نظرة الطفل لنفسه، مما يسبب مشاكل نفسية كبيرة للطفل تجعله يشعر بالفشل ويتجنب التحدي والمحاولة .
علامات تأثر الطفل بالنقد السلبي
يتأثر تصور الطفل عن نفسه، فتجد الأم تكرر عبارات مثل `لا أستطيع`، `إنه صعب للغاية`، `لن أستطيع أن أتعلم القراءة`. وفي هذه النقطة تحديدا، يجب على الأم أن تستغل هذه الفرصة وتعزز ثقة طفلها بنفسه، وتخبره أنه قادر على فعل الأشياء ضمن إمكانياته الصغيرة كطفل، وأن أدائه سيتطور خلال مراحل نموه وتطوره المختلفة. يغفل عن بعض الأمهات أن إحساس الطفل وشعوره بالإحباط يؤثران على ثقته بنفسه، لذا يجب التركيز أولا على إحساس وشعور الطفل، وكذلك الاستماع الجيد إليه لتحديد المشكلة الحقيقية التي يمر بها الطفل .
الحل السحري الذي يشمله التعبير حتى الآن
الحل السحري لتعديل نظرة الطفل السلبية تجاه نفسه يكمن في عبارة حتى الآن ،عادة ماتجد الأم نفسها عاجزة أمام رؤية الطفل لنفسه من منظور سلبي ،وحديثه الدائم عن عدم قدرته على القيام بأشياء عديدة بمفرده ،و لكن هناك حل سحري قد يساعد العديد من الأمهات في هذا الشأن ،في المرة القادمة التي يخبرك طفلك فيها أنه غير قادر على القيام بشيء معين دون أن يجرب حتى ،أكملي له جملته بجملة حتى الآن ،فهو غير قادر لأنه لم يجرب وإذا جرب وفشل فيمكنه المحاولة مرة أخرى ،أخبري طفلك أن الكبار الذين يقومون بأشياء صعبة للغاية ،تعلموا كيفية فعلها ، وتدربوا أكثر من مرة حتى أتقنوها بالطريقة التي هم عليها الآن ،حتى ماما عندما بدأت تعلم القراءة لم تكن بارعة كما هي الآن ولكن التجربة والممارسة هما العاملان الأساسيان اللذان ساعداها على التعلم .
حقا، إضافة كلمة `حتى الآن` تجعل الطفل يتخيل نفسه في المستقبل ومنجزا إحدى المهام التي كان يعتقد أنه عاجز عن تنفيذها. في هذه الحالة، سيشعر الطفل بالتعاطف والاهتمام من قبل الأم، وينبغي على الأم عدم تفويت هذه الفرصة لتنمية مهارات حل المشكلات لدى الطفل، بطرح أسئلة حول كيفية حل المشكلة التي يواجهها أو بطرق أخرى للقيام بشيء معين الذي يعجز الطفل عن تنفيذه، وستجد الأم أن حالة الطفل ستتحول من الغضب وعدم الرغبة في المحاولة إلى التجريب والمحاولة مرة أخرى .
إنها ليست عصا سحرية قد حولت الطفل ،و لكن تحويل نظرة الطفل السلبية لنفسه هى التي أدت الى هذه النتيجة فغيرت تفكيره ونظرته لنفسه ، جعلته مقبلا على المحاولة والتجربة ،كذلك جعلت منه شخصا يقبل الفشل ويدرك أنه بالمحاولة والتجربة سيكتسب مهارات تمكنه في النهاية من إتقان الأشياء التي يسعى اليها .
أهمية دور الأم في بناء شخصية أبنائها
إن بناء شخصية الطفل هو مهمة صعبة للغاية ،فالتعامل مع الأطفال نفسه قد يشكل أزمة للبعض ،لكن إذا كانت الأم على درجة من الوعي فعليها أن تعرف أن بناء شخصية إبنها يعتمد في الأساس على ماقامت هى بتعليمه إياه ،و مابذلته من مجهود في سبيل بناء شخصية الطفل بالتأكيد سينعكس و يظهر في المستقبل على شخصية الشاب الكبير الذي سيواجه المشكلات بدلاً من أن ينسحب وينأى بنفسه بعيداً عن المواجهة ،أو يرمي بمسؤلياته على والديه أو من ينوب عنه .
يجب على كل أم بذل قصارى جهدها في تربية أطفالها، فالمجتمع مسؤولية تقع على عاتقها ولا يمكن أن تقوم بحمل أعباء جديدة .